تترقب الكثير من الدوائر السياسية في الشرق الأوسط والعالم الإعلان الأميركي عن صفقة القرن، وهو الإعلان الذي يأتي اتساقا مع التحركات الأميركية الحثيثة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، وتتزامن مع الاجتماعات التي يجريها مع بعض القادة الإسرائيليين سواء الرسميين أو حتى غير الرسميين.
وتعترف عدد من التقارير السياسية بأن الصفقة لن تغير كثيرا في الواقع السياسي والاستراتيجي في المنطقة، بخاصة مع رفض السلطة الفلسطينية الواضح لها.
اللافت أن مجموعة من هذه التقارير سواء الغربية أو حتى الإسرائيلية تعترف بأن السبب وراء هذه الصفقة والرغبة الأميركية في إبرامها الان هو الدعاية الانتخابية والترويجية سياسيا للاحزاب الإسرائيلية أو حتى الرئيس الأميركي ترامب.
وتجمع الكثير من القوى السياسية الفلسطينية على أن ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية يأتي في إطار ما يمكن وصفه بمواصلة السياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل، وهي السياسات التي تتحامل على الفلسطينيين وتعمل فقط لخدمة إسرائيل.
وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها إلى أن أبرز مبادئ صفقة القرن ستكون عبارة عن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة عاصمتها "شعفاط"، فضلا عن أن الدولة الفلسطينية ستقام بمساحة 70% من الضفة وسيتم تمويلها بـ50 مليون دولار من أطراف إقليمية، وستشمل الصفقة أيضا "فترة تحضير" مدتها 4 سنوات.
وعن الوضع بالنسبة للجيش أو السيادة أقرت مصادر أميركية مسؤولة للصحيفة إن الصفقة تشير إلى أن الدولة الفلسطينية ستكون بلا جيش أو سيادة، كما ستسمح صفقة القرن لإسرائيل بضم ما بين 30 إلى 40% من أراضي ما يعرف بالمنطقة "C".
فضلا عن أن صفقة القرن تقترح إقامة "نفق" بين غزة والضفة الغربية، وهو النفق الذي سيكون بمثابة "ممر آمن"، كما تطالب السلطة بإعادة السيطرة على غزة ونزع سلاح حركتي حماس والجهاد، كما ستبقي الخطة الأميركية على 15 مستوطنة معزولة تحت السيادة الإسرائيلية.
وتنص "صفقة القرن" أيضا على الإبقاء على مدينة القدس تحت "سيادة إسرائيل"، وتقترح ايضا تمويل مشروعات في المناطق المخصصة لإقامة الدولة بقيمة 50 مليار دولار أمريكي.
وتجمع عدد من القوى والتقارير الفلسطينية إلى أن صفقة القرن التي أعدها ترامب بدأت تسير وفق “وقائع عملية تراتبية هندسية تصوغها الإدارة الأميركية مع إسرائيل تباعا، منذ أكثر من 26 عاما (في إشارة إلى سنة 1993 تاريخ توقيع اتفاقية أوسلو)”، مشيرة إلى أن كل ما يرشح عن الصفقة حتى الان لا يخدم إلا إسرائيل.
اللافت أن البعض من القيادات الفلسطينية تشير إلى رفض هذه الصفقة لعدم حياديتها والأهم ضررها بالموقف الفلسطيني، غير إنها وفي الوقت عينه، لا ترغب في التصعيد مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لإتاحة الفرصة بصورة أكبر لأي حل سياسي عادل في المستقبل، وهو ما بات واضحا من اسلوب تعاطي بعض من الساسة الفلسطينيين.
من جانبها تشير صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها السياسية إلى دقة الموقف الأميركي بشأن هذه الصفقة، قائلة إن توقيت تمرير الصفقة هو محاولة فاضحة لتعزيز وضعية نتنياهو، وقالت الصحيفة أن هذه الصفقة ستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما ستعطي الدولة اليهودية الوصاية الكاملة على الأماكن المقدسة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ إعلان صفقة القرن في هذا التوقيت هو محاولة مفضوحة لصرف أنظار الناخبين عن قضايا فساد نتنياهو، كما انه نوع من إعطاء الضوء الأخضر الأميركي للإسرائيليين للاستيلاء على الأراضي المتنازع عليها، وما دعوة بيني جانتس زعيم ائتلاف ازرق أبيض الحزبي إلى واشنطن إلا لتغطي أميركا عورتها في محاولتها المفضوحة للتغطية على تدخلها في الشأن الداخلي لإسرائيل.
وأضافت تايمز، أنّ "صفقة ترامب" تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ أجيال بين إسرائيل والفلسطينيين. ففي حين دعا ترامب المتنافسين على قيادة إسرائيل، بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، إلى واشنطن لاطلاعهم على تفاصيل الصفقة، إلا أن الفلسطينيين لم يُطلعوا على شيء، ناهيك عن دعوتهم إلى واشنطن.
وأكدت الصحيفة أنه وفي ظل المعطيات الحالية فإن هناك سؤالا مهما عن سبب إصرار وتحمس واشنطن لصفقة القرن؟
وقالت إن الجواب يكمن في شقين، الأول: اعتقاد ترامب بأنه "سيد الصفقات"، والثاني: أن الدائرة المقربة من ترامب من مستشاريه يمثلون الأقلية اليمينية المتشددة من اليهود وكذلك مجموعات كبيرة من المسيحيين الإنجيليين الداعمين للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
عموما فإن ما يجري الان على الساحة السياسية الدولية بسبب هذه الصفقة يمثل تحديا واضحا بالنسبة لعملية السلام والشرق الأوسط برمته.
وكان لروسيا موقفا متميزا مما يجري، حيث أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن المسؤولين الأميركيين لم يتشاوروا مع نظرائهم الروس عند إعداد خطة السلام للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
وأجاب المندوب الروسي على سؤال بهذا الخصوص نقله التلفزيون الإسرائيلي، حيث قال: "لم تكن هناك مشاورات معنا، ولا نعرف ماهية هذه الخطة. لقد قلنا مرارا أن هذه الخطة تتجاهل قاعدة التسوية التي يعترف بها المجتمع الدولي".
من جهته أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن الموقف الروسي بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لم يتغير وأن روسيا تدعم حل الدولتين. وقال بوغدانوف للصحفيين، معلقا على مبادرة الرئيس الأميركي لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: "علينا أن ننتظر إعلان تفاصيل الصفقة ونحن مع حل الدولتين، كما أن الموقف الروسي بشأن هذه القضية لم يتغير".
وتعترف عدد من التقارير السياسية بأن الصفقة لن تغير كثيرا في الواقع السياسي والاستراتيجي في المنطقة، بخاصة مع رفض السلطة الفلسطينية الواضح لها.
اللافت أن مجموعة من هذه التقارير سواء الغربية أو حتى الإسرائيلية تعترف بأن السبب وراء هذه الصفقة والرغبة الأميركية في إبرامها الان هو الدعاية الانتخابية والترويجية سياسيا للاحزاب الإسرائيلية أو حتى الرئيس الأميركي ترامب.
وتجمع الكثير من القوى السياسية الفلسطينية على أن ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية يأتي في إطار ما يمكن وصفه بمواصلة السياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل، وهي السياسات التي تتحامل على الفلسطينيين وتعمل فقط لخدمة إسرائيل.
وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها إلى أن أبرز مبادئ صفقة القرن ستكون عبارة عن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة عاصمتها "شعفاط"، فضلا عن أن الدولة الفلسطينية ستقام بمساحة 70% من الضفة وسيتم تمويلها بـ50 مليون دولار من أطراف إقليمية، وستشمل الصفقة أيضا "فترة تحضير" مدتها 4 سنوات.
وعن الوضع بالنسبة للجيش أو السيادة أقرت مصادر أميركية مسؤولة للصحيفة إن الصفقة تشير إلى أن الدولة الفلسطينية ستكون بلا جيش أو سيادة، كما ستسمح صفقة القرن لإسرائيل بضم ما بين 30 إلى 40% من أراضي ما يعرف بالمنطقة "C".
فضلا عن أن صفقة القرن تقترح إقامة "نفق" بين غزة والضفة الغربية، وهو النفق الذي سيكون بمثابة "ممر آمن"، كما تطالب السلطة بإعادة السيطرة على غزة ونزع سلاح حركتي حماس والجهاد، كما ستبقي الخطة الأميركية على 15 مستوطنة معزولة تحت السيادة الإسرائيلية.
وتنص "صفقة القرن" أيضا على الإبقاء على مدينة القدس تحت "سيادة إسرائيل"، وتقترح ايضا تمويل مشروعات في المناطق المخصصة لإقامة الدولة بقيمة 50 مليار دولار أمريكي.
وتجمع عدد من القوى والتقارير الفلسطينية إلى أن صفقة القرن التي أعدها ترامب بدأت تسير وفق “وقائع عملية تراتبية هندسية تصوغها الإدارة الأميركية مع إسرائيل تباعا، منذ أكثر من 26 عاما (في إشارة إلى سنة 1993 تاريخ توقيع اتفاقية أوسلو)”، مشيرة إلى أن كل ما يرشح عن الصفقة حتى الان لا يخدم إلا إسرائيل.
اللافت أن البعض من القيادات الفلسطينية تشير إلى رفض هذه الصفقة لعدم حياديتها والأهم ضررها بالموقف الفلسطيني، غير إنها وفي الوقت عينه، لا ترغب في التصعيد مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لإتاحة الفرصة بصورة أكبر لأي حل سياسي عادل في المستقبل، وهو ما بات واضحا من اسلوب تعاطي بعض من الساسة الفلسطينيين.
من جانبها تشير صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها السياسية إلى دقة الموقف الأميركي بشأن هذه الصفقة، قائلة إن توقيت تمرير الصفقة هو محاولة فاضحة لتعزيز وضعية نتنياهو، وقالت الصحيفة أن هذه الصفقة ستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما ستعطي الدولة اليهودية الوصاية الكاملة على الأماكن المقدسة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ إعلان صفقة القرن في هذا التوقيت هو محاولة مفضوحة لصرف أنظار الناخبين عن قضايا فساد نتنياهو، كما انه نوع من إعطاء الضوء الأخضر الأميركي للإسرائيليين للاستيلاء على الأراضي المتنازع عليها، وما دعوة بيني جانتس زعيم ائتلاف ازرق أبيض الحزبي إلى واشنطن إلا لتغطي أميركا عورتها في محاولتها المفضوحة للتغطية على تدخلها في الشأن الداخلي لإسرائيل.
وأضافت تايمز، أنّ "صفقة ترامب" تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ أجيال بين إسرائيل والفلسطينيين. ففي حين دعا ترامب المتنافسين على قيادة إسرائيل، بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، إلى واشنطن لاطلاعهم على تفاصيل الصفقة، إلا أن الفلسطينيين لم يُطلعوا على شيء، ناهيك عن دعوتهم إلى واشنطن.
وأكدت الصحيفة أنه وفي ظل المعطيات الحالية فإن هناك سؤالا مهما عن سبب إصرار وتحمس واشنطن لصفقة القرن؟
وقالت إن الجواب يكمن في شقين، الأول: اعتقاد ترامب بأنه "سيد الصفقات"، والثاني: أن الدائرة المقربة من ترامب من مستشاريه يمثلون الأقلية اليمينية المتشددة من اليهود وكذلك مجموعات كبيرة من المسيحيين الإنجيليين الداعمين للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
عموما فإن ما يجري الان على الساحة السياسية الدولية بسبب هذه الصفقة يمثل تحديا واضحا بالنسبة لعملية السلام والشرق الأوسط برمته.
وكان لروسيا موقفا متميزا مما يجري، حيث أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن المسؤولين الأميركيين لم يتشاوروا مع نظرائهم الروس عند إعداد خطة السلام للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
وأجاب المندوب الروسي على سؤال بهذا الخصوص نقله التلفزيون الإسرائيلي، حيث قال: "لم تكن هناك مشاورات معنا، ولا نعرف ماهية هذه الخطة. لقد قلنا مرارا أن هذه الخطة تتجاهل قاعدة التسوية التي يعترف بها المجتمع الدولي".
من جهته أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن الموقف الروسي بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لم يتغير وأن روسيا تدعم حل الدولتين. وقال بوغدانوف للصحفيين، معلقا على مبادرة الرئيس الأميركي لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: "علينا أن ننتظر إعلان تفاصيل الصفقة ونحن مع حل الدولتين، كما أن الموقف الروسي بشأن هذه القضية لم يتغير".
أحمد محمد - ليب تايم - 28-1-2020
إرسال تعليق