أَطْبَقَتْ العاصفة «نورما» على لبنان بعدما بلغتْ ذروتها أمس واقتادت البلاد، بثلوجها ورياحها العاتية وأمطارها الطوفانية، الى إقامةٍ جبرية انقطعتْ معها أوصال مناطق فيما حوّل فيضان الأنهر والسيول الجارفة مناطق أخرى «جزراً عائمة» ومعزولة، وسط أضرار متنقّلة كَشَفَتْ هشاشة البنى التحتية ولم تحجب اللوحات الخلابة التي رسمها الزائر الأبيض ابتداء من ارتفاع 500 متر وما فوق.
وجاء «زحفُ» الصقيع وعملية «مطاردة نورما» ومسارها ليزيح الأنظار عن الفشل المتمادي في تأليف الحكومة الجديدة التي ما زالت «في خبر كان» على حدّ قول رئيس البرلمان نبيه بري والتي جُمِّدت المفاوضات في شأنها بفعل «العواصف» السياسية المعلَنة كما المكتومة والتي تضمر صراعات على «الأمر لمَن» في مَفاصل القرار سواء المتّصل بلعبة السلطة وتوازنات النظام أو بالتموْضع الاستراتيجي للبنان.
وبدا واضحاً، ان الجميع سلّموا بأن لا حكومة جديدة في المدى المنظور وأقلّه قبل القمة التنموية الاقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت بعد 10 أيام، وسط تَوازُنٍ سلبي ارتسم من خلف الفيتوات المتبادلة على قاعدة «لا» من فريق الرئيس ميشال عون لحكومة لا يكون له فيها الثلث المعطّل باعتباره «نتيجةً طبيعية» لما أفرزتْه الانتخابات، و«لا» من «حزب الله» لنيْل هذا الفريق «المفتاح الذهبي» منفرداً في مجلس الوزراء، و«لا» من الرئيس المكلف سعد الحريري لفرْض أعراف من نوع توسيع الحكومة الى ما فوق 30 وزيراً والإخلال بالتوازنات الطائفية.
وتوقفت الأوساط عند تركيز قادة من «حزب الله» على دور الحريري بإيجاد حلّ لتمثيل «مجموعة الستة» وتالياً تصوير المشكلة على أنها في كنفه، في موازاة تولي قريبين من الحزب التصويب على رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل و«طموحاته الرئاسية» باعتبارها «المسبّب الخفي» لعقدة الثلث المعطّل وخلفياته المتصلة في جانب منها بما يشاع عن رغبة من باسيل في الحصول على ضمانات مبكّرة ذات صلة بالانتخابات الرئاسية.
وإذ كانت دوائر سياسية تطرح علامات استفهام حول إذا كان «أمر العمليات» بوجه الحريري في إطار التمهيد لقلْب الطاولة من «حزب الله» ربْطاً بمسارات إقليمية، كان لافتاً تأكيد المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل أن «لا قرار ولا نية عند قيادة الحزب بالهجوم على الرئيس المكلّف»، مشيراً إلى أن «الحزب لا يزال مقتنعاً رغم كل شيء بأن الحريري هو رئيس حكومة المرحلة»، معتبراً أن «المواقف الأخيرة لبعض المسؤولين ليسَت مؤشراً على وجود أمرِ عمليات بذلك».
وفي حين كان لافتاً ما نُقل عن وجود اتجاهٍ لدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «لدعوة القيادات المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة»، لم يكن ينقص لبنان سوى العاصفة الثلجية التي تضربه منذ السبت وتستمر حتى اليوم لتظهير مستوى قصور البنى التحتية عن تَحمُّل وزر عواصف طبيعية في ضوء «الاستقالة الرسمية» طوال أعوام عن تحديث هذه البنى التي تنتظر أموال مؤتمر «سيدر».
وفي ذروتها أمس، «قبضتْ نورما الهوجاء» (تجاوزت سرعة رياحها 90 كيلومتراً في الساعة وأدت الى أمواج بارتفاع 5 أمتار) على لبنان متسبّبةً بالمزيد من الانهيارات في الطرق الجبلية والسيول التي أغرقتْ مناطق عدّة وعزلت بعض القرى وأدت الى أعطال في التيار الكهربائي وسط قرار من وزير التربية مروان حماده بقفل كل المدارس اليوم بعدما كانت العطلة القسرية أمس جزئية.
وبينما فرض «الجنرال الأبيض» اتخاذ إجراءات «ردعية» مثل القطع الكلي لطريق ضهر البيدر أمام الآليات ابتداءً من الرابعة بعد الظهر وتالياً فصل محافظتيْ جبل لبنان والبقاع، أدتْ انجرافات التربة والانزلاقات في الطرق في بعض المناطق الى محاصرتها، فيما «غزتْ» الأمطار الغزيرة مداخل بيروت فتحوّلت الطرق الدولية أنهراً «سبحت» فيها السيارات (على غرار ما حصل في الاوزاعي وخلدة والضبية ومناطق داخلية عدة)، إضافة الى فيضان الأنهر التي انفجرت سيولاً دهمتْ أحياء في ضواحي بيروت وبلدات في الشمال والبقاع خصوصاً تاركة آثاراً كارثية على مخيمات النازحين السوريين، التي إما غرق بعضها أو «تجمّد» بفعل الثلوج التي اجتاحتْها كما في بلدة عرسال التي تؤوي نحو 80 ألف لاجئ.
وجاء «زحفُ» الصقيع وعملية «مطاردة نورما» ومسارها ليزيح الأنظار عن الفشل المتمادي في تأليف الحكومة الجديدة التي ما زالت «في خبر كان» على حدّ قول رئيس البرلمان نبيه بري والتي جُمِّدت المفاوضات في شأنها بفعل «العواصف» السياسية المعلَنة كما المكتومة والتي تضمر صراعات على «الأمر لمَن» في مَفاصل القرار سواء المتّصل بلعبة السلطة وتوازنات النظام أو بالتموْضع الاستراتيجي للبنان.
وبدا واضحاً، ان الجميع سلّموا بأن لا حكومة جديدة في المدى المنظور وأقلّه قبل القمة التنموية الاقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت بعد 10 أيام، وسط تَوازُنٍ سلبي ارتسم من خلف الفيتوات المتبادلة على قاعدة «لا» من فريق الرئيس ميشال عون لحكومة لا يكون له فيها الثلث المعطّل باعتباره «نتيجةً طبيعية» لما أفرزتْه الانتخابات، و«لا» من «حزب الله» لنيْل هذا الفريق «المفتاح الذهبي» منفرداً في مجلس الوزراء، و«لا» من الرئيس المكلف سعد الحريري لفرْض أعراف من نوع توسيع الحكومة الى ما فوق 30 وزيراً والإخلال بالتوازنات الطائفية.
وتوقفت الأوساط عند تركيز قادة من «حزب الله» على دور الحريري بإيجاد حلّ لتمثيل «مجموعة الستة» وتالياً تصوير المشكلة على أنها في كنفه، في موازاة تولي قريبين من الحزب التصويب على رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل و«طموحاته الرئاسية» باعتبارها «المسبّب الخفي» لعقدة الثلث المعطّل وخلفياته المتصلة في جانب منها بما يشاع عن رغبة من باسيل في الحصول على ضمانات مبكّرة ذات صلة بالانتخابات الرئاسية.
وإذ كانت دوائر سياسية تطرح علامات استفهام حول إذا كان «أمر العمليات» بوجه الحريري في إطار التمهيد لقلْب الطاولة من «حزب الله» ربْطاً بمسارات إقليمية، كان لافتاً تأكيد المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل أن «لا قرار ولا نية عند قيادة الحزب بالهجوم على الرئيس المكلّف»، مشيراً إلى أن «الحزب لا يزال مقتنعاً رغم كل شيء بأن الحريري هو رئيس حكومة المرحلة»، معتبراً أن «المواقف الأخيرة لبعض المسؤولين ليسَت مؤشراً على وجود أمرِ عمليات بذلك».
وفي حين كان لافتاً ما نُقل عن وجود اتجاهٍ لدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «لدعوة القيادات المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة»، لم يكن ينقص لبنان سوى العاصفة الثلجية التي تضربه منذ السبت وتستمر حتى اليوم لتظهير مستوى قصور البنى التحتية عن تَحمُّل وزر عواصف طبيعية في ضوء «الاستقالة الرسمية» طوال أعوام عن تحديث هذه البنى التي تنتظر أموال مؤتمر «سيدر».
وفي ذروتها أمس، «قبضتْ نورما الهوجاء» (تجاوزت سرعة رياحها 90 كيلومتراً في الساعة وأدت الى أمواج بارتفاع 5 أمتار) على لبنان متسبّبةً بالمزيد من الانهيارات في الطرق الجبلية والسيول التي أغرقتْ مناطق عدّة وعزلت بعض القرى وأدت الى أعطال في التيار الكهربائي وسط قرار من وزير التربية مروان حماده بقفل كل المدارس اليوم بعدما كانت العطلة القسرية أمس جزئية.
وبينما فرض «الجنرال الأبيض» اتخاذ إجراءات «ردعية» مثل القطع الكلي لطريق ضهر البيدر أمام الآليات ابتداءً من الرابعة بعد الظهر وتالياً فصل محافظتيْ جبل لبنان والبقاع، أدتْ انجرافات التربة والانزلاقات في الطرق في بعض المناطق الى محاصرتها، فيما «غزتْ» الأمطار الغزيرة مداخل بيروت فتحوّلت الطرق الدولية أنهراً «سبحت» فيها السيارات (على غرار ما حصل في الاوزاعي وخلدة والضبية ومناطق داخلية عدة)، إضافة الى فيضان الأنهر التي انفجرت سيولاً دهمتْ أحياء في ضواحي بيروت وبلدات في الشمال والبقاع خصوصاً تاركة آثاراً كارثية على مخيمات النازحين السوريين، التي إما غرق بعضها أو «تجمّد» بفعل الثلوج التي اجتاحتْها كما في بلدة عرسال التي تؤوي نحو 80 ألف لاجئ.
"الراي الكويتية" - 9 كانون الثاني 2019
إرسال تعليق