ما زالت الأزمة الحكومية أسيرة التجاذبات الخفيّة بين القصر الجمهوري والقصر الحكومي، كما هي ضحية التسابق على الحصص داخل الحكومة العتيدة، ومع كل يوم يمر والبلاد من دون حكومة ترعى شؤون النّاس على أقل تقدير نزداد اقتراباً من الكارثة الكبرى، وانطلاقاً من هذا الواقع الخطير والمعقد في آن واحد أطلق رئيس حزب الكتائب المعارض لهذا النهج المتبع في إدارة الحكم صرخة عالية، داعياً الجميع إلى التوافق على تشكيل حكومة اختصاص حيادية تُسند إليها مسؤولية تجنيب لبنان الوقوع في الكارثة المحققة، وفقاً لخارطة الطريق التي وضعها حزب الكتائب والتي يعتبرها ضرورة ماسة للخروج من هذا الوضع المدمّر.
يقول الشيخ سامي الجميل لـ«اللواء» إنه إذا لم نتخذ خطوات إنقاذية على قدر الأزمة التي تعيشها البلاد حالياً، وإذا بقي الاختلاف بين الأفرقاء مستعراً على المحاصصة، وبقيت سائدة أيضاً سياسة «مرقلي تا مرقلك» أو الاتجاه كما قيل مؤخراً إلى تشكيل حكومة أكثرية ستكون النتائج كارثية.
ويضيف رئيس حزب الكتائب: بات المطلوب اليوم قبل الغد التركيز على تشكيل حكومة اختصاصيين لمعالجة كل القضايا العالقة والخطيرة على يد أناس ليس عندهم مصالح حزبية أو فئوية حتى يتمكنوا من معالجة الوضع وفق خطة مدروسة تترجم بموازنة حقيقية.
وفي ذات الوقت يدعو رئيس حزب الكتائب كل الكتل النيابية الى عقد اجتماع طارئ في المجلس النيابي يخصص لمعالجة الوضع الخطير الراهن في العمق، لأننا لا نستطيع أن نبقي هذا الوضع على ما هو عليه، ولا نستطيع التأجيل الى ما لا نهاية بل يجب ايجاد الحلول السريعة لتفادي الوقوع في الكارثة... لقد آن الأوان للبنانيين لأن يجلسوا معاً ويضعوا خطة إنقاذية حتى لا نبقى نعيش في دوامة الترقيع كما هو الحال بالنسبة إلى ترقيع الطرقات الرئيسية وغير الرئيسية.
ويضيف النائب سامي الجميل لـ«اللواء»: يقولون انه ليس وقتها الآن، فإذا لم يكن وقتها اليوم فمتى يكون.. هل عندما يصبح كل شيء «ماشي الحال»؟ فاليوم الحال ليس ماشياً ولا نستطيع أن نستمر في المعالجة المؤقتة.
إذاً، لا بدّ من حل ثابت، ومن هنا يأتي طرحنا لحكومة اختصاصيين بدلاً من الصراع القائم على حكومة بالزائد وحكومة بالناقص، وعلى وزير بالزائد ووزير بالناقص بينما البلد كلّه ينهار ونحن لا نقبل ولن نقبل بأن نستمر في مثل هذا الوضع، وعلى استعداد لأن نواجه.
ويجيب رئيس حزب الكتائب على القائلين باستحالة تأليف حكومة اختصاصيين تكون حيادية في ظل الاصطفاف السياسي والحزبي الحاصل بقوله: «لأنه ما زال تشكيل حكومة أخرى غير متوفر وهل البديل الأفضل ان نبقى بلا حكومة، وهل يسمح الوضع بذلك، وعلى كل حال، إذا كان «الشباب» يقصد غير الكتائب، متفقين مع بعضهم على ضرورة الانقاذ فليتركوا الأمر لهذه الحكومة - يقصد الاختصاصيين - وبعد ذلك بإمكانهم ان يسقطوها بعدما تنتهي مهمتها».
اما عمن يختار من وزراء هذه الحكومة التي يقترحها يقول الجميل «إن التوازن القائم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يُمكن ان يحسم هذا الأمر في حال إنوجدت النوايا الطيبة، وفي اعتقادي ان للاثنين مصلحة في مثل هذه الحكومة لأن السقوط المدوي سيكونان هما أوّل من يدفع ثمنه، وإذا كان هناك من يعتقد انه لن يدفع الثمن فهو مخطئ على اعتبار انه عندما يسقط الهيكل، يسقط على رؤوس الجميع وأي تفكير اناني في هذا الظرف هو جريمة بحق البلد».
وسأل الجميع ماذا ينتظرون ليعودوا إلى خريطة الطريق التي رسمناها، وإلى القضايا التي حذرنا من وقوعها، ووقعت، فغلاء المعيشة على سبيل المثال ارتفع بنسبة 7.5٪ كما تقول إدارة الاحصاء المركزي التابعة للدولة، ومن هنا نقول ان الإصلاحات التي طلبت من الدولة في مؤتمر «سيدر» طُلبت منها في مؤتمري باريس-2 وباريس-3 وفي اجتماعات لجنة المال والموازنة وبالتالي فإنها ليست بجديدة ولو كانت هناك جدية عند أهل السلطة لكانت عولجت على يد الحكومة السابقة حتى بتنا اليوم امام أمرين إما ان نقبل بأن يغلبنا الواقع وننتظر الكارثة، وإما علينا ان نستمر في الكفاح ووضع الحلول التي نقتنع بها بعيداً عن الحسابات الضيقة.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يخشى أن تشكّل دعوته الكتل النيابية إلى حوار في مجلس النواب يفتح الباب امام المؤتمر التأسيسي يقول رئيس حزب الكتائب: «أنا لا أرى بديلا عن الحوار في ظل الخطر الذي تعيشه البلد، ولذلك لا اخشى من ان يكون هناك تعرض للدستور الا في حالة حصول حرب لا سمح الله، وأنا اعتقد ان الخبث السياسي والتأجيل هما اللذان يوصلان إلى ما تقوله ولهذا السبب اقترح الحوار ضمن الأُطر الدستورية».
وفي كل الأحوال، يرى رئيس حزب الكتائب ان القرار السياسي أصبح ممسوكاً نتيجة التنازلات التي قدمت، وهذا من شأنه ان يجعلنا ندفع الثمن اليوم، ولهذا كلّه أجدد القول بأنه بات من الضرورة العودة إلى تحييد لبنان وحمايته من أي انجرار. اما ان يقال بأن رئيس الجمهورية يشدنا بمواقفه نحو محور حزب الله، فإن موقفه منذ زمن وقبل ان يُنتخب رئيساً معروف وواضح، وأنا لم افاجأ به، ولكن المؤسف انه أصبح اليوم موقفا رسمياً للدولة اللبنانية، وهذا يدل بوضوح على ان رئيس الجمهورية هو في بعض المجالات يكون طرفاً سياسياً.
ويرى الشيخ سامي ان ما يحصل اليوم من مشاورات حول تشكيل الحكومة يصب في مصلحة فريق 8 آذار بحيث يحصل على الثلثين، وهذا من الأسباب التي جعلتني اقترح حكومة اختصاصيين. اما عمّا يقال من ان الكتائب تتقرّب من «التيار الوطني الحر» بهدف إقامة تحالف في وجه تحالف «القوات» و«المردة» فينفي الجميل أي وجود لمثل هذا الأمر ويقول «هذا الكلام ليس له أي مصداقية لأننا لسنا بأي وارد لعمل اصطفاف سياسي ذلك لأننا اساساً لسنا مع النهج الحالي ولنا مشكلة مع ادائه، ولا مبالاته بمستقبل هذا البلد، وبالتالي نحن لسنا في وارد ان نكون في أي اصطفاف وسنظل مستقلين، لكننا على استعداد للتعاون مع أي طرح يصب في ما نطرحه ونعتبره للمصلحة الوطنية».
ولا ينسى الجميّل في هذا السياق ان يُعيد التذكير بالمبادئ التي تؤمن بها الكتائب وهي السيادة الكاملة واللامركزية الإدارية وحياد لبنان وتطوير آلياته الدستورية، ليقول: «إننا مستعدون لأن نمد يدنا لمن يؤمن بهذه المبادئ، كما هو الحال بالنسبة إلى التفاوض القائم حالياً بيننا وبين «التيار الوطني الحر» على اللامركزية الإدارية، مع استمرار عدم تلاقينا مع التيار نفسه حول موضوع المحاصصة بوصفه يُشكّل جزءاً أساسياً من هذه المحاصصة، بينما نحن لسنا جزءاً من هذه المحاصصة، ولا نرضى بأن نكون كذلك لأن ذلك يعني الاستسلام».
اما بالنسبة إلى المسرحية الأخيرة حول وجود مخزن صواريخ لحزب الله قرب مطار رفيق الحريري الدولي والتهديد الذي اطلقه بنيامين نتنياهو فيقول «يجب علينا ان نكون صفا واحدا عندما يتعرّض لبنان لأي تهديد من أي كان، ونحن كحزب كتائب نقف وراء الجيش اللبناني الذي لنا ملء الثقة به للدفاع عن لبنان في حال تعرض إلى أي تهديد ومع حصرية السلاح بيد الدولة ومع حقها وحدها في اتخاذ قرار الحرب والسلم».
وأخيراً، أكّد الجميل عدم خوفه على حزبه وقال: نحن حزب نضالي ولسنا حزباً تقليدياً يسعى وراء السلطة، ونحن قدمنا تضحيات كبيرة من أجل هذا الوطن بعيداً عن أية حسابات مصلحية ضيّقة، وانطلاقاً من ذلك نرى اننا باقون في نضالنا من أجل مصلحة الوطن ولن نتراجع ونتساهل.
يقول الشيخ سامي الجميل لـ«اللواء» إنه إذا لم نتخذ خطوات إنقاذية على قدر الأزمة التي تعيشها البلاد حالياً، وإذا بقي الاختلاف بين الأفرقاء مستعراً على المحاصصة، وبقيت سائدة أيضاً سياسة «مرقلي تا مرقلك» أو الاتجاه كما قيل مؤخراً إلى تشكيل حكومة أكثرية ستكون النتائج كارثية.
ويضيف رئيس حزب الكتائب: بات المطلوب اليوم قبل الغد التركيز على تشكيل حكومة اختصاصيين لمعالجة كل القضايا العالقة والخطيرة على يد أناس ليس عندهم مصالح حزبية أو فئوية حتى يتمكنوا من معالجة الوضع وفق خطة مدروسة تترجم بموازنة حقيقية.
وفي ذات الوقت يدعو رئيس حزب الكتائب كل الكتل النيابية الى عقد اجتماع طارئ في المجلس النيابي يخصص لمعالجة الوضع الخطير الراهن في العمق، لأننا لا نستطيع أن نبقي هذا الوضع على ما هو عليه، ولا نستطيع التأجيل الى ما لا نهاية بل يجب ايجاد الحلول السريعة لتفادي الوقوع في الكارثة... لقد آن الأوان للبنانيين لأن يجلسوا معاً ويضعوا خطة إنقاذية حتى لا نبقى نعيش في دوامة الترقيع كما هو الحال بالنسبة إلى ترقيع الطرقات الرئيسية وغير الرئيسية.
ويضيف النائب سامي الجميل لـ«اللواء»: يقولون انه ليس وقتها الآن، فإذا لم يكن وقتها اليوم فمتى يكون.. هل عندما يصبح كل شيء «ماشي الحال»؟ فاليوم الحال ليس ماشياً ولا نستطيع أن نستمر في المعالجة المؤقتة.
إذاً، لا بدّ من حل ثابت، ومن هنا يأتي طرحنا لحكومة اختصاصيين بدلاً من الصراع القائم على حكومة بالزائد وحكومة بالناقص، وعلى وزير بالزائد ووزير بالناقص بينما البلد كلّه ينهار ونحن لا نقبل ولن نقبل بأن نستمر في مثل هذا الوضع، وعلى استعداد لأن نواجه.
ويجيب رئيس حزب الكتائب على القائلين باستحالة تأليف حكومة اختصاصيين تكون حيادية في ظل الاصطفاف السياسي والحزبي الحاصل بقوله: «لأنه ما زال تشكيل حكومة أخرى غير متوفر وهل البديل الأفضل ان نبقى بلا حكومة، وهل يسمح الوضع بذلك، وعلى كل حال، إذا كان «الشباب» يقصد غير الكتائب، متفقين مع بعضهم على ضرورة الانقاذ فليتركوا الأمر لهذه الحكومة - يقصد الاختصاصيين - وبعد ذلك بإمكانهم ان يسقطوها بعدما تنتهي مهمتها».
اما عمن يختار من وزراء هذه الحكومة التي يقترحها يقول الجميل «إن التوازن القائم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يُمكن ان يحسم هذا الأمر في حال إنوجدت النوايا الطيبة، وفي اعتقادي ان للاثنين مصلحة في مثل هذه الحكومة لأن السقوط المدوي سيكونان هما أوّل من يدفع ثمنه، وإذا كان هناك من يعتقد انه لن يدفع الثمن فهو مخطئ على اعتبار انه عندما يسقط الهيكل، يسقط على رؤوس الجميع وأي تفكير اناني في هذا الظرف هو جريمة بحق البلد».
وسأل الجميع ماذا ينتظرون ليعودوا إلى خريطة الطريق التي رسمناها، وإلى القضايا التي حذرنا من وقوعها، ووقعت، فغلاء المعيشة على سبيل المثال ارتفع بنسبة 7.5٪ كما تقول إدارة الاحصاء المركزي التابعة للدولة، ومن هنا نقول ان الإصلاحات التي طلبت من الدولة في مؤتمر «سيدر» طُلبت منها في مؤتمري باريس-2 وباريس-3 وفي اجتماعات لجنة المال والموازنة وبالتالي فإنها ليست بجديدة ولو كانت هناك جدية عند أهل السلطة لكانت عولجت على يد الحكومة السابقة حتى بتنا اليوم امام أمرين إما ان نقبل بأن يغلبنا الواقع وننتظر الكارثة، وإما علينا ان نستمر في الكفاح ووضع الحلول التي نقتنع بها بعيداً عن الحسابات الضيقة.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يخشى أن تشكّل دعوته الكتل النيابية إلى حوار في مجلس النواب يفتح الباب امام المؤتمر التأسيسي يقول رئيس حزب الكتائب: «أنا لا أرى بديلا عن الحوار في ظل الخطر الذي تعيشه البلد، ولذلك لا اخشى من ان يكون هناك تعرض للدستور الا في حالة حصول حرب لا سمح الله، وأنا اعتقد ان الخبث السياسي والتأجيل هما اللذان يوصلان إلى ما تقوله ولهذا السبب اقترح الحوار ضمن الأُطر الدستورية».
وفي كل الأحوال، يرى رئيس حزب الكتائب ان القرار السياسي أصبح ممسوكاً نتيجة التنازلات التي قدمت، وهذا من شأنه ان يجعلنا ندفع الثمن اليوم، ولهذا كلّه أجدد القول بأنه بات من الضرورة العودة إلى تحييد لبنان وحمايته من أي انجرار. اما ان يقال بأن رئيس الجمهورية يشدنا بمواقفه نحو محور حزب الله، فإن موقفه منذ زمن وقبل ان يُنتخب رئيساً معروف وواضح، وأنا لم افاجأ به، ولكن المؤسف انه أصبح اليوم موقفا رسمياً للدولة اللبنانية، وهذا يدل بوضوح على ان رئيس الجمهورية هو في بعض المجالات يكون طرفاً سياسياً.
ويرى الشيخ سامي ان ما يحصل اليوم من مشاورات حول تشكيل الحكومة يصب في مصلحة فريق 8 آذار بحيث يحصل على الثلثين، وهذا من الأسباب التي جعلتني اقترح حكومة اختصاصيين. اما عمّا يقال من ان الكتائب تتقرّب من «التيار الوطني الحر» بهدف إقامة تحالف في وجه تحالف «القوات» و«المردة» فينفي الجميل أي وجود لمثل هذا الأمر ويقول «هذا الكلام ليس له أي مصداقية لأننا لسنا بأي وارد لعمل اصطفاف سياسي ذلك لأننا اساساً لسنا مع النهج الحالي ولنا مشكلة مع ادائه، ولا مبالاته بمستقبل هذا البلد، وبالتالي نحن لسنا في وارد ان نكون في أي اصطفاف وسنظل مستقلين، لكننا على استعداد للتعاون مع أي طرح يصب في ما نطرحه ونعتبره للمصلحة الوطنية».
ولا ينسى الجميّل في هذا السياق ان يُعيد التذكير بالمبادئ التي تؤمن بها الكتائب وهي السيادة الكاملة واللامركزية الإدارية وحياد لبنان وتطوير آلياته الدستورية، ليقول: «إننا مستعدون لأن نمد يدنا لمن يؤمن بهذه المبادئ، كما هو الحال بالنسبة إلى التفاوض القائم حالياً بيننا وبين «التيار الوطني الحر» على اللامركزية الإدارية، مع استمرار عدم تلاقينا مع التيار نفسه حول موضوع المحاصصة بوصفه يُشكّل جزءاً أساسياً من هذه المحاصصة، بينما نحن لسنا جزءاً من هذه المحاصصة، ولا نرضى بأن نكون كذلك لأن ذلك يعني الاستسلام».
اما بالنسبة إلى المسرحية الأخيرة حول وجود مخزن صواريخ لحزب الله قرب مطار رفيق الحريري الدولي والتهديد الذي اطلقه بنيامين نتنياهو فيقول «يجب علينا ان نكون صفا واحدا عندما يتعرّض لبنان لأي تهديد من أي كان، ونحن كحزب كتائب نقف وراء الجيش اللبناني الذي لنا ملء الثقة به للدفاع عن لبنان في حال تعرض إلى أي تهديد ومع حصرية السلاح بيد الدولة ومع حقها وحدها في اتخاذ قرار الحرب والسلم».
وأخيراً، أكّد الجميل عدم خوفه على حزبه وقال: نحن حزب نضالي ولسنا حزباً تقليدياً يسعى وراء السلطة، ونحن قدمنا تضحيات كبيرة من أجل هذا الوطن بعيداً عن أية حسابات مصلحية ضيّقة، وانطلاقاً من ذلك نرى اننا باقون في نضالنا من أجل مصلحة الوطن ولن نتراجع ونتساهل.
عامر مشموشي - "اللواء" - 4 تشرين الأول 2018
إرسال تعليق