لم تمضِ أيام على اللقاء الذي جمعه باللواء أشرف ريفي، حتى كان الرئيس فؤاد السنيورة قد أتمّ المصالحة بتفاصيلها البسيطة وغير المعقّدة. كانت مبادرته اجتهاداً شخصياً تسعفه فيه مكانته السياسية، وتجاوب كل من الرئيس سعد الحريري وريفي، ووضعت اللمسات النهائية على اللقاء قبل ساعات من حصوله.
لاختيار مكان اللقاء معانٍ كثيرة وأسباب، لكن القاسم المشترك الطارئ الذي حتّم الذهاب الى منزل السنيورة، الحملة المبرمجة التي تعرّض لها على يد "حزب الله"، والتي تردّدت أصداؤها سّنياً على انّها إستهداف مباشر.
فالحريري سجّل اطلالته المباشرة الاولى دعماً للسنيورة، التي تجاوزت الدعم السياسي والإعلامي لتيار"المستقبل". وريفي الذي سبق له أن خاض معركة السنيورة، كان سعيداً في أن تتم المصالحة في منزل المُستهدف.
تراوحت حسابات الطرفين لإتمام المصالحة، بين اعتبارات شخصية وعامة. فالخلاف الذي امتد لسنوات كان مُكلفاً، ليس على ريفي فقط. والمرحلة المقبلة في ظل "حملة مكافحة الطائفة السنّية تحت عنوان الفساد"، كما وصفها احد الاقطاب، تستلزم تنظيم الاتفاق وضبط الخلاف.
وكان الحريري دقيقاً بما قاله في اللقاء، حين تعاطى مع الخلاف السياسي كأمر طبيعي، انما من دون الجنوح الى العداء، ولا الحملات السياسية والاعلامية، وقبل كل ذلك، عدم السماح لأي تمايز سياسي أن يخرج من الغرف السياسية الى الهواء المفتوح، اذا ما كان هناك من نية، وقدرة تنسيق ووعي لخطورة الخلاف العلني، لدى المعنيين.
أمّا في الجانب الشخصي، فهو طوال فترة الخلاف الحاد لم يتأثر، الى درجة أن دقائق معدودة لبدء اللقاء كانت كافية لرسم الابتسامات على الوجوه، ولم تُعبّر الصور التي وزعت بعد اللقاء بما يكفي عن مضمون اللقاء.
تجاوز لقاء الحريري ـ ريفي تجربة "أوعى خيك" بأشواط. فالتحضير للقاء لم يستلزم أشهراً ولا أوراقاً سياسية ولا جولات تفاوض ماراتونية، ولا شروطاً متبادلة، ولا اتفاقات غير مكتوبة.
تمّ كل شيء تحت الضوء وبسرعة قياسية، وبلا أثمان شخصية أو مصلحية ولا وعود. كل ما حصل، انّ إقتناعاً متبادلاً تُرجم على طريقة رجال البادية، بفتح صفحة جديدة، هي نفسها ستفتح الطريق الى الانسجام في المواقف، والى التمايز السلمي، والى التعاون كل من موقعه. كل ذلك تحت سقف رفيق الحريري في لحظة تتطلب وحدة الصف بلا رياء بل بقول الحقيقة كاملة.
سيُعلن ريفي اليوم لطرابلس وللجمهور السيادي ما سبق هذه المصالحة وما سيليها، بشفافية، سيوجّه رسالة للمباركين والمعترضين، سيرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة، سيشرح خلفيات الخطوة وما يتوقعه من نتائج، ولن يتغيّر في الأمر شيء، ولن يكون ريفي شخصاً آخر.
وسيكون للشق السياسي في المؤتمر حيّز كبير، بنحو يتجاوز الانتخابات الفرعية على اهميتها. اذ أنّ القاسم المشترك الذي حتّم المصالحة يتلخّص في وجود مخاطر حقيقية على الطائفة والوطن، وهذا هو سرّ المصالحة وهدفها.
إختار ريفي يوم 14 آذار لإعلان موقفه الذي كان سيشهد اليوم، لولا المصالحة، ترشحه للانتخابات النيابية. كان قد ترك الباب مفتوحاً لمبادرة السنيورة ولم يستبعد أن تؤدي الى نتائج وصَدق حَدسه.
14 آذار 2005 بالنسبة الى الضابط الرفيع في قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي، كان حلماً وحقيقة، منها استمد قوة ممارسة مختلفة على رأس قوى الامن الداخلي، تُرجمت قرارات كبيرة في ملف التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيره من الملفات. وهو اليوم يستعيد الذكرى على وقع المصالحة ليقول: "انا أشرف ريفي أملك شجاعة الموقف وأتجاوز كل الإعتبارات من أجل المصلحة العامة..هذه هويتي".
لاختيار مكان اللقاء معانٍ كثيرة وأسباب، لكن القاسم المشترك الطارئ الذي حتّم الذهاب الى منزل السنيورة، الحملة المبرمجة التي تعرّض لها على يد "حزب الله"، والتي تردّدت أصداؤها سّنياً على انّها إستهداف مباشر.
فالحريري سجّل اطلالته المباشرة الاولى دعماً للسنيورة، التي تجاوزت الدعم السياسي والإعلامي لتيار"المستقبل". وريفي الذي سبق له أن خاض معركة السنيورة، كان سعيداً في أن تتم المصالحة في منزل المُستهدف.
تراوحت حسابات الطرفين لإتمام المصالحة، بين اعتبارات شخصية وعامة. فالخلاف الذي امتد لسنوات كان مُكلفاً، ليس على ريفي فقط. والمرحلة المقبلة في ظل "حملة مكافحة الطائفة السنّية تحت عنوان الفساد"، كما وصفها احد الاقطاب، تستلزم تنظيم الاتفاق وضبط الخلاف.
وكان الحريري دقيقاً بما قاله في اللقاء، حين تعاطى مع الخلاف السياسي كأمر طبيعي، انما من دون الجنوح الى العداء، ولا الحملات السياسية والاعلامية، وقبل كل ذلك، عدم السماح لأي تمايز سياسي أن يخرج من الغرف السياسية الى الهواء المفتوح، اذا ما كان هناك من نية، وقدرة تنسيق ووعي لخطورة الخلاف العلني، لدى المعنيين.
أمّا في الجانب الشخصي، فهو طوال فترة الخلاف الحاد لم يتأثر، الى درجة أن دقائق معدودة لبدء اللقاء كانت كافية لرسم الابتسامات على الوجوه، ولم تُعبّر الصور التي وزعت بعد اللقاء بما يكفي عن مضمون اللقاء.
تجاوز لقاء الحريري ـ ريفي تجربة "أوعى خيك" بأشواط. فالتحضير للقاء لم يستلزم أشهراً ولا أوراقاً سياسية ولا جولات تفاوض ماراتونية، ولا شروطاً متبادلة، ولا اتفاقات غير مكتوبة.
تمّ كل شيء تحت الضوء وبسرعة قياسية، وبلا أثمان شخصية أو مصلحية ولا وعود. كل ما حصل، انّ إقتناعاً متبادلاً تُرجم على طريقة رجال البادية، بفتح صفحة جديدة، هي نفسها ستفتح الطريق الى الانسجام في المواقف، والى التمايز السلمي، والى التعاون كل من موقعه. كل ذلك تحت سقف رفيق الحريري في لحظة تتطلب وحدة الصف بلا رياء بل بقول الحقيقة كاملة.
سيُعلن ريفي اليوم لطرابلس وللجمهور السيادي ما سبق هذه المصالحة وما سيليها، بشفافية، سيوجّه رسالة للمباركين والمعترضين، سيرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة، سيشرح خلفيات الخطوة وما يتوقعه من نتائج، ولن يتغيّر في الأمر شيء، ولن يكون ريفي شخصاً آخر.
وسيكون للشق السياسي في المؤتمر حيّز كبير، بنحو يتجاوز الانتخابات الفرعية على اهميتها. اذ أنّ القاسم المشترك الذي حتّم المصالحة يتلخّص في وجود مخاطر حقيقية على الطائفة والوطن، وهذا هو سرّ المصالحة وهدفها.
إختار ريفي يوم 14 آذار لإعلان موقفه الذي كان سيشهد اليوم، لولا المصالحة، ترشحه للانتخابات النيابية. كان قد ترك الباب مفتوحاً لمبادرة السنيورة ولم يستبعد أن تؤدي الى نتائج وصَدق حَدسه.
14 آذار 2005 بالنسبة الى الضابط الرفيع في قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي، كان حلماً وحقيقة، منها استمد قوة ممارسة مختلفة على رأس قوى الامن الداخلي، تُرجمت قرارات كبيرة في ملف التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيره من الملفات. وهو اليوم يستعيد الذكرى على وقع المصالحة ليقول: "انا أشرف ريفي أملك شجاعة الموقف وأتجاوز كل الإعتبارات من أجل المصلحة العامة..هذه هويتي".
أسعد بشارة - الجمهورية - الخميس 14 اذار 2019
إرسال تعليق