بين الرسالة الإسرائيلية "كونوا حذرين بكلامكم وأفعالكم"، التي وجهها بينامين نتنياهو إلى لبنان، والرسالة الإيرانية "الرد سيكون صاعقاً ومدمراً"، التي وجهها حسين أمير عبداللهيان متوعداً فيها إسرائيل برد "حزب الله" من لبنان… يقف اللبنانيون على ضفاف الحرب يترقبون من مقعدهم الأمامي كرة النار تتدحرج على ملعبهم آملين فقط أن يتحقق "الوعد الصادق" هذه المرة بأن تكون تداعياتها محدودة وموضعية حسبما "طمأنهم" الحزب عبر مصادره لوكالة "رويترز".
وبالانتظار، تتوالى المواقف الدولية والأوروبية والأممية الداعية لضبط النفس والتزام القرار 1701، وفق ما جاء في بيان الاتحاد الأوروبي والإحاطة الأممية الدورية لأعضاء مجلس الأمن، في وقت تبدو فيه الدولة اللبنانية "باصمة بالعشرة" لاستراتيجية "حزب الله" الدفاعية إلى درجة تهكم أحد السياسيين السياديين في معرض توصيفه البيان الصادر عن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، معتبراً أنه جاء بالمختصر المفيد ليقول باسم الدولة ومؤسساتها: "لبيك نصرالله" لا سيما في ضوء ما تسرّب ليلاً على لسان مصدر وزاري بأنّ المجلس أخذ علماً بأنّ "حزب الله" سيردّ على الاعتداء الإسرائيلي وأنّ ردّه سيكون "مناسباً ومتناسقاً"، قبل أن يعود وزير الدفاع الياس بو صعب ليستدرك الموقف ويستلحق "ماء وجه" الدولة بنفيه هذه المعلومة، مكتفياً بالإشارة إلى ما ورد في البيان عن تأكيد المجلس "حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل".
أما على مستوى خطوط التواصل المفتوحة بين لبنان وعواصم دول القرار، فقد برز أمس إدخال رئيس الحكومة سعد الحريري الجانب الروسي على خط مساعي لجم النزعات التصعيدية في المنطقة، عبر اتصال أجراه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغه خلاله بأنّ "لبنان يعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر، وتوجيه رسائل واضحة لاسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية". ووضعت مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن" هذا الاتصال في إطار الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة مع المجتمع الدولي لتحصين الاستقرار اللبناني، سيما وأنّ الجانب الأميركي أعرب بوضوح عن وقوفه على الضفة الإٍسرائيلية من المشهد، فأتى تواصل الحريري مع الروس لعلهم يسعون بما لهم من اتصالات جيدة مع كل من إسرائيل وإيران نحو تأمين مظلة أمان تقي لبنان شرّ الانزلاق إلى هاوية الحرب. تماماً كما هدف الحريري من وراء اتصاله ليلاً بمفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني ليطلب منها "دعم الإتحاد الأوروبي لمساعي التهدئة وضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بعد التطورات الأخيرة".
وكان الحريري قد استهل جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها في السراي الحكومي بالتشديد على إدانة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان بوصفها "خرقاً فاضحاً للقرار 1701 وتهديداً للاستقرار في لبنان"، مؤكداً أنّ "هناك اتصالات كثيفة تجري لوقف هذه الاعتداءات وردع العدو الاسرائيلي عن الاستمرار في اعتداءاته على لبنان". في حين كان موقف لافت للانتباه أمس على لسان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ذكّر فيه إزاء التطورات والمستجدات الأخيرة بضرورة "إقرار الاستراتيجية الدفاعية"، مناشداً المجتمع الدولي "مضاعفة الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للبنان كي يتمكن من تجاوز التحديات الراهنة"، وذلك في معرض تأكيده على دور الدولة المحوري في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي الأخير.
على صعيد منفصل، استأنف مجلس الوزراء أمس بحث ملف النفايات في جلسة السراي حيث اطلع على "الاستراتيجية العامة للبيئة والنفايات" التي عرضها وزير البيئة فادي جريصاتي، فخلص البحث إلى تكليفه بوضع دفتر شروط لعملية الكنس والجمع والطلب من البلديات تحديد أماكن للمطامر عبر وزارة الداخلية. وإثر الجلسة خرج جريصاتي ليزفّ "خبر إقرار خطة النفايات في معظم بنودها" علماً أنّ أحجية "المطامر والتمويل" لا تزال عالقة وغير محددة المعالم حتى الساعة، واستمهلت وزارتا المال والبيئة مدة شهر لبلورة تصور مشترك بهذا الخصوص إثر تشكيل لجنة وزارية مهمتها الانتهاء من الدراسة المالية، بينما موضوع المطامر ما زال "مكانك راوح" بانتظار خريطة البلديات المقترحة لمواقع الطمر، كل ضمن نطاقها الجغرافي.
وفي خضم هذه الضبابية التي تلف سبل المعالجات الجذرية لهذه الأزمة الحيوية، اكتفت مصادر تكتل "لبنان القوي" لدى استيضاحها عن فحوى الإنجاز الذي تحدث عنه وزير البيئة إثر جلسة مجلس الوزراء أمس بالقول لـ"نداء الوطن": الأهم بالنسبة إلينا هو إقرار الخطة لأنّ ملف النفايات أساسي ويتصدر الأولويات بعدما وصلنا إلى وضع بيئي طارئ، وبالتالي كان من المهم أن تُعرض خطة الوزير جريصاتي، وأن تحظى بموافقة كل الاطراف، لأن الموضوع يمس الجميع وبالتالي علينا الشروع في التنفيذ الفعلي لمضامينها.
وكان الحريري قد استهل جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها في السراي الحكومي بالتشديد على إدانة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان بوصفها "خرقاً فاضحاً للقرار 1701 وتهديداً للاستقرار في لبنان"، مؤكداً أنّ "هناك اتصالات كثيفة تجري لوقف هذه الاعتداءات وردع العدو الاسرائيلي عن الاستمرار في اعتداءاته على لبنان". في حين كان موقف لافت للانتباه أمس على لسان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ذكّر فيه إزاء التطورات والمستجدات الأخيرة بضرورة "إقرار الاستراتيجية الدفاعية"، مناشداً المجتمع الدولي "مضاعفة الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للبنان كي يتمكن من تجاوز التحديات الراهنة"، وذلك في معرض تأكيده على دور الدولة المحوري في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي الأخير.
على صعيد منفصل، استأنف مجلس الوزراء أمس بحث ملف النفايات في جلسة السراي حيث اطلع على "الاستراتيجية العامة للبيئة والنفايات" التي عرضها وزير البيئة فادي جريصاتي، فخلص البحث إلى تكليفه بوضع دفتر شروط لعملية الكنس والجمع والطلب من البلديات تحديد أماكن للمطامر عبر وزارة الداخلية. وإثر الجلسة خرج جريصاتي ليزفّ "خبر إقرار خطة النفايات في معظم بنودها" علماً أنّ أحجية "المطامر والتمويل" لا تزال عالقة وغير محددة المعالم حتى الساعة، واستمهلت وزارتا المال والبيئة مدة شهر لبلورة تصور مشترك بهذا الخصوص إثر تشكيل لجنة وزارية مهمتها الانتهاء من الدراسة المالية، بينما موضوع المطامر ما زال "مكانك راوح" بانتظار خريطة البلديات المقترحة لمواقع الطمر، كل ضمن نطاقها الجغرافي.
وفي خضم هذه الضبابية التي تلف سبل المعالجات الجذرية لهذه الأزمة الحيوية، اكتفت مصادر تكتل "لبنان القوي" لدى استيضاحها عن فحوى الإنجاز الذي تحدث عنه وزير البيئة إثر جلسة مجلس الوزراء أمس بالقول لـ"نداء الوطن": الأهم بالنسبة إلينا هو إقرار الخطة لأنّ ملف النفايات أساسي ويتصدر الأولويات بعدما وصلنا إلى وضع بيئي طارئ، وبالتالي كان من المهم أن تُعرض خطة الوزير جريصاتي، وأن تحظى بموافقة كل الاطراف، لأن الموضوع يمس الجميع وبالتالي علينا الشروع في التنفيذ الفعلي لمضامينها.
نداء الوطن - 28 اب 2019
إرسال تعليق