حال الجمهورية اليوم لا يسمح بالاحتفال بعيد الإستقلال السابع والسبعين، ما يُحتِّم العمل لتخليد الذكرى، والسهر على تمتين استقلال الدولة التي أعلنها البطريرك الياس الحويك عام 1920 وانتزع استقلالها رجالات قلعة راشيا عام 1943 بمؤازرة مجموعة من الأبطال ومساندتهم. استقلال استُشهد لأجل حمايته رؤساء جمهوريات وحكومات ورجال دين وسياسة وأمن وإعلام وقوافل من قادة الرأي.
عام 1943 أُعلِن "استقلال الدولة"، وفي الستينات تم السعي إلى بناء "دولة الاستقلال". أما اليوم فنحن في شرك "استقلال الدويلات"، وبتنا ضحايا استقلال الطوائف والمذاهب (وحقوقها) وعمّ منطق الاستقلال عن الدولة.
الاستقلال ليس مجرد استذكار ليوم مجيد من تاريخنا، أو حالة ظرفية نستكين لها، ولا هو ثورة عابرة توضع مكاسبها في الجيوب للاستغلال، إنما هو فعل إيمان بالحوار وبالعيش المشترك، ونضال مستمر من أجل بلوغ دولة القانون والحق التي نصبو اليها.
إن رسالة لبنان تبرز في بطولة رجاله وفي تصدّيهم لآفات التطرف والاقتتال، كما تتجلى في اعتماد نهج الحوار والاعتدال وفي شجاعة قول الحقيقة، التي من دونها، لا يمكن البدء بالإصلاح الشامل.
لن يستقيم الاستقلال بمنطق الاستقواء بالخارج، ولا بالرهانات المتناقضة على الأوضاع الخارجية، ب ستتعثر مسيرته متى صار الوطن ساحة مفتوحة أمام الصراعات الخارجية والتدخل الأجنبي وتبادل الأوراق الاقليمية، حيث لا يكفي وقف حروب الآخرين على ارضه، بل يجب أيضاً منع قتال اللبنانيين أو اقتتالهم خارج حدود الوطن أو من أجل الخارج لمصالح وقضايا غير لبنانية.
الاستقلال من دون سيادة الدولة وحرية مواطنيها هو استقلال منقوص، والسيادة لا تتحقق إنْ لم تمسك القوات المسلحة الشرعية بحصرية السلاح، وتُصبح الناظمة الوحيدة للقدرات الدفاعية والضابطة لاجوائها وبحرها وحدودها، تحت إشراف السلطة السياسية.
السيادة لن تترسخ إنْ لم تتبنَّ الدولة سياسة داخلية وخارجية تراعي مصلحة شعبها وتنسجم مع ثوابت الميثاق الوطني ومقتضيات العيش المشترك وتعتمد التحييد عن صراعات المحاور وما أكثرها.
أما الحرية فهي فرح الانعتاق من كل سيطرة أو تبعية أو احتلال، والإبتعاد عن لعبة الأمم وعدم السماح بجرّ البلاد إلى أتون النزاعات الإقليمية. والإستقلال يكمن في حرية الأفراد بالتعبير والتنقل، وتكافؤ الفرص وممارسة الشعائر والتقاليد، والتحرر من التزلّم وصون الحق بعدالة القضاء المستقل وليس بسطوة السلاح وتسلّط المسؤول.
الاستقلال يتطلب الانتقال من واقع السلطة إلى واقع الدولة. الوطن ليس في عيد هذا العام ولم يكن كذلك في الأعوام الماضية، فوطن الرسالة يكاد يفقد هويته بعد فقدانه سيادته وحريته. فكيف يتآلف الانفتاح والحوار مع سياسات العزل والهمجية والقهر والتطرف، ومع أي فكر شمولي أو أحادي.
من واجبنا أن نضع أكاليل الغار على ضرائح رجال الإستقلال لا ان نضع الورود، ولنبدأ منذ اليوم مع المئوية الاولى بتكليل ضريح البطريرك الحويك عرّاب دولة لبنان الكبير.
إن الاستقلال الذي نعيشه اليوم لا يُشبه ذاك الذي انتزعه الأبطال. فهل تعود الذكرى عيداً في العام المقبل؟ إن حال الوطن ومستقبله هما بيد الشباب المنتفض لتثبيت ذواته وأحلامه السيادية المشروعة... إلى الأمام.
عام 1943 أُعلِن "استقلال الدولة"، وفي الستينات تم السعي إلى بناء "دولة الاستقلال". أما اليوم فنحن في شرك "استقلال الدويلات"، وبتنا ضحايا استقلال الطوائف والمذاهب (وحقوقها) وعمّ منطق الاستقلال عن الدولة.
الاستقلال ليس مجرد استذكار ليوم مجيد من تاريخنا، أو حالة ظرفية نستكين لها، ولا هو ثورة عابرة توضع مكاسبها في الجيوب للاستغلال، إنما هو فعل إيمان بالحوار وبالعيش المشترك، ونضال مستمر من أجل بلوغ دولة القانون والحق التي نصبو اليها.
إن رسالة لبنان تبرز في بطولة رجاله وفي تصدّيهم لآفات التطرف والاقتتال، كما تتجلى في اعتماد نهج الحوار والاعتدال وفي شجاعة قول الحقيقة، التي من دونها، لا يمكن البدء بالإصلاح الشامل.
لن يستقيم الاستقلال بمنطق الاستقواء بالخارج، ولا بالرهانات المتناقضة على الأوضاع الخارجية، ب ستتعثر مسيرته متى صار الوطن ساحة مفتوحة أمام الصراعات الخارجية والتدخل الأجنبي وتبادل الأوراق الاقليمية، حيث لا يكفي وقف حروب الآخرين على ارضه، بل يجب أيضاً منع قتال اللبنانيين أو اقتتالهم خارج حدود الوطن أو من أجل الخارج لمصالح وقضايا غير لبنانية.
الاستقلال من دون سيادة الدولة وحرية مواطنيها هو استقلال منقوص، والسيادة لا تتحقق إنْ لم تمسك القوات المسلحة الشرعية بحصرية السلاح، وتُصبح الناظمة الوحيدة للقدرات الدفاعية والضابطة لاجوائها وبحرها وحدودها، تحت إشراف السلطة السياسية.
السيادة لن تترسخ إنْ لم تتبنَّ الدولة سياسة داخلية وخارجية تراعي مصلحة شعبها وتنسجم مع ثوابت الميثاق الوطني ومقتضيات العيش المشترك وتعتمد التحييد عن صراعات المحاور وما أكثرها.
أما الحرية فهي فرح الانعتاق من كل سيطرة أو تبعية أو احتلال، والإبتعاد عن لعبة الأمم وعدم السماح بجرّ البلاد إلى أتون النزاعات الإقليمية. والإستقلال يكمن في حرية الأفراد بالتعبير والتنقل، وتكافؤ الفرص وممارسة الشعائر والتقاليد، والتحرر من التزلّم وصون الحق بعدالة القضاء المستقل وليس بسطوة السلاح وتسلّط المسؤول.
الاستقلال يتطلب الانتقال من واقع السلطة إلى واقع الدولة. الوطن ليس في عيد هذا العام ولم يكن كذلك في الأعوام الماضية، فوطن الرسالة يكاد يفقد هويته بعد فقدانه سيادته وحريته. فكيف يتآلف الانفتاح والحوار مع سياسات العزل والهمجية والقهر والتطرف، ومع أي فكر شمولي أو أحادي.
من واجبنا أن نضع أكاليل الغار على ضرائح رجال الإستقلال لا ان نضع الورود، ولنبدأ منذ اليوم مع المئوية الاولى بتكليل ضريح البطريرك الحويك عرّاب دولة لبنان الكبير.
إن الاستقلال الذي نعيشه اليوم لا يُشبه ذاك الذي انتزعه الأبطال. فهل تعود الذكرى عيداً في العام المقبل؟ إن حال الوطن ومستقبله هما بيد الشباب المنتفض لتثبيت ذواته وأحلامه السيادية المشروعة... إلى الأمام.
الرئيس ميشال سليمان - افتتاحية النهار - 21 تشرين الثاني 2020
إرسال تعليق