0
لن «يَستريحَ» ملفُّ تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان رغم مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غداً الى ارمينيا للمشاركة في القمة الفرنكوفونية وارتباط الرئيس المكلف سعد الحريري بمحطة خارجية قصيرة.


وتنتظر القوى السياسية أن يعود «الكلام الجدي» حيال مسار التأليف بعد عودة عون يوم الجمعة ليتّضح في ضوء ذلك أفق هذا الملف الذي حَكَمَه منذ إطلالة الحريري الأخيرة و«وعْده» بإمكان تشكيل الحكومة خلال نحو عشرة أيام، مناخان «يسيران معاً»: الأوّل يشي بأن ما يجري هو على طريقة «حرَكة بلا برَكة». والمناخ الثاني يُبقي على التفاؤل بأن ولادة الحكومة باتت قريبة وان ما تشهده «حلبة التأليف» هو آخر جولات «المصارعة» حول نوعية الحقائب بعدما جرى إنجاز «الهيكل العظمي» للحكومة الثلاثينية وتوازناتها الرئيسية.


ويتسلّح الذين يميلون الى الاعتقاد بأن «الفرَج» الحكومي لم يعد بعيداً وبأن «مكعب روبيك» يقترب من انتظام ألوانه، بمواقف مرنة تصاعُدية من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي أتْبَع قراءته «الايجابية» للمواقف الأخيرة لرئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل بتغريدة أمس أوحت بجهوزيته للتنازل على ضفة عقدة التمثيل الدرزي من ضمن صيغة توافقية مع الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وتُرضي عون، اذ قال: «كفى بناء قصور من ورق. ان الظروف لا تسمح بهذا الترف وعداد الدين يزداد في كل لحظة نتيجة الهدر والفساد وتراكم الدين والصرف العشوائي. ما من أحد او مؤتمر ليُنْقِذنا. التسوية ضرورية ولا عيب في التنازل من أجل الوطن».


وفي رأي أوساط سياسية، فان »المشهد الجديد الذي أفرزتْه الانتخابات النيابية التي جعلت «حزب الله» يتقدّم بقوة في الوضع الداخلي وهذه المرّة «بالنظام»، معطوفاً على المخاطر المرتفعة للواقعين الاقتصادي والمالي تجعل حدود لعبة المناورات محكومةً بـ «خطوط حمر» تستوْجب بتّ الملف الحكومي بأسرع وقت وبمعايير تُطمْئن المجتمعين العربي والدولي وهو ما يتمسك به الحريري عبر الحرص على تمثيلٍ وازن (عدد وزراء وحقائب) لـ «القوات» و«التقدمي»، لأن ترْك الأزمة تتفاعل وتتمدّد قد ينقل الواقع اللبناني برمّته الى وضعيةٍ تفجيرية جرى تجنيبه إياها في الأعوام الماضية بعدما بات الصراع الكبير يدور في «ملاعب نار» أكبر في المنطقة ومن ضمن مواجهات «بلا قفازات» بين اللاعبين الكبار».

"الراي الكويتية" - 9 تشرين الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top