في سياق مطابق للتوجّه الذي كانت "نداء الوطن" قد تفرّدت بكشف النقاب عنه لناحية رفض "حزب الله" أي تغيير حكومي تحت ضغط الشارع، جاء خطاب الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله دامغاً في دلالاته ورسائله الرافضة لهذا التغيير، بالتوازي مع تحريك موضعي للشارع المضاد للثورة بالتكامل والتضامن بين مناصري "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، في مواجهة ساحات الاحتجاجات الشعبية المطلبية في بيروت والمناطق. وإذا كان خطاب نصرالله قد أعطى "من طرف اللسان حلاوة" في مستهل كلامه عن إنجازات الحراك الشعبي والإيجابيات التي حققها، فإنه سرعان ما أخذ منعطفاً تهويلياً تحذيرياً تخوينياً للحراك بلغ حد مساءلته "من أين لك هذا؟"، قالباً بذلك الآية من مساءلة المتظاهرين لأركان السلطة وأحزابها عن مصادر أموالهم وثرواتهم إلى مساءلة المتظاهرين أنفسهم عن مصادر أموالهم وتمويلهم، في معرض تشكيكه بانضوائهم تحت لواء مؤامرة إقليمية دولية على البلد و"المقاومة"، طارحاً جملة شكوك بهذا المعنى تبدأ من استدلاله على نظرية المؤامرة بالتغطية الإعلامية العربية والدولية للحدث اللبناني، ولا تنتهي بإيحائه بوجود أصابع لكل من الـ"CIA" وإسرائيل وراء الاحتجاجات الشعبية، ضمن إطار "مخطط لإدخال لبنان في الفراغ والفوضى والحرب الأهلية"، مع تهديد صريح في المقابل بأنّ "حزب الله" هو الطرف الأقوى في المعادلة الداخلية ولا يخاف الاقتتال الداخلي... "وهيدا الإصبع المرفوع يللي بدو يخاف منو يخاف مش مشكلة".
عملياً، أطلق الأمين العام لـ"حزب الله" صلية من الرسائل التهويلية على الحراك الشعبي المطلبي في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى، سواء ميدانياً عبر إطلاق "الحزب" العنان لمجموعات منظّمة على الأرض لخرق الساحات وتخريب سلميتها، قبل أن يعود لسحبها بعد أن أوصلت الرسالة على أكمل وجه، أو سياسياً من خلال التصويب على عدم وجود إطار موحّد يجمع المتظاهرين وينطق باسمهم، وصولاً إلى وضعه "فهرس عمليات" لا بد من أن يتّبع المتظاهرون خطواته في سبيل التعبير عن رأيهم، تحت سقف "لاءات ثلاث" رسمها نصرالله بالخط الأحمر العريض: "لا نقبل إسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نريد انتخابات نيابية مبكّرة".
ومن الشفهي إلى المكتوب، إنتقل الأمين العام لـ"حزب الله" ليقرأ تحت عنوان "الإزعاج"، ما مفاده أنّ الحراك الشعبي الاحتجاجي ضد السلطة القائمة وفسادها، فقد في نظره صفة "العفوية" وبات موصوماً بصفة "قطاع الطرق وحواجز الخوّات وطلب الهوية" والارتهان "لجهات وشخصيات مرتبطة بالسفارات". باختصار جعل نصرالله من الحراك الشعبي المطلبي منصة تآمر على المقاومة وسلاحها أدخلت لبنان "في دائرة الاستهداف الإقليمي والدولي"، مع ما قد يستتبع هذا التوصيف من توطئة لشرعنة أي توجّه مستقبلي لقمع الشارع باعتباره سيكون من جانب الحزب، "دفاعاً مشروعاً بكل الوسائل المتاحة" عن المقاومة وسلاحها في مواجهة التآمر الخارجي.
وما إن أنهى خطابه، موعزاً في ختامه لجمهور "حزب الله" بالانسحاب من الساحات بعد إنجاز مهمتهم الميدانية، حتى جابت مسيرات "الرايات الصفر" تأييداً لـ"الحزب" في الضاحية والبقاع والجنوب، في وقت كان "التيار الوطني الحر" قد حاول فرض إيقاعه على الأرض في بيروت قرب قصر العدل وجبيل والبترون وكسروان، بموجب قرار اتخذه "التيار" بتحريك "الشارع البرتقالي" دفاعاً عن العهد ورفضاً لأي تغيير حكومي يستهدف رئيس التيار جبران باسيل. وأفادت المعلومات المتصلة بحراك "التيار الوطني" "نداء الوطن" بأنّ قيادته قررت الإبقاء على التحركات في المناطق، مع ترك مسألة تقدير الظروف إزاء استمرارية أي تحرك من عدمه للمسؤولين في المناطق، سيما وأنّ "التيار" يحاذر حتى الآن الخوض في أي مواجهة مباشرة على الأرض مع المحتجين" لكنه في الوقت عينه يرى ضرورة لوضع حد لقطع الطرق وشلّ البلد، وكما ينقل مطلعون على موقفه بات "التيار" يعتبرها لعبة "عض أصابع" الخاسر فيها سيكون "من يصرخ أولاً".
في المقابل، وفي سياق خارج عما تشتهيه رياح السلطة، أتى نداء البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بالأمس لينزع الغطاء المسيحي الكنسي عن الحكومة القائمة، معلناً تموضعه على ضفة "ثورة الشعب العارمة من شمال لبنان إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه"، ليطالب "بحكومة جديدة بكل مكوناتها، جديرة بالثقة، تكون مصغرة مؤلفة من شخصيات ذوات اختصاص وانجازات، من خارج الأحزاب والتكتلات، كي تتمكن من تنفيذ الورقة التي أقرها مجلس الوزراء في القصر الجمهوري وتلاها الرئيس سعد الحريري"، الذي زار قصر بعبدا أمس وغادره من دون الإدلاء بأي تصريح.
وإذ تسلّح بالدستور ومقدمته التي تقول إن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية"، شدّد الراعي في رسالة بالغة الدلالة سيادياً وسياسياً لكل من يعنيهم الأمر على أنه "لا يحق لأحد أو لأي فريق أن يفرض إرادته على الجميع، فلا أحد أكبر من لبنان وشعبه".
من جهة اخرى، علمت "نداء الوطن" أنه بدءاً من الغد "ستعقد اجتماعات عسكرية وأمنية على أرفع المستويات لوضع الخطة العملانية لاعادة فتح الطرقات وإعادة الحياة الى طبيعتها، وتوزيع المهام على الاجهزة المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة".
عملياً، أطلق الأمين العام لـ"حزب الله" صلية من الرسائل التهويلية على الحراك الشعبي المطلبي في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى، سواء ميدانياً عبر إطلاق "الحزب" العنان لمجموعات منظّمة على الأرض لخرق الساحات وتخريب سلميتها، قبل أن يعود لسحبها بعد أن أوصلت الرسالة على أكمل وجه، أو سياسياً من خلال التصويب على عدم وجود إطار موحّد يجمع المتظاهرين وينطق باسمهم، وصولاً إلى وضعه "فهرس عمليات" لا بد من أن يتّبع المتظاهرون خطواته في سبيل التعبير عن رأيهم، تحت سقف "لاءات ثلاث" رسمها نصرالله بالخط الأحمر العريض: "لا نقبل إسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نريد انتخابات نيابية مبكّرة".
ومن الشفهي إلى المكتوب، إنتقل الأمين العام لـ"حزب الله" ليقرأ تحت عنوان "الإزعاج"، ما مفاده أنّ الحراك الشعبي الاحتجاجي ضد السلطة القائمة وفسادها، فقد في نظره صفة "العفوية" وبات موصوماً بصفة "قطاع الطرق وحواجز الخوّات وطلب الهوية" والارتهان "لجهات وشخصيات مرتبطة بالسفارات". باختصار جعل نصرالله من الحراك الشعبي المطلبي منصة تآمر على المقاومة وسلاحها أدخلت لبنان "في دائرة الاستهداف الإقليمي والدولي"، مع ما قد يستتبع هذا التوصيف من توطئة لشرعنة أي توجّه مستقبلي لقمع الشارع باعتباره سيكون من جانب الحزب، "دفاعاً مشروعاً بكل الوسائل المتاحة" عن المقاومة وسلاحها في مواجهة التآمر الخارجي.
وما إن أنهى خطابه، موعزاً في ختامه لجمهور "حزب الله" بالانسحاب من الساحات بعد إنجاز مهمتهم الميدانية، حتى جابت مسيرات "الرايات الصفر" تأييداً لـ"الحزب" في الضاحية والبقاع والجنوب، في وقت كان "التيار الوطني الحر" قد حاول فرض إيقاعه على الأرض في بيروت قرب قصر العدل وجبيل والبترون وكسروان، بموجب قرار اتخذه "التيار" بتحريك "الشارع البرتقالي" دفاعاً عن العهد ورفضاً لأي تغيير حكومي يستهدف رئيس التيار جبران باسيل. وأفادت المعلومات المتصلة بحراك "التيار الوطني" "نداء الوطن" بأنّ قيادته قررت الإبقاء على التحركات في المناطق، مع ترك مسألة تقدير الظروف إزاء استمرارية أي تحرك من عدمه للمسؤولين في المناطق، سيما وأنّ "التيار" يحاذر حتى الآن الخوض في أي مواجهة مباشرة على الأرض مع المحتجين" لكنه في الوقت عينه يرى ضرورة لوضع حد لقطع الطرق وشلّ البلد، وكما ينقل مطلعون على موقفه بات "التيار" يعتبرها لعبة "عض أصابع" الخاسر فيها سيكون "من يصرخ أولاً".
في المقابل، وفي سياق خارج عما تشتهيه رياح السلطة، أتى نداء البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بالأمس لينزع الغطاء المسيحي الكنسي عن الحكومة القائمة، معلناً تموضعه على ضفة "ثورة الشعب العارمة من شمال لبنان إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه"، ليطالب "بحكومة جديدة بكل مكوناتها، جديرة بالثقة، تكون مصغرة مؤلفة من شخصيات ذوات اختصاص وانجازات، من خارج الأحزاب والتكتلات، كي تتمكن من تنفيذ الورقة التي أقرها مجلس الوزراء في القصر الجمهوري وتلاها الرئيس سعد الحريري"، الذي زار قصر بعبدا أمس وغادره من دون الإدلاء بأي تصريح.
وإذ تسلّح بالدستور ومقدمته التي تقول إن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية"، شدّد الراعي في رسالة بالغة الدلالة سيادياً وسياسياً لكل من يعنيهم الأمر على أنه "لا يحق لأحد أو لأي فريق أن يفرض إرادته على الجميع، فلا أحد أكبر من لبنان وشعبه".
من جهة اخرى، علمت "نداء الوطن" أنه بدءاً من الغد "ستعقد اجتماعات عسكرية وأمنية على أرفع المستويات لوضع الخطة العملانية لاعادة فتح الطرقات وإعادة الحياة الى طبيعتها، وتوزيع المهام على الاجهزة المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة".
نداء الوطن - 26 تشرين الأول 2019
إرسال تعليق