سرّبت جهة سياسية الى أحد المواقع الإلكترونية خبراً يزعم وجود جفاء بين الرئيس سعد الحريري واللواء أشرف ريفي، وأنّ الأخير عاتبٌ على الحريري الذي صالحه بهدف نيل مقعد نيابي والسلام.
قرأ ريفي الخبر فعرف التسريب من المصدر، أما الحريري فبادر الى الاتصال بريفي واتفقا على لقاء، وكانت زيارة لبيت الوسط، وابتسامات متبادلة تنمّ عن تفاهم على الخطوط العريضة، هذا اللقاء يستكمل لقاءً سابقاً في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، والزيارة التي قام بها رئيس الحكومة لمنزل ريفي في طرابلس.
ليس سرّاً أنّ تلك المصالحة كانت بلا شروط وبلا أثمان، وبلا خريطة طريق للعلاقة الجديدة، وليس سرّاً أيضاً أن لا راعي إقليمياً للمصالحة لا سعودياً ولا إماراتياً، بل كانت نتيجة جهد من الرئيس السنيورة أثمر في توقيت مناسب، فتمّ فرز الخلاف، لينتج تمايزاً من دون حملات إعلامية او سياسية، وليبقي القديم على قدمه، ولكن ضمن لعبة تقبّل التمايز، وصولاً حتى توزيع الأدوار، فلا الحريري يملي ويطلب، وفي الوقت نفسه لا يتحمّل وزرَ أيِّ موقف عالي السقف يطلقه ريفي.
كان هذا شكل الخلاف قبل أن ينفجر، باستقالة ريفي من الحكومة، ومعارضته التسوية الرئاسية، وعاد الخلاف الى حجمه، بعد المصالحة، إذ تعمّد ريفي لدى استقباله الحريري في منزله التشديد على معارضة التسوية وانتقاد «حزب الله» وسيطرته على قرار الدولة، لكن هذه المرة، كانت الروح الرياضية للحريري أوسع أفقاً، ونشأ واقع ايجابي بقبول الطرفين.
على هامش ذاك الخلاف بين الحريري وريفي الذي كان يحصل وجهاً لوجه، كان تسعير النار يحتلّ خلفية المشهد، ظهراً لظهر، ووصل استثماراً الى درجة استغلال الخلاف، لفتح ملفات وهمية للقائد السابق لقوى الامن الداخلي، والضغط على القضاء لاستدعائه ولو مرة واحدة لتلويث سمعته، ذلك على الرغم من عدم وجود أيّ ثغرة تسمح بالاقتراب منه، لكنّ قضاةً امتنعوا عن الرضوخ لهذه الضغوط.
هذا التسعير كان يقوم به طرف معروف، ما لبث أن أعلن اجندته بصراحة، والهدف السراي الحكومي، وهو اليوم على ما يقول ريفي يُتحفنا، بمعارضة سيادية تايوانية، لا يصدّقها حتى مَن يطلقها، وهو يتوهّم أنه حيث يسير سواء نحو «حزب الله» أم في الإتّجاه المعاكس، فإنّ الجماهير ستتبعه، وننصحه بالإقلاع عن هذا الوهم، لأنّ مخزون المصداقية كاد ينفد.
ويضيف ريفي: عارضت التسوية الرئاسية، وسأبقى اعارضها لأني توقعت نتائجها، لم أتربّص ولم أطعن، وبالامس قلت للرئيس الحريري إنني أعارض هذه التسوية، وارفض سيطرة «حزب الله» على البلد، وحين رفضت استقلت، ولم استثمر السلطة للسلطة او لتحقيق منافع، وحين تصالحت مع الحريري، إنما من موقعي وثوابتي، أما ما نراه اليوم ممّن شاركوا في نعيم التسوية، واستقبلوا مسؤولي «حزب الله» في المواقع الرسمية، فهو خِداع لم يعد ينطلي على أحد، فلا يعتقد هذا البعض إنه بمجرد إطلاق المواقف الرنانة، سوف يستعيد ما خسره، فهناك نوع من الخسائر لا يعوَّض بالتفافة من هنا او كوع من هناك.
يكفي التذكير بما حصل في سجن رومية، ليُسقط ادّعاءات حماية مصالح الطائفة، ويكفي التذكير بوعد كشف التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، والنكث بهذا الوعد، للتيقّن من حجم الخسارة التي حصلت، فملف اللواء الشهيد نائم، وكان يُفترض تحريكه للضغط لإحالته الى المحكمة الدولية، اسوة بملفات اغتيال باقي الشهداء، فإحياء ذكرى شهادة وسام الحسن ليست بالخطابات الرنانة على المنابر، بل بالمواقف الشجاعة.
وختم ريفي: الرأي العام بالتاكيد لن يقبض هذه الاستثمارات السياسية المكرَّرة، بالأسلوب والمضمون، ونحن في موقعنا واثقون من أنّ الإيجابية التي تطبع العلاقة مع الرئيس الحريري رغم التمايز في بعض المواقف السياسية، ستؤدي الى المزيد من التعاون، كما نحن مستمرون بالتعاون والتنسيق مع الرئيس فؤاد السنيورة وجميع القوى والشخصيات والأحزاب التي نتشارك معها في الموقف الوطني، الذي يقاوم الهيمنة والوصاية الجديدة على لبنان.
ليس سرّاً أنّ تلك المصالحة كانت بلا شروط وبلا أثمان، وبلا خريطة طريق للعلاقة الجديدة، وليس سرّاً أيضاً أن لا راعي إقليمياً للمصالحة لا سعودياً ولا إماراتياً، بل كانت نتيجة جهد من الرئيس السنيورة أثمر في توقيت مناسب، فتمّ فرز الخلاف، لينتج تمايزاً من دون حملات إعلامية او سياسية، وليبقي القديم على قدمه، ولكن ضمن لعبة تقبّل التمايز، وصولاً حتى توزيع الأدوار، فلا الحريري يملي ويطلب، وفي الوقت نفسه لا يتحمّل وزرَ أيِّ موقف عالي السقف يطلقه ريفي.
كان هذا شكل الخلاف قبل أن ينفجر، باستقالة ريفي من الحكومة، ومعارضته التسوية الرئاسية، وعاد الخلاف الى حجمه، بعد المصالحة، إذ تعمّد ريفي لدى استقباله الحريري في منزله التشديد على معارضة التسوية وانتقاد «حزب الله» وسيطرته على قرار الدولة، لكن هذه المرة، كانت الروح الرياضية للحريري أوسع أفقاً، ونشأ واقع ايجابي بقبول الطرفين.
على هامش ذاك الخلاف بين الحريري وريفي الذي كان يحصل وجهاً لوجه، كان تسعير النار يحتلّ خلفية المشهد، ظهراً لظهر، ووصل استثماراً الى درجة استغلال الخلاف، لفتح ملفات وهمية للقائد السابق لقوى الامن الداخلي، والضغط على القضاء لاستدعائه ولو مرة واحدة لتلويث سمعته، ذلك على الرغم من عدم وجود أيّ ثغرة تسمح بالاقتراب منه، لكنّ قضاةً امتنعوا عن الرضوخ لهذه الضغوط.
هذا التسعير كان يقوم به طرف معروف، ما لبث أن أعلن اجندته بصراحة، والهدف السراي الحكومي، وهو اليوم على ما يقول ريفي يُتحفنا، بمعارضة سيادية تايوانية، لا يصدّقها حتى مَن يطلقها، وهو يتوهّم أنه حيث يسير سواء نحو «حزب الله» أم في الإتّجاه المعاكس، فإنّ الجماهير ستتبعه، وننصحه بالإقلاع عن هذا الوهم، لأنّ مخزون المصداقية كاد ينفد.
ويضيف ريفي: عارضت التسوية الرئاسية، وسأبقى اعارضها لأني توقعت نتائجها، لم أتربّص ولم أطعن، وبالامس قلت للرئيس الحريري إنني أعارض هذه التسوية، وارفض سيطرة «حزب الله» على البلد، وحين رفضت استقلت، ولم استثمر السلطة للسلطة او لتحقيق منافع، وحين تصالحت مع الحريري، إنما من موقعي وثوابتي، أما ما نراه اليوم ممّن شاركوا في نعيم التسوية، واستقبلوا مسؤولي «حزب الله» في المواقع الرسمية، فهو خِداع لم يعد ينطلي على أحد، فلا يعتقد هذا البعض إنه بمجرد إطلاق المواقف الرنانة، سوف يستعيد ما خسره، فهناك نوع من الخسائر لا يعوَّض بالتفافة من هنا او كوع من هناك.
يكفي التذكير بما حصل في سجن رومية، ليُسقط ادّعاءات حماية مصالح الطائفة، ويكفي التذكير بوعد كشف التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، والنكث بهذا الوعد، للتيقّن من حجم الخسارة التي حصلت، فملف اللواء الشهيد نائم، وكان يُفترض تحريكه للضغط لإحالته الى المحكمة الدولية، اسوة بملفات اغتيال باقي الشهداء، فإحياء ذكرى شهادة وسام الحسن ليست بالخطابات الرنانة على المنابر، بل بالمواقف الشجاعة.
وختم ريفي: الرأي العام بالتاكيد لن يقبض هذه الاستثمارات السياسية المكرَّرة، بالأسلوب والمضمون، ونحن في موقعنا واثقون من أنّ الإيجابية التي تطبع العلاقة مع الرئيس الحريري رغم التمايز في بعض المواقف السياسية، ستؤدي الى المزيد من التعاون، كما نحن مستمرون بالتعاون والتنسيق مع الرئيس فؤاد السنيورة وجميع القوى والشخصيات والأحزاب التي نتشارك معها في الموقف الوطني، الذي يقاوم الهيمنة والوصاية الجديدة على لبنان.
أسعد بشارة - الجمهورية - 19 أيلول 2019
إرسال تعليق