لعل التحدي الحقيقي للمجلس الاعلى للدفاع الذي اجتمع قبل ايام برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون واتخذ قرارات لفرض الامن والمبادرة الى اجراءات امنية وقضائية في وجه المنتفضين لمنعهم من اقفال الطرق الى مجلس النواب والقيام بأعمال شغب، هذا التحدي يكمن في فرض هيبة الدولة في مناطق خارجة على القانون تكثر فيها الاعتداءات على الجيش والقوى الامنية، بطريقة تختلف جذريا عن "اعتداءات" المتظاهرين اذ ان الاصابات في التظاهرات لا تتعدى الجروح والرضوض، في حين ان حادثة الهرمل امس، اودت بثلاثة جنود في الجيش اللبناني سقطوا شهداء، والعملية تتكرر من وقت الى اخر لتودي بضباط وعناصر في الجيش.
ولولا الحادث الامني، لكان موقف مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر، معطوفا على موقف مماثل للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، هو الحدث السياسي، اذ لم يبادر اي مسؤول ديني من قبل الى دعوة الرؤساء والوزراء والنواب وجها لوجه، للاستقالة في حال فشلهم وقد فشلوا، اذ عدد لهم المطران عبد الساتر كل اسباب الفشل. وقد قوبل كلامه بعاصفة من التصفيق في الكنيسة ومن التأييد خارجها، ما ترك استياء في الاوساط الرسمية التي فضلت تجنب الرد عليه لعدم الدخول في جدالات عقيمة تستفيد منها المعارضة بكل وجوهها، خصوصا عشية الجلسة النيابية التي تواجه المعارضات النيابية والشعبية معا.
وقال عبد الساتر في قداس عيد مار مارون بحضور الرؤساء الثلاثة وجمع من الوزراء والنواب "أيها المسؤولون السياسيون والمدنيون في بلادي، إننا ائتمناكم على أرواحنا وأحلامنا ومستقبلنا. تذكروا ان السلطة خدمة. لكم اقول إننا نريد أن نحيا حياة إنسانية كريمة وإننا تعبنا من المماحكات العقيمة ومن الاتهامات المبتذلة. مللنا القلق على مستقبل أولادنا، والكذب والرياء. نريد منكم مبادرات تبث الأمل، وخطابات تجمع، وأفعالا تبني. نريدكم قادة مسؤولين. وأود أن أكمل كلامي فأقول: ألا يحرك ضمائركم نحيب الأم على ولدها الذي انتحر أمام ناظريها، لعجزه عن تأمين الأساسي لعائلته؟ أوليست هذه الميتة القاسية كافية حتى تخرجوا الفاسد من بينكم وتحاسبوه وتستردوا منه ما نهبه لأنه ملك للشعب؟ ألا يستحق عشرات الألوف من اللبنانيين الذين وثقوا بكم وانتخبوكم في أيار 2018 أن تصلحوا الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وان تعملوا ليل نهار، مع الثوار الحقيقيين أصحاب الإرادة الطيبة، على إيجاد ما يؤمن لكل مواطن عيشة كريمة؟ وإلا فالاستقالة أشرف. أوليس وقوف الآلاف من شبابنا أمام أبواب السفارات في مسعى منهم الى مغادرة البلاد في أسرع وقت، حافزا كافيا لتتوقفوا يا رؤساء الأحزاب والنواب والوزراء، عن تقاذف التهم والمسؤوليات، وعن محاولات تحقيق مكاسب هشة، سياسية وغيرها، والشروع في التعاون معا بجدية وبنظافة كف، من أجل إنقاذ وطننا من الانهيار الاقتصادي والخراب الاجتماعي؟ فماذا تنتظرون؟"..
وكان البطريرك الراعي الذي احتفل بالعيد في الفاتيكان دعا الى التعقل لكنه اعاد تأكيد دعمه والكنيسة الانتفاضة في موقف من سلسلة مواقف تحاصر السلطة السياسية بدءا من اعلى الهرم . ومما قال :"إذا ما نظرنا الى وجوه المواطنين الذين بدأوا بالإنتفاضة، نلاحظ أنهم لم يكونوا على معرفة ببعضهم البعض وقد أتوا من مختلف المناطق يجمعهم المطلب الواحد، وهو قيامة لبنان، الأمر الذي كنّا وما زلنا ندعمه، ونصلي كي تبقى جمالية وثقافة وبهاء هذه الانتفاضة، وكي يعرف المنتفضون بماذا يطالبون من اجل لبنان. المواقف المتصلّبة والمتحجّرة لا تفيد اليوم لأننا بأمسّ الحاجة للنهوض بوطننا لبنان، ولذلك فإن كل القوى السياسيّة مدعوّة للتكاتف سويّاً، داخل الحكومة أو خارجها.
ولولا الحادث الامني، لكان موقف مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر، معطوفا على موقف مماثل للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، هو الحدث السياسي، اذ لم يبادر اي مسؤول ديني من قبل الى دعوة الرؤساء والوزراء والنواب وجها لوجه، للاستقالة في حال فشلهم وقد فشلوا، اذ عدد لهم المطران عبد الساتر كل اسباب الفشل. وقد قوبل كلامه بعاصفة من التصفيق في الكنيسة ومن التأييد خارجها، ما ترك استياء في الاوساط الرسمية التي فضلت تجنب الرد عليه لعدم الدخول في جدالات عقيمة تستفيد منها المعارضة بكل وجوهها، خصوصا عشية الجلسة النيابية التي تواجه المعارضات النيابية والشعبية معا.
وقال عبد الساتر في قداس عيد مار مارون بحضور الرؤساء الثلاثة وجمع من الوزراء والنواب "أيها المسؤولون السياسيون والمدنيون في بلادي، إننا ائتمناكم على أرواحنا وأحلامنا ومستقبلنا. تذكروا ان السلطة خدمة. لكم اقول إننا نريد أن نحيا حياة إنسانية كريمة وإننا تعبنا من المماحكات العقيمة ومن الاتهامات المبتذلة. مللنا القلق على مستقبل أولادنا، والكذب والرياء. نريد منكم مبادرات تبث الأمل، وخطابات تجمع، وأفعالا تبني. نريدكم قادة مسؤولين. وأود أن أكمل كلامي فأقول: ألا يحرك ضمائركم نحيب الأم على ولدها الذي انتحر أمام ناظريها، لعجزه عن تأمين الأساسي لعائلته؟ أوليست هذه الميتة القاسية كافية حتى تخرجوا الفاسد من بينكم وتحاسبوه وتستردوا منه ما نهبه لأنه ملك للشعب؟ ألا يستحق عشرات الألوف من اللبنانيين الذين وثقوا بكم وانتخبوكم في أيار 2018 أن تصلحوا الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وان تعملوا ليل نهار، مع الثوار الحقيقيين أصحاب الإرادة الطيبة، على إيجاد ما يؤمن لكل مواطن عيشة كريمة؟ وإلا فالاستقالة أشرف. أوليس وقوف الآلاف من شبابنا أمام أبواب السفارات في مسعى منهم الى مغادرة البلاد في أسرع وقت، حافزا كافيا لتتوقفوا يا رؤساء الأحزاب والنواب والوزراء، عن تقاذف التهم والمسؤوليات، وعن محاولات تحقيق مكاسب هشة، سياسية وغيرها، والشروع في التعاون معا بجدية وبنظافة كف، من أجل إنقاذ وطننا من الانهيار الاقتصادي والخراب الاجتماعي؟ فماذا تنتظرون؟"..
وكان البطريرك الراعي الذي احتفل بالعيد في الفاتيكان دعا الى التعقل لكنه اعاد تأكيد دعمه والكنيسة الانتفاضة في موقف من سلسلة مواقف تحاصر السلطة السياسية بدءا من اعلى الهرم . ومما قال :"إذا ما نظرنا الى وجوه المواطنين الذين بدأوا بالإنتفاضة، نلاحظ أنهم لم يكونوا على معرفة ببعضهم البعض وقد أتوا من مختلف المناطق يجمعهم المطلب الواحد، وهو قيامة لبنان، الأمر الذي كنّا وما زلنا ندعمه، ونصلي كي تبقى جمالية وثقافة وبهاء هذه الانتفاضة، وكي يعرف المنتفضون بماذا يطالبون من اجل لبنان. المواقف المتصلّبة والمتحجّرة لا تفيد اليوم لأننا بأمسّ الحاجة للنهوض بوطننا لبنان، ولذلك فإن كل القوى السياسيّة مدعوّة للتكاتف سويّاً، داخل الحكومة أو خارجها.
المطلوب اليوم هو التعالي عن الجراح والانطلاق بورشة بناء لبنان الجديد الذي يتميّز في كل منطقة الشرق الاوسط بديمقراطيته وبفصل الدين عن الدولة مع الإجلال الله واحترام كل الديانات. هذه الصورة عن وطننا كانت قد ضاعت في السنوات الأخيرة، لذا أدعو في مئوية لبنان الى استعادة جمال وطننا الحبيب والى نفض الغبار التي شوّهت وجهه، وهذا ما نأمله من الانتفاضة باسلوبها الحضاري وضمن الأُطر الدستورية والاستمرار لتحقيق المطالب المحقّة".
امنيا، فيما الدولة تستعد بكل اجهزتها لمواكبة الجلسة النيابية لمناقشة البيان الوزاري واعطاء الحكومة الثقة، وبالتالي اثبات قدرتها على فرض الامن ومنع المنتفضين من تعطيل الجلسة، فوجئت امس بحادثة الهرمل. فقد استشهد ثلاثة عناصر من الجيش وجرح آخرون خلال تنفيذ مخابرات الجيش اللبناني مهمة في منطقة رأس العاصي، ونقل عن أهالي المنطقة ان مواطنا من آل د. قتل ايضا خلال العملية. وارتفعت حصيلة شهداء الجيش إلى ثلاثة، بعدما توفي رقيب أول متأثرا باصابته داخل مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك.
وفيما كانت دورية تابعة لمخابرات الجيش تنفّذ عملية لتوقيف ابرهيم خضر دندش، وهو مطلوب بمذكّرات توقيف عدّة، في منزله في محلّة المعلقة في الهرمل، حيث أطلق والده النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة 6 آخرين، وفق المعلومات، كما استدعى ردّاً من عناصر الدورية على مصادر النيران، حيث أردي دندش قتيلاً على الفور.
وكان الجيش قد نفّذ انتشاراً في محيط مستشفى الهرمل الحكومي حيث نقلت جثة دندش، كما نفّذ طوقاً أمنياً وسيّر دوريات وحواجز طائرة وثابتة في المدينة.
امنيا، فيما الدولة تستعد بكل اجهزتها لمواكبة الجلسة النيابية لمناقشة البيان الوزاري واعطاء الحكومة الثقة، وبالتالي اثبات قدرتها على فرض الامن ومنع المنتفضين من تعطيل الجلسة، فوجئت امس بحادثة الهرمل. فقد استشهد ثلاثة عناصر من الجيش وجرح آخرون خلال تنفيذ مخابرات الجيش اللبناني مهمة في منطقة رأس العاصي، ونقل عن أهالي المنطقة ان مواطنا من آل د. قتل ايضا خلال العملية. وارتفعت حصيلة شهداء الجيش إلى ثلاثة، بعدما توفي رقيب أول متأثرا باصابته داخل مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك.
وفيما كانت دورية تابعة لمخابرات الجيش تنفّذ عملية لتوقيف ابرهيم خضر دندش، وهو مطلوب بمذكّرات توقيف عدّة، في منزله في محلّة المعلقة في الهرمل، حيث أطلق والده النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة 6 آخرين، وفق المعلومات، كما استدعى ردّاً من عناصر الدورية على مصادر النيران، حيث أردي دندش قتيلاً على الفور.
وكان الجيش قد نفّذ انتشاراً في محيط مستشفى الهرمل الحكومي حيث نقلت جثة دندش، كما نفّذ طوقاً أمنياً وسيّر دوريات وحواجز طائرة وثابتة في المدينة.
النهار - 10-2-2020
إرسال تعليق