"الدولة الضعيفة يحكمها أقوياء لا يقيمون وزناً للدستور ويتجاهلون القوانين فيزدادون قوة ويزداد ضعف الدولة"... من قصد رئيس الجمهورية ميشال عون بهذه التغريدة أمس؟ حليفه "حزب الله" المستقوي بوهج سلاحه على الدولة والدستور؟ أم مسلحي البقاع الذين تفاخروا ببث صور وفيديوات توثق عراضاتهم العسكرية بالتزامن مع إطلاق موقفه؟ إذا كان لم يقصد هذا ولا ذاك، فتغريدته تصبح بلا مغزى... فخامة الرئيس، معلوم أنك تناصب "حزب الله" الودّ وتدافع عن سلاحه "على راس السطح"، لكنك على الأرجح شاهدت كما عموم اللبنانيين خلال الساعات الأخيرة مشاهد السلاح المتفلّت يصول ويجول متباهياً بسطوته على التراب الوطني في البقاع؟ فماذا أنت فاعل بصفتك القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ هل تسلّم وتستسلم لواقع خطف هيبة الدولة بقاعاً، أو ترفع راية الدولة وتطالب بـ"الثأر" للشرعية؟
الوضع الأمني في البقاع خطير والبقاعيون يشكون غياب الدولة الفاضح عن مشهد اشتعال الخلافات العشائرية الثأرية. وبعد يومين متواصلين من الإستعراضات العسكرية التي بثت على مواقع التواصل الاجتماعي لمسلحي العشائر مدججين بمختلف أنواع الأسلحة والأعتدة الرشاشة والصاروخية، إثر مقتل شاب من عشيرة آل شمص على يد مسلّحين من عشيرة آل جعفر نتيجة عملية ثأرية، طمأن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عبر "تويتر" إلى أنّ الجيش اللبناني أرسل تعزيزاته إلى المنطقة "لسحب فتيل الفتنة وبسط الأمن وتوقيف الخارجين عن القانون"، محذراً من أنّ "ما يحصل في بعلبك خطير للغاية ومسيء لبعلبك الهرمل ولأهلها".
أبناء البقاع، من بعلبك حتى الهرمل، يعانون قبل غيرهم من انعكاسات التفلّت الأمني والسلاح المنتشر بلا رادع بين أيدي الخارجين عن القانون، حيث تؤكد مصادر ميدانية لـ"نداء الوطن" أنه يكاد لا يمرّ يومٌ بلا إشتباكات مسلّحة أو عملية أمنية، أبطالها مسلّحون يرهبون الناس في بيوتهم وعلى الطرقات، ويطلقون النار والقذائف الصاروخية في الهواء كأفلام "الأكشن" الهوليوودية، وسط غياب أمني تام للدولة شجع هؤلاء على المزيد من التمرّد والفلتان، لكنّ المصادر لفتت إلى أنّ التوتر الحاصل منذ أيام بين عشيرتي شمص وجعفر يُنذر بالأسوأ ما لم تسارع الدولة إلى ضبط الوضع.
"السلاح زينة الرجال" و"الدم بالدم" و"الثأر يكرّس الحضور والقوة"، هي قواعد العشائر في بعلبك - الهرمل وغيرها من مناطق تشهد مظاهر شبيهة، وعدم الإلتزام بها يدلّ على الخنوع وفقدان الشجاعة والرجولة. وشهد البقاع عدداً من العمليات الثأرية كان لعناصر الجيش اللبناني حصّتهم فيها أيضاً، على خلفية عمليات ثأر من عناصر عسكرية لضلوعهم في عمليات توقيف معينة أو إطلاق نار على مسلحين لم يلتزموا بالتوقف عند حاجز أمني. وكذلك الأمر، تتصاعد وتيرة عمليات الثأر بين العائلات والعشائر في المنطقة، بشكل أفقد الدولة الكثير من حضورها وهيبتها لتسود "شريعة الغاب".
أشعل مقتل محمد شمص الأحد الفائت في حيّ النبي انعام في بعلبك، جبهة النار بين عشيرتيّ جعفر وشمص. وفي تفاصيل الحادثة، كما روتها المصادر الميدانية، أنّ إشكالاً فردياً وقع قبل عامين بين شبان من العشيرتين، أقدم خلاله شقيقا محمد شمص على قتل شاب من آل جعفر في سوق بعلبك، وأفضت الجهود إلى تسليم الجناة للدولة اللبنانية وحصر "غريم" عشيرة آل جعفر بالشابين من دون المسّ بعائلتهما. وعليه، فتح شقيقهما محلاً في حي النبي انعام وبدأ العمل فيه. وإثر خروج أحد أشقائه من السجن قبل أيام من مقتله، وعند عدم تمكّن شبان عشيرة آل جعفر من قتله تمّت تصفية محمد في محله عصر يوم الأحد، حيث رافق العملية الثأرية إطلاق نار وترهيب للمواطنين لفتح الطريق أمام السيارة التي نفّذت العملية وتأمين وصولها إلى الشراونة، لتبدأ بهجة الثأر بإشعال المدينة بالقذائف الصاروخية والرصاص على مدى ساعات. هذا التطور دفع بشبان آل شمص إلى التأهّب للثأر من الشبان الأربعة الذين نفّذوا عملية الثأر، فتوالت خلال الأيام الأخيرة "العروضات العسكرية" لمسلّحي العشيرتين المدججين بالأسلحة الرشاشة والقذائف والصواريخ المحملة على أرتال من السيارات والآليات رباعية الدفع.
وعلى وقع انتشار الجيش وإرسال تعزيزات إلى المنطقة، يبدو أنّ الاتصالات السياسية والأمنية أفضت إلى تبريد أرضية الإشكال، سيما وأنّ عشيرة آل جعفر أصدرت بياناً أسفت فيه لما حصل وعوّلت على حكمة العقلاء في آل شمص.
حكومياً، لا جديد ولا خرق في ملف التكليف والتأليف، حتى دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية الخميس المقبل أتت "على العمياني" كما سبق وتوقعت "نداء الوطن" مطلع الأسبوع، إذ كل الأجواء والمعطيات لا تزال تفيد بأنّ الدعوة لم تختزن تفاهمات مسبقة لا على إسم الرئيس المكلف ولا على شكل الحكومة. وتؤكد مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن" أنّ "كل فريق لا يزال على موقفه ولم يطرأ أي تقدم حتى الساعة"، معربةً عن اعتقادها بأنّ "قوى 8 آذار تنتظر أن يبادر الرئيس سعد الحريري بالخطوة الأولى لتحديد مسار الأمور، وعليه يصح القول بأنّ الاستشارات ستبقى واقفة حالياً "على إجر ونص" بانتظار ما سيقوله اليوم في إطلالته المتلفزة.
وإذ نفت أوساط قصر بعبدا أن تكون الدعوة إلى الاستشارات مرتبطة بالمبادرة الفرنسية، إنما أتت انطلاقاً من "التزام الدستور"، لافتةً إلى أنّ هذه المبادرة هي حالياً متعثرة في شقها السياسي لكنها مستمرة في شقها الاقتصادي، برز أمس تأكيد وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان انعقاد مجموعة الاتصال الدولية بشأن لبنان خلال أيام للتأكيد على الحاجة لتشكيل حكومة، معلناً كذلك عن عقد مؤتمر مخصص لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان الشهر المقبل.
الوضع الأمني في البقاع خطير والبقاعيون يشكون غياب الدولة الفاضح عن مشهد اشتعال الخلافات العشائرية الثأرية. وبعد يومين متواصلين من الإستعراضات العسكرية التي بثت على مواقع التواصل الاجتماعي لمسلحي العشائر مدججين بمختلف أنواع الأسلحة والأعتدة الرشاشة والصاروخية، إثر مقتل شاب من عشيرة آل شمص على يد مسلّحين من عشيرة آل جعفر نتيجة عملية ثأرية، طمأن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عبر "تويتر" إلى أنّ الجيش اللبناني أرسل تعزيزاته إلى المنطقة "لسحب فتيل الفتنة وبسط الأمن وتوقيف الخارجين عن القانون"، محذراً من أنّ "ما يحصل في بعلبك خطير للغاية ومسيء لبعلبك الهرمل ولأهلها".
أبناء البقاع، من بعلبك حتى الهرمل، يعانون قبل غيرهم من انعكاسات التفلّت الأمني والسلاح المنتشر بلا رادع بين أيدي الخارجين عن القانون، حيث تؤكد مصادر ميدانية لـ"نداء الوطن" أنه يكاد لا يمرّ يومٌ بلا إشتباكات مسلّحة أو عملية أمنية، أبطالها مسلّحون يرهبون الناس في بيوتهم وعلى الطرقات، ويطلقون النار والقذائف الصاروخية في الهواء كأفلام "الأكشن" الهوليوودية، وسط غياب أمني تام للدولة شجع هؤلاء على المزيد من التمرّد والفلتان، لكنّ المصادر لفتت إلى أنّ التوتر الحاصل منذ أيام بين عشيرتي شمص وجعفر يُنذر بالأسوأ ما لم تسارع الدولة إلى ضبط الوضع.
"السلاح زينة الرجال" و"الدم بالدم" و"الثأر يكرّس الحضور والقوة"، هي قواعد العشائر في بعلبك - الهرمل وغيرها من مناطق تشهد مظاهر شبيهة، وعدم الإلتزام بها يدلّ على الخنوع وفقدان الشجاعة والرجولة. وشهد البقاع عدداً من العمليات الثأرية كان لعناصر الجيش اللبناني حصّتهم فيها أيضاً، على خلفية عمليات ثأر من عناصر عسكرية لضلوعهم في عمليات توقيف معينة أو إطلاق نار على مسلحين لم يلتزموا بالتوقف عند حاجز أمني. وكذلك الأمر، تتصاعد وتيرة عمليات الثأر بين العائلات والعشائر في المنطقة، بشكل أفقد الدولة الكثير من حضورها وهيبتها لتسود "شريعة الغاب".
أشعل مقتل محمد شمص الأحد الفائت في حيّ النبي انعام في بعلبك، جبهة النار بين عشيرتيّ جعفر وشمص. وفي تفاصيل الحادثة، كما روتها المصادر الميدانية، أنّ إشكالاً فردياً وقع قبل عامين بين شبان من العشيرتين، أقدم خلاله شقيقا محمد شمص على قتل شاب من آل جعفر في سوق بعلبك، وأفضت الجهود إلى تسليم الجناة للدولة اللبنانية وحصر "غريم" عشيرة آل جعفر بالشابين من دون المسّ بعائلتهما. وعليه، فتح شقيقهما محلاً في حي النبي انعام وبدأ العمل فيه. وإثر خروج أحد أشقائه من السجن قبل أيام من مقتله، وعند عدم تمكّن شبان عشيرة آل جعفر من قتله تمّت تصفية محمد في محله عصر يوم الأحد، حيث رافق العملية الثأرية إطلاق نار وترهيب للمواطنين لفتح الطريق أمام السيارة التي نفّذت العملية وتأمين وصولها إلى الشراونة، لتبدأ بهجة الثأر بإشعال المدينة بالقذائف الصاروخية والرصاص على مدى ساعات. هذا التطور دفع بشبان آل شمص إلى التأهّب للثأر من الشبان الأربعة الذين نفّذوا عملية الثأر، فتوالت خلال الأيام الأخيرة "العروضات العسكرية" لمسلّحي العشيرتين المدججين بالأسلحة الرشاشة والقذائف والصواريخ المحملة على أرتال من السيارات والآليات رباعية الدفع.
وعلى وقع انتشار الجيش وإرسال تعزيزات إلى المنطقة، يبدو أنّ الاتصالات السياسية والأمنية أفضت إلى تبريد أرضية الإشكال، سيما وأنّ عشيرة آل جعفر أصدرت بياناً أسفت فيه لما حصل وعوّلت على حكمة العقلاء في آل شمص.
حكومياً، لا جديد ولا خرق في ملف التكليف والتأليف، حتى دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية الخميس المقبل أتت "على العمياني" كما سبق وتوقعت "نداء الوطن" مطلع الأسبوع، إذ كل الأجواء والمعطيات لا تزال تفيد بأنّ الدعوة لم تختزن تفاهمات مسبقة لا على إسم الرئيس المكلف ولا على شكل الحكومة. وتؤكد مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن" أنّ "كل فريق لا يزال على موقفه ولم يطرأ أي تقدم حتى الساعة"، معربةً عن اعتقادها بأنّ "قوى 8 آذار تنتظر أن يبادر الرئيس سعد الحريري بالخطوة الأولى لتحديد مسار الأمور، وعليه يصح القول بأنّ الاستشارات ستبقى واقفة حالياً "على إجر ونص" بانتظار ما سيقوله اليوم في إطلالته المتلفزة.
وإذ نفت أوساط قصر بعبدا أن تكون الدعوة إلى الاستشارات مرتبطة بالمبادرة الفرنسية، إنما أتت انطلاقاً من "التزام الدستور"، لافتةً إلى أنّ هذه المبادرة هي حالياً متعثرة في شقها السياسي لكنها مستمرة في شقها الاقتصادي، برز أمس تأكيد وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان انعقاد مجموعة الاتصال الدولية بشأن لبنان خلال أيام للتأكيد على الحاجة لتشكيل حكومة، معلناً كذلك عن عقد مؤتمر مخصص لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان الشهر المقبل.
نداء الوطن - 8 تشرين الاول 2020
إرسال تعليق