ربما كانت الافتعالات المتعمدة لاثارة مواجهات هامشية في محيط ضريح الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء واتهام انصار الحريرية والرئيس سعد الحريري بالمسؤولية عن المواجهات مع الانتفاضة الدليل المكشوف على نية تعكير يوم الذكرى الـ15 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومن خلاله التشويش على خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى.
والواقع ان مجريات يوم 14 شباط سواء في الرسائل التي انطلقت من الحشد الكبير الذي استقطبه بيت الوسط ومثله حشد الانصار في وسط بيروت او من خلال المضمون المتوهّج لخطاب الرئيس سعد الحريري قدمت مشهدا سياسيا لا جدال فيه حيال نجاح الحريري بعد خروجه من السلطة في رسم معالم الموقف والدور اللذين خطهما لنفسه ولـ"تيار المستقبل" في المرحلة التي اعقبت انهيار التسوية الرئاسية والتي نعاها الحريري امس طبقا لما كانت "النهار" أوردته في عنوانها الرئيسي امس.
ويمكن القول استنادا الى وقائع احياء الذكرى الخامسة العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيت الوسط وخطاب المناسبة والأصداء التي اثارها خصوصا لدى "التيار الوطني الحر" ان الرئيس سعد الحريري حقق مجموعة اهداف فورية شكلا ومضمونًا من خلال تحويله الذكرى الـ15 الى محطة متقدمة في الدفاع عن انجازات الحريرية ومقارنتها بالأرقام والوقائع مع ممارسات سياسات التعطيل التي لاحقت الاب ومن ثم الابن على امتداد العهود وصولا الى تحميل الحريرية تبعة الازمة الهائلة الحالية في المديونية والسيولة.
وجاء الرد متعدد الأساليب بدءا بعرض شريط مفصل بالوقائع منذ بداية الطائف ووصول الرئيس رفيق الحريري الى السلطة وبدء سياسات استهدافه امتدادا الى الاستهدافات التي طاولت حكومات الرئيس سعد الحريري اذ تركزت وقائع هذا الشريط على ازمة الكهرباء التي تولاها وزراء عهدي لحود وعون ورتبوا على الخزينة نحو 47 مليار دولار اي ما يناهز نصف الدين العام. شريط مهد لخطاب الرئيس سعد الحريري الذي جاء بمثابة شهادة شاملة حيال تجربة التسوية الرئاسية في السنوات الثلاث الاولى منها بعدما صارت التسوية "من الماضي وبذمة التاريخ" في اعلان واضح مباشر على نهايتها وسقوطها وانهيار علاقة الحريري بالعهد على يد رئيس الظل جبران باسيل الذي لم يسمه الحريري.
ولعل ابلغ الدلالات النارية التي اكتسبها الخطاب في بعض اجزائه وردت في تناول الحريري ما وصفه "بعقلية حروب الالغاء" في إشارة لاذعة الى سياسات العهد والوزير السابق جبران باسيل قائلا "ساعة تريد الغاء الاشتراكي وساعة تريد الغاء وليد بك وساعة تريد الغاء القوات اللبنانية قوات ما بعد اتفاق معراب والان تريد الغاء الحريرية وتيار المستقبل".
وكشف انه "كان مطلوبا منه دوما ان يؤمن علاقته برئيس الظل ليحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي" ليزيد في خلاصة لاذعة ايضا "طيب تفضل صارت لديك حكومة العهد الان طيرت نصف العهد بالتعطيل وحروب الالغاء وخربت العهد وسجلت انهيار البلد على اسمك واسم العهد برافو".
هذه المواقف لم تحجب دلالات اخرى بارزة منها تاكيد الحريري تحالفه الدائم مع الحزب الاشتراكي كما إشارة الترحيب الشخصي بالوزيرة السابقة مي شدياق ممثلة القوات اللبنانية فضلا عن دلالات الحضور الديبلوماسي خصوصا لسفراء المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا.
هذه المواقف لم تحجب دلالات اخرى بارزة منها تاكيد الحريري تحالفه الدائم مع الحزب الاشتراكي كما إشارة الترحيب الشخصي بالوزيرة السابقة مي شدياق ممثلة القوات اللبنانية فضلا عن دلالات الحضور الديبلوماسي خصوصا لسفراء المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا.
واذ اعلن بوضوح انه باق في لبنان وسينكب على اعادة تنظيم هيكليات تيار المستقبل وتأييده لإجراء انتخابات نيابية مبكرة فان الرسائل الاقوى في هذا الاتجاه برزت من خلال الحشد في بيت الوسط وساحاته ومحيطه بما يبرز ان زعامة الحريري لا تزال نابضة جدا.
وبدا من خلال رد النائب جبران باسيل على الحريري انه لا يعتزم خوض معركة كلامية وسياسية كبيرة معه اذ اقتصر رده على تغريدة غلبت عليها نبرة شخصية فوقية كقوله "شو ما قلت ما راح تقدر تطالني وما راح اقبل كون متلك".
اما المشهد في وسط بيروت فأبرز بشكل نافر محاولات اثارة المواجهات بين انصار المستقبل ومجموعات من طرابلس تحديدا على خلفية اضعاف الحريري في شارعه وهو الامر الذي تسبب باستفزازات متبادلة واشتباكات كادت تتطور الى الأسوأ لولا التدخل القوي والكثيف للقوى الأمنية التي فصلت بين الفريقين.
وبدا من خلال رد النائب جبران باسيل على الحريري انه لا يعتزم خوض معركة كلامية وسياسية كبيرة معه اذ اقتصر رده على تغريدة غلبت عليها نبرة شخصية فوقية كقوله "شو ما قلت ما راح تقدر تطالني وما راح اقبل كون متلك".
اما المشهد في وسط بيروت فأبرز بشكل نافر محاولات اثارة المواجهات بين انصار المستقبل ومجموعات من طرابلس تحديدا على خلفية اضعاف الحريري في شارعه وهو الامر الذي تسبب باستفزازات متبادلة واشتباكات كادت تتطور الى الأسوأ لولا التدخل القوي والكثيف للقوى الأمنية التي فصلت بين الفريقين.
النهار - 15-2-2020
إرسال تعليق