كان المنادي يقف على مدخل سينما "ميامي"، يرن جرساً يدوياً، ثم يعلن بالفم الملآن: "بلّش بلّش. البوليسي. السكس. وبعدين الكاراتيه". يسكت لدقائق ثم يعيد الجملة نفسها. بادئاً بالفيلم البوليسي، ثم السكس، ومنهياً بالأبطال والحرامية. عرض متواصل لأفلام تتسم بالرداءة صوتاً وصورة وحواراً وإخراجاً ومونتاجاً وتمثيلاً. لحظة تدلف إلى الصالة تشعر بتأنيب ضمير، ولأن أبو خليل القاعد وراء البكرة قلبه طيب و"حنيّن"، كما يقول إخوتنا المصريون، كان ينصاع لطلب الشبيبة المحرومة، عندما يطالبونه بصوت واحد " قطشة أبو خليل"، فـ"يقطش" الفيلم البوليسي في أخطر منعطف ليعرض لهم مشكوراً لقطات حميمة تلهب المشاعر ثم يعود أبو خليل لمتابعة الفيلم السابق.
غزت بيروت في سبعينات القرن الماضي أفلام هندية، وأفلام بوليسية، وأفلام مصرية... لكن موجة الكاراتيه كانت كاسحة، والفضل للمغفور له بروس لي، وهو من أبطال الـ"وينغ شون"، اللعبة المتفرّعة من الكونغ فو. لكن الموزعين ودور السينما ومجايلي أبو خليل كانوا يصنفون كل الأفلام القتالية كأفلام كاراتيه، المهم أن تكون وافدة من بلاد العرق الأصفر أو المصنّعة في هوليوود مع أبطال الرياضات القتالية الآسيويين. المهم مستوى العنف وفوران الدم. أن تشهد على سقوط 100 قتيل بالسلاح الأبيض، ألف معطوب على يد بطل واحد، فذلك يعني أن الفيلم ناجح على المستوى الجماهيري سواء عُرض في راديو سيتي أو ميامي أو سينما الزهراء.
وثمة قاسم مشترك بين أفلام الوسترن وأفلام الكاراتيه، وهو المشكل الذي يبدأ عادة باستفزاز في الحانة. ويشهد لحظة درامية مع خبطة يد على البار ويتطور تباعاً وصولاً إلى قلب البار على البارمن وتكسير الطاولات على رؤوس لاعبي البوكر وأفراد العصابات، وتنشب معارك، برصاص وبلا رصاص، بحسب هوية الفيلم. المهم كراسٍ وطاولات على رؤوس الجميع.
مرّت في مخيلتي، أسماء عمالقة الوسترن جون واين وغاري كوبر وبرت لانكستر ومن لفّ لفهم، واستعدت ما علق بذاكرة ولد من مشاهد أفلام "دخول التنين" و"طريق التنين" و"الرأس الكبير" و"دم ليوبارد" و"لعبة الموت"، ووجدتني أمام مشهد رائع لا مثيل له في "the long riders" أو في فيلم "My name is nobody" يوم رأيت ممثلاً يرتدي قميصاً أسود، ويؤدي أمام المشاهدين دور المخلص والبطل والمحرر والثائر والقادر على تحطيم كاليري بطابقين في ثانيتين. قلت لنفسي: وينك يا أبو خليل تقطش هذا الفيلم الرديء بقطشة!
غزت بيروت في سبعينات القرن الماضي أفلام هندية، وأفلام بوليسية، وأفلام مصرية... لكن موجة الكاراتيه كانت كاسحة، والفضل للمغفور له بروس لي، وهو من أبطال الـ"وينغ شون"، اللعبة المتفرّعة من الكونغ فو. لكن الموزعين ودور السينما ومجايلي أبو خليل كانوا يصنفون كل الأفلام القتالية كأفلام كاراتيه، المهم أن تكون وافدة من بلاد العرق الأصفر أو المصنّعة في هوليوود مع أبطال الرياضات القتالية الآسيويين. المهم مستوى العنف وفوران الدم. أن تشهد على سقوط 100 قتيل بالسلاح الأبيض، ألف معطوب على يد بطل واحد، فذلك يعني أن الفيلم ناجح على المستوى الجماهيري سواء عُرض في راديو سيتي أو ميامي أو سينما الزهراء.
وثمة قاسم مشترك بين أفلام الوسترن وأفلام الكاراتيه، وهو المشكل الذي يبدأ عادة باستفزاز في الحانة. ويشهد لحظة درامية مع خبطة يد على البار ويتطور تباعاً وصولاً إلى قلب البار على البارمن وتكسير الطاولات على رؤوس لاعبي البوكر وأفراد العصابات، وتنشب معارك، برصاص وبلا رصاص، بحسب هوية الفيلم. المهم كراسٍ وطاولات على رؤوس الجميع.
مرّت في مخيلتي، أسماء عمالقة الوسترن جون واين وغاري كوبر وبرت لانكستر ومن لفّ لفهم، واستعدت ما علق بذاكرة ولد من مشاهد أفلام "دخول التنين" و"طريق التنين" و"الرأس الكبير" و"دم ليوبارد" و"لعبة الموت"، ووجدتني أمام مشهد رائع لا مثيل له في "the long riders" أو في فيلم "My name is nobody" يوم رأيت ممثلاً يرتدي قميصاً أسود، ويؤدي أمام المشاهدين دور المخلص والبطل والمحرر والثائر والقادر على تحطيم كاليري بطابقين في ثانيتين. قلت لنفسي: وينك يا أبو خليل تقطش هذا الفيلم الرديء بقطشة!
عماد موسى - نداء الوطن - 17 تشرين الأول 2019
إرسال تعليق