لعل العبارة الأبرز عندما نتكلم عن السياسة والاقتصاد هي عبارة "السياسة في خدمة الاقتصاد". وفيما البعض يعتبر العكس، يستحيل ان تجد من يتحدث عن امكانية الفصل بينهما. أما في لبنان، فسياسة الأمر الواقع المعتمدة أضحت شوكة في خاصرة الاقتصاد فيما القطاعات الاقتصادية لا تزال تعمل لخدمة الساسة وأرباب السياسة.
في العام 2000 سأل الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط ان كنا نريد لبنان "هانوي" أو "هونغ كونغ"، وبقي السؤال يتردد عند كل محطة ومفصل واستحقاق، حتى جاء اغتيال الشهيد رفيق الحريري سنة 2005 كضربة قاسية وموجعة لنموذج "هونغ كونغ"، وعاد منطق "هانوي" بقوة في حرب تموز الشهيرة 2006 وما رافقها من تدمير إسرائيلي للبنى التحتية، مرورًا بالسابع من أيار غير المجيد وصولًا إلى جعل لبنان واحة تستقطب العقوبات من جهة ومحاولة عزله عن محيطه العربي من جهة أخرى، وما انحدار القمة الاقتصادية إلى الحضيض إلا الدليل على كارثية الوضع، مع وفرة الحديث عن نية الرئيس الفرنسي تأجيل زيارته إلى لبنان، في رسالة سياسية بالغة الدلالة من "الأم الحنون".
وفي العام 2012 وبعد سلسلة من الحوارات جاء الرد على سؤال جنبلاط الشهير بالاجماع من القصر الجمهوري حيث نجح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في توحيد نظرة المتحاورين وتوثيقها من خلال اعتماد سياسة متوازنة تحاكي تركيبته الفريدة، حيث دعا البند السابع من "إعلان بعبدا" إلى "تنفيذ خطة نهوض اقتصادي واجتماعي في مختلف المناطق اللبنانيّة"، وتحدث البند التاسع عن ضرورة تكريس لبنان كمركز لحوار الحضارات والديانات والثقافات، وتعهدت جميع القوى في البند الثاني عشر بـ"تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهلي"، لكن "حزب الله" ولضرورات إقليمية عاد وانقلب على الاتفاق عند ذهابه للقتال في سوريا تنفيذًا لرغبة وضع يد إيرانية من خلال السيطرة على عواصم عربية عدة، من بينها صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت.
بعد انتخاب الرئيس سليمان وقبل ذهاب "حزب الله" إلى سوريا وصل النمو إلى %9 فيما نعيش اليوم مرحلة الصفر نمو. وبينما رمم لبنان الرسمي في تلك المرحلة علاقاته العربية والدولية يعود اليوم، ومع الأسف، إلى عزلة ما قبل العام 2008.
كلنا يعرف أن رأس المال جبان ولا يمكن له ان يستثمر في منطقة غير آمنة، فكيف يمكننا ان نطمح لاقتصاد يشبه اقتصاد "هونغ كونغ" فيما نمارس سياسة "هانوي" بامتياز؟ وكيف يمكننا تنفيذ الاصلاحات لإنجاح "سيدر" في ظل وجود فريق يستقوي على الدولة ويمنع تشكيل الحكومة ويتحكم بقرار حرب لبنان أو سلمه؟
الحل يكمن في العودة إلى "تحييد لبنان" والضغط على "حزب الله" من قبل جميع القوى من دون استثناء ليعود إلى تغليب لبنانيته على أي مصلحة أخرى، وهو الذي اعترف ان ماله وسلاحه ومستلزماته كافة تأتيه من إيران. حينها فقط يمكننا ان نستبشر خيرًا بنهوض اقتصادي وثورة في عالم الاقتصاد المنتج واقتصاد المعرفة.
في العام 2000 سأل الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط ان كنا نريد لبنان "هانوي" أو "هونغ كونغ"، وبقي السؤال يتردد عند كل محطة ومفصل واستحقاق، حتى جاء اغتيال الشهيد رفيق الحريري سنة 2005 كضربة قاسية وموجعة لنموذج "هونغ كونغ"، وعاد منطق "هانوي" بقوة في حرب تموز الشهيرة 2006 وما رافقها من تدمير إسرائيلي للبنى التحتية، مرورًا بالسابع من أيار غير المجيد وصولًا إلى جعل لبنان واحة تستقطب العقوبات من جهة ومحاولة عزله عن محيطه العربي من جهة أخرى، وما انحدار القمة الاقتصادية إلى الحضيض إلا الدليل على كارثية الوضع، مع وفرة الحديث عن نية الرئيس الفرنسي تأجيل زيارته إلى لبنان، في رسالة سياسية بالغة الدلالة من "الأم الحنون".
وفي العام 2012 وبعد سلسلة من الحوارات جاء الرد على سؤال جنبلاط الشهير بالاجماع من القصر الجمهوري حيث نجح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في توحيد نظرة المتحاورين وتوثيقها من خلال اعتماد سياسة متوازنة تحاكي تركيبته الفريدة، حيث دعا البند السابع من "إعلان بعبدا" إلى "تنفيذ خطة نهوض اقتصادي واجتماعي في مختلف المناطق اللبنانيّة"، وتحدث البند التاسع عن ضرورة تكريس لبنان كمركز لحوار الحضارات والديانات والثقافات، وتعهدت جميع القوى في البند الثاني عشر بـ"تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهلي"، لكن "حزب الله" ولضرورات إقليمية عاد وانقلب على الاتفاق عند ذهابه للقتال في سوريا تنفيذًا لرغبة وضع يد إيرانية من خلال السيطرة على عواصم عربية عدة، من بينها صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت.
بعد انتخاب الرئيس سليمان وقبل ذهاب "حزب الله" إلى سوريا وصل النمو إلى %9 فيما نعيش اليوم مرحلة الصفر نمو. وبينما رمم لبنان الرسمي في تلك المرحلة علاقاته العربية والدولية يعود اليوم، ومع الأسف، إلى عزلة ما قبل العام 2008.
كلنا يعرف أن رأس المال جبان ولا يمكن له ان يستثمر في منطقة غير آمنة، فكيف يمكننا ان نطمح لاقتصاد يشبه اقتصاد "هونغ كونغ" فيما نمارس سياسة "هانوي" بامتياز؟ وكيف يمكننا تنفيذ الاصلاحات لإنجاح "سيدر" في ظل وجود فريق يستقوي على الدولة ويمنع تشكيل الحكومة ويتحكم بقرار حرب لبنان أو سلمه؟
الحل يكمن في العودة إلى "تحييد لبنان" والضغط على "حزب الله" من قبل جميع القوى من دون استثناء ليعود إلى تغليب لبنانيته على أي مصلحة أخرى، وهو الذي اعترف ان ماله وسلاحه ومستلزماته كافة تأتيه من إيران. حينها فقط يمكننا ان نستبشر خيرًا بنهوض اقتصادي وثورة في عالم الاقتصاد المنتج واقتصاد المعرفة.
بشارة خيرالله - مجلة الهديل - شباط 2019
إرسال تعليق