انشغلت الأوساط السياسية بالمصالحة المسيحية التي عُقدت بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في بكركي بعد زهاء ثلاث سنوات من مسار تقارب تصاعدي بين الجانبين أعقب قطيعة سياسية كرّستها مجزرة إهدن في العام 1978.
تفصل الأوساط السياسية المتابعة بين شكل المصالحة وتوقيتها وبين مضمونها، مشيرة الى أنّها في الشكل كانت مطلوبة لردم الهوّة بين القواعد الشعبية المؤيّدة للطرفين لا سيما في منطقة الشمال، إثر التشجّنات التي غالباً ما كانت تتكرّر في أكثر من منطقة على خلفية الخلاف بين المردة والقوات على المستوى السياسي وما تحتويه الذاكرة الجماعية من أحداث أليمة لم تُطوَ صفحتها حتّى الماضي القريب. أمّا في التوقيت فتلفت الأوساط عينها إلى أنّ لقاء المصالحة لم يأتِ من عبث في مرحلة استشعر فيها الطرفان ضرورة خلق دينامية مسيحية جديدة بعد سقوط اتفاق معراب سياسياً إثر الخلافات التي ألمّت بالعلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في الحكومة الأولى لعهد الرئيس ميشال عون والتي بيّنت استحالة انتفاء الخلاف السياسي بين الجانبين.
وتضيف الأوساط أنّ توقيت اللقاء الذي أراده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تحت عباءة بكركي، ليس منفصلا عن مضمونه لناحية الرسائل السياسية التي أُريد إيصالها الى أكثر من طرف داخلي، وتتلخّص بحسب هؤلاء بالآتي: أوّلا- أراد الطرفان أن يجسّدا من خلال لقاء المصالحة صورة جامعة لشخصيّتين مسيحيتين مارونيّتين بوجه طرف مسيحي ثالث هو التيار الوطني الحرّ وبشكل خاص رئيسه الوزير جبران باسيل لما لهما من تحفّظات مُعلنة على أسلوبه وشخصيّته وسياسته.
ثانيا- لا يغيب عن بال الطرفين من خلال هذه الخطوة استحقاق رئاسة الجمهورية في العام 2022 واحتدام التنافس بينهما كمرشّحين رئيسيين الى جانب الوزير جبران باسيل.
ثالثا- قد لا يغيب أيضا عن بال جعجع في مصالحته مع فرنجية، وهما المفترقان كلّ افتراق في السياسة الداخلية والاستراتيجية، أنّه يقدم بشكل غير مباشر على تلطيف الاجواء مع أفرقاء كثر في ما كان يسمّى لوقت غير بعيد بتحالف الثامن من آذار ببعديه المحلي والخارجي ولا سيما منه حزب الله. رابعا- يريد فرنجية أن يكرّس موقعه الوسطي في الداخل بغضّ النظر عن انتهاجه خطّا استراتيجيا مؤيّدا لمحور الممانعة بشكل علني، ولقاؤه مع جعجع يكرّس جزءا من هذه السياسة التي كانت قد تبلورت في ترشيح الرئيس سعد الحريري له قبل ثلاث سنوات الى منصب الرئاسة.
وإذ تتساءل الاوسط، انطلاقا من هذه المقاربة، عن مصير هذه المصالحة كلّما اقترب استحقاق الـ2022 وما إذا كانت ستنتهي مع السباق الى قصر بعبدا بالتنافس بين فرنجية وجعجع، تشير الى أنّ الدينامية التي تميّز شخصية باسيل والدور الذي لعبه ويلعبه على الساحة الداخلية لا سيما بعد تولّي العماد عون رئاسة الجمهورية تجعل منه رقما صعبا في المعادلة الوطنية ومرشّحا قويا الى قصر بعبدا في المرحلة المقبلة، مفنّدة محطّتين بارزتين غير بعيدتين عندما لعب باسيل دور المحرّك إبّان أزمة الرئيس الحريري في الرياض وما يلعبه اليوم من دور في إيجاد حلّ لعقدة تمثيل النواب السنّة في اللقاء التشاوري بوزير في الحكومة.
الى هذا الواقع، نجح باسيل، في نظر هؤلاء في الحفاظ على علاقته المتينة مع حزب الله وهو ما تجسّد بالجولة التي نظّمها لسفراء الدول الاجنبية بعد مزاعم اسرائيل باحتفاظ الحزب بصواريخ على تخوم مطار رفيق الحريري الدولي، كما أنّه نجح في الحفاظ على علاقة جيّدة مع الرئيس الحريري رغم كل ما قيل عن مطبّات اعترت العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ خلال أزمة تشكيل الحكومة. وتتعزّز هذه العلاقة من خلال التناغم والتوافق بين الحريري ورئيس الجمهورية.
تفصل الأوساط السياسية المتابعة بين شكل المصالحة وتوقيتها وبين مضمونها، مشيرة الى أنّها في الشكل كانت مطلوبة لردم الهوّة بين القواعد الشعبية المؤيّدة للطرفين لا سيما في منطقة الشمال، إثر التشجّنات التي غالباً ما كانت تتكرّر في أكثر من منطقة على خلفية الخلاف بين المردة والقوات على المستوى السياسي وما تحتويه الذاكرة الجماعية من أحداث أليمة لم تُطوَ صفحتها حتّى الماضي القريب. أمّا في التوقيت فتلفت الأوساط عينها إلى أنّ لقاء المصالحة لم يأتِ من عبث في مرحلة استشعر فيها الطرفان ضرورة خلق دينامية مسيحية جديدة بعد سقوط اتفاق معراب سياسياً إثر الخلافات التي ألمّت بالعلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في الحكومة الأولى لعهد الرئيس ميشال عون والتي بيّنت استحالة انتفاء الخلاف السياسي بين الجانبين.
وتضيف الأوساط أنّ توقيت اللقاء الذي أراده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تحت عباءة بكركي، ليس منفصلا عن مضمونه لناحية الرسائل السياسية التي أُريد إيصالها الى أكثر من طرف داخلي، وتتلخّص بحسب هؤلاء بالآتي: أوّلا- أراد الطرفان أن يجسّدا من خلال لقاء المصالحة صورة جامعة لشخصيّتين مسيحيتين مارونيّتين بوجه طرف مسيحي ثالث هو التيار الوطني الحرّ وبشكل خاص رئيسه الوزير جبران باسيل لما لهما من تحفّظات مُعلنة على أسلوبه وشخصيّته وسياسته.
ثانيا- لا يغيب عن بال الطرفين من خلال هذه الخطوة استحقاق رئاسة الجمهورية في العام 2022 واحتدام التنافس بينهما كمرشّحين رئيسيين الى جانب الوزير جبران باسيل.
ثالثا- قد لا يغيب أيضا عن بال جعجع في مصالحته مع فرنجية، وهما المفترقان كلّ افتراق في السياسة الداخلية والاستراتيجية، أنّه يقدم بشكل غير مباشر على تلطيف الاجواء مع أفرقاء كثر في ما كان يسمّى لوقت غير بعيد بتحالف الثامن من آذار ببعديه المحلي والخارجي ولا سيما منه حزب الله. رابعا- يريد فرنجية أن يكرّس موقعه الوسطي في الداخل بغضّ النظر عن انتهاجه خطّا استراتيجيا مؤيّدا لمحور الممانعة بشكل علني، ولقاؤه مع جعجع يكرّس جزءا من هذه السياسة التي كانت قد تبلورت في ترشيح الرئيس سعد الحريري له قبل ثلاث سنوات الى منصب الرئاسة.
وإذ تتساءل الاوسط، انطلاقا من هذه المقاربة، عن مصير هذه المصالحة كلّما اقترب استحقاق الـ2022 وما إذا كانت ستنتهي مع السباق الى قصر بعبدا بالتنافس بين فرنجية وجعجع، تشير الى أنّ الدينامية التي تميّز شخصية باسيل والدور الذي لعبه ويلعبه على الساحة الداخلية لا سيما بعد تولّي العماد عون رئاسة الجمهورية تجعل منه رقما صعبا في المعادلة الوطنية ومرشّحا قويا الى قصر بعبدا في المرحلة المقبلة، مفنّدة محطّتين بارزتين غير بعيدتين عندما لعب باسيل دور المحرّك إبّان أزمة الرئيس الحريري في الرياض وما يلعبه اليوم من دور في إيجاد حلّ لعقدة تمثيل النواب السنّة في اللقاء التشاوري بوزير في الحكومة.
الى هذا الواقع، نجح باسيل، في نظر هؤلاء في الحفاظ على علاقته المتينة مع حزب الله وهو ما تجسّد بالجولة التي نظّمها لسفراء الدول الاجنبية بعد مزاعم اسرائيل باحتفاظ الحزب بصواريخ على تخوم مطار رفيق الحريري الدولي، كما أنّه نجح في الحفاظ على علاقة جيّدة مع الرئيس الحريري رغم كل ما قيل عن مطبّات اعترت العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ خلال أزمة تشكيل الحكومة. وتتعزّز هذه العلاقة من خلال التناغم والتوافق بين الحريري ورئيس الجمهورية.
ميرا جزيني عساف - "اللواء" - 16 تشرين الثاني 2018
إرسال تعليق