الحزب الشيوعي الحالي الذي احتفل بالذكرى الـ37 لانطلاقة "المقاومة الوطنية اللبنانية"، هو غير الحزب الشيوعي السابق على اغتيال جورج حاوي.
أمضى الحزب الشيوعي سنوات الحروب اللبنانية في متن "الحركة الوطنية" المتحالفة مع منظمة التحرير الفلسطينية. ومنذ العام 1975 وحتى العام 2005، دفع الحزب الشيوعي أثماناً باهظة لانحيازه إلى مبدأ "استقلالية القرار الوطني اللبناني". وهو مبدأ قام على وجه التخصيص ضد محاولات النظام السوري استتباعه والأحزاب اللبنانية الأخرى. وعاقب نظام الأسد (وحلفاؤه) الحزب مرات كثيرة، أثناء الحرب، وما بعد اتفاق الطائف.
"المقاومة الوطنية اللبنانية" التي يُحتفى بها، صفِّيت ونكِّل بها ولوحِقت، واغتيل كبار رموزها على يد من يتحالف معهم الحزب الشيوعي الحالي، ويمنح القتلة الولاء والطاعة والتبعية، مجاناً وبلا مقابل ولو معنوياً.
الافتراق السياسي بين الحزب الشيوعي السابق والنظام السوري توضّح في التسعينات، حين أصر الشيوعيون (وعموم اليسار) على "الدفاع عن الديموقراطية والحريات"، والحوار مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب والبطريركية المارونية وسائر القوى السياسية اللبنانية، سعياً للخروج من اصطفافات الحرب أولاً، ومن الوصاية الثقيلة الوطأة التي تفرضها المخابرات السورية على الحياة العامة، ثانياً.
عانى الشيوعيون الاضطراب الكبير الذي تبع انهيار الاتحاد السوفياتي، لكنهم انخرطوا في عمليات مراجعة كثيرة، صاحبتها حركات يسارية - شيوعية، شبابية وجديدة، انطلقت من الجامعات خصوصاً. معظم الشيوعيين واليساريين كانوا واقعاً قد تحرروا من الحزب أو المنظمة، من غير التخلي عن يساريتهم.. وفي نهاية التسعينات عادت وتوضحت الوجهة العامة لليسار اللبناني وفق تيارين أساسيين: إصلاحي ديموقراطي، وأصولي ستاليني.
بقي جورج حاوي الشيوعي الحاضر في التيارين بالمعنى الحزبي، لكنه انحاز سياسياً إلى التيار الأول، انسجاماً مع الانحياز التاريخي المتمنع عن الرضوخ للنظام السوري.
اغتيال حاوي كشف عن أن الذين تولوا قيادة الحزب الشيوعي اللبناني قرروا أن يكون موت قائدهم التاريخي درساً في الخضوع والاستسلام. فأحالوا تهمة قتل حاوي إلى عوالم الغيب.. وعلى هذا المنوال أيضاً أحالوا كل ما أصاب الشيوعيين على يد من كانوا يسمونهم "الظلاميين" وعلى يد الوصاية السورية إلى الكتمان والتغاضي والتناسي، لعل هذا يكسبهم ولو نائباً واحداً في البرلمان، أو يعيد إليهم أقله نقابة واحدة من النقابات التي هيمنت عليها أو شرذمتها المنظومة الأسدية البعثية في لبنان.. وهيهات أن ينال هذا الحزب ولو كرسياً في الصف الأمامي في مهرجان خطابي "ممانع"، أو حتى أن تظهر رايتهم إلى جانب رايات الحلفاء في "لوغو" بحجم سنتيمتر واحد خلف عمامة "السيد".
الحزب الشيوعي المتذلل لنظام الأسد، والذي أنكر حق الشعب السوري بالثورة.. هو غير الحزب الشيوعي الذي ساهم في إطلاق المقاومة الوطنية ضد الإحتلال. وعلى الأرجح، كما يقال عنه مزاحاً، إنه "الفرع الكحولي" لحزب الله وحسب.
"المقاومة الوطنية اللبنانية" التي يُحتفى بها، صفِّيت ونكِّل بها ولوحِقت، واغتيل كبار رموزها على يد من يتحالف معهم الحزب الشيوعي الحالي، ويمنح القتلة الولاء والطاعة والتبعية، مجاناً وبلا مقابل ولو معنوياً.
الافتراق السياسي بين الحزب الشيوعي السابق والنظام السوري توضّح في التسعينات، حين أصر الشيوعيون (وعموم اليسار) على "الدفاع عن الديموقراطية والحريات"، والحوار مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب والبطريركية المارونية وسائر القوى السياسية اللبنانية، سعياً للخروج من اصطفافات الحرب أولاً، ومن الوصاية الثقيلة الوطأة التي تفرضها المخابرات السورية على الحياة العامة، ثانياً.
عانى الشيوعيون الاضطراب الكبير الذي تبع انهيار الاتحاد السوفياتي، لكنهم انخرطوا في عمليات مراجعة كثيرة، صاحبتها حركات يسارية - شيوعية، شبابية وجديدة، انطلقت من الجامعات خصوصاً. معظم الشيوعيين واليساريين كانوا واقعاً قد تحرروا من الحزب أو المنظمة، من غير التخلي عن يساريتهم.. وفي نهاية التسعينات عادت وتوضحت الوجهة العامة لليسار اللبناني وفق تيارين أساسيين: إصلاحي ديموقراطي، وأصولي ستاليني.
بقي جورج حاوي الشيوعي الحاضر في التيارين بالمعنى الحزبي، لكنه انحاز سياسياً إلى التيار الأول، انسجاماً مع الانحياز التاريخي المتمنع عن الرضوخ للنظام السوري.
اغتيال حاوي كشف عن أن الذين تولوا قيادة الحزب الشيوعي اللبناني قرروا أن يكون موت قائدهم التاريخي درساً في الخضوع والاستسلام. فأحالوا تهمة قتل حاوي إلى عوالم الغيب.. وعلى هذا المنوال أيضاً أحالوا كل ما أصاب الشيوعيين على يد من كانوا يسمونهم "الظلاميين" وعلى يد الوصاية السورية إلى الكتمان والتغاضي والتناسي، لعل هذا يكسبهم ولو نائباً واحداً في البرلمان، أو يعيد إليهم أقله نقابة واحدة من النقابات التي هيمنت عليها أو شرذمتها المنظومة الأسدية البعثية في لبنان.. وهيهات أن ينال هذا الحزب ولو كرسياً في الصف الأمامي في مهرجان خطابي "ممانع"، أو حتى أن تظهر رايتهم إلى جانب رايات الحلفاء في "لوغو" بحجم سنتيمتر واحد خلف عمامة "السيد".
الحزب الشيوعي المتذلل لنظام الأسد، والذي أنكر حق الشعب السوري بالثورة.. هو غير الحزب الشيوعي الذي ساهم في إطلاق المقاومة الوطنية ضد الإحتلال. وعلى الأرجح، كما يقال عنه مزاحاً، إنه "الفرع الكحولي" لحزب الله وحسب.
يوسف بزي - المدن - 18 ايلول 2019
إرسال تعليق