في أسبوع واحد، أطل جبران باسيل مرتين. الإطلالتان مدروستان توقيتاً ومضموناً. هو أراد بكل وضوح أن يضع خطاً فاصلاً بين مرحلتين:
١-أولى حفلت بالمناورات المكشوفة لتضخيم احجام وتقليص أخرى، بغية وصول القوى المناوِرة الى ما تعتبره «حقاً وزارياً بضمانة نتائج الانتخابات النيابية».
٢-وثانية هي في الحقيقة نتيجة بلوغ النضوح الحكومي، حيث توضّحت المناورات وتكشّفت الاحجام وفُصِل الغثّ عن السمين.
أراد باسيل في الاطلالتين إيضاح هذه الصورة تحديدا. لا وقت بعد اليوم لمناورات الخداع والتضليل، وخصوصا البروباغندا بنسخها الغبية.
من تسنى اللقاء به بين الاطلالتين، وجده صافي الذهن وعلى يقين بأن كلامه لا بد أن يسرّع الولادة الحكومية.
لماذا؟
هو رسم خطاً سميكاً أحمر بين المرحلتين سيسهم ايجاباً في تصفية النوايا .. والمناورات، بما يساعد رئيس الحكومة المكلف في الإنطلاق نحو خط النهاية، متحررا من الاغلال والاثقال التي حملها وحُمِّل بها على مدى الاشهر الفائتة.
من هذه الأثقال ما حمله سعد الحريري طوعا، ومنها ما فرضته عليه معادلات داخلية وخارجية، إختار ان يحملها كلها، رغبة منه في تسهيل التشكيل.
أصاب باسيل هدفه في المرتين. ظنّ الحريري او صُوِّر له أنه المستهدف منهما.
الحقيقة ان المستهدف الوحيد هو من ناور وضخّم حجمه وأفاد من البروباغندا ليصيغ ذاته ضحية جبران باسيل، رائد الإقصاء وسيّده!
المناوِر الاكبر هنا هو القوات اللبنانية. لذا كان باسيل واضحا وقاطعا في التصويب على إستراتيجيتها القائمة على إلتحاف ثوب الضحية (!)، وتكبير حجم المطالب كي تصل في نهايتها الى مطلب الوزراء الأربعة، بحيث يصير في قدرتها القول إنها ضحّت من أجل تسهيل التشكيل فتصير عرابة الولادة الحكومية. وهو ما فعلته، بدءا من مطالبتها بستة وزارات فخمسة، إنتهاء بالمطلب الحقيقي.
ما فعله باسيل هو أنه كشف للرأي العام هذه الحقيقة (غير) العرجاء، فإستجلب لنفسه ولقواعد التيار الوطني الحر، وخصوصاً رئيس الجمهورية، الغضب الكبير.
إتضح بنتيجة هذا الأمر، أن أعلنت القوات اللبنانية حقيقة موقفها من حصة الرئيس. هي أنكرت عليه هذا الحق (بيان فادي سعد الذي عاب على ميشال عون المطالبة بحصة رئاسية وهو الذي أنكرها سابقا على ميشال سليمان، في حين ان الحقيقة تكمن في ان عون طلب ادراجها في الدستور وتكريسها حقا رئاسيا لا عرفا ولا -والأهم- تسوّلا)، المكرّس أصلا في تفاهم معراب ووثيقته السياسية التي تطالب القوات مع كل طلعة ضو بإحترامها وإلتزام بنودها!
باح باسيل بالمثير لمن إلتقاهم بين الإطلالتين. إستفاض في تفسير ما قاله في المؤتمر الصحافي، من غير ان يحجب اشد استغرابه من اتهامه بعرقلة العهد!
أ-فنّد المعيار الماتيماتيكي المحض الذي وضعه (وزير لكل ٥ نواب)، حيث لا تذاكٍ ولا سلب حقوق. وهذه المعادلة الوحيدة القادرة على إنتاج حكومة سوية من ٣٠ وزيراً تحتوي كل القوى وتمثّلها تمثيلاً نسبياً عادلاً بلا غبن او تضخيم.
ب-شرح اهداف الحملة الممنهجة الذي يتعرض لها، داخليا واسرائيليا وخارجيا، إثر فضحه نوايا بنيامين نتانياهو ومراميه، وكشف الكثير من الوقائع مما لا يحتمل النشر نظرا الى دقة الموضوع وحساسيته وإرتداداته. شيء واحد قد يصلح للنشر: ثمة تقاطع محلي -اسرائيلي واضح المعالم.
ج-تحدث عن مضمون لقاءاته في الأمم المتحدة، وتحديدا مع دايفيد ساترفيلد. النتيجة مطمئنة نسبيا في ملف النازحين ومقلقة كثيرا مما هو آتٍ من ضغط داخلي وخارجي. اما مع الملك الاردني فمعبر نصيب كان له النصيب الاهم في اللقاء.
د-تناول الدعوات الى القمة العربية الاقتصادية في كانون الثاني المقبل، متوقفا تحديدا عند مسألة سوريا.
هـ-تطرق الى الرغبة الفرنسية التي وصلته في ان يكون حاضرا في لقاء القمة بين ميشال عون وايمانويل ماكرون. الامر الذي حرص على حصوله امس رغم زحمة مواعيده في الكويت فالأردن حيث اودع تباعا الامير والملك الدعوتين بإسم رئيس الجمهورية.
و- (قد تكون النقطة الأهم)رفض رفضا قاطعا اي غمز او لمز عن علاقته بسعد الحريري، لا قبل التفاهم ولا بعده، ولا خصوصا في مرحلة محنته في تشرين ٢٠١٧. يزداد حرصه على تمتين هذه العلاقة وتصليبها. لماذا؟ هذه قصة أخرى قائمة بحد ذاتها، تروى في وقتها!
١-أولى حفلت بالمناورات المكشوفة لتضخيم احجام وتقليص أخرى، بغية وصول القوى المناوِرة الى ما تعتبره «حقاً وزارياً بضمانة نتائج الانتخابات النيابية».
٢-وثانية هي في الحقيقة نتيجة بلوغ النضوح الحكومي، حيث توضّحت المناورات وتكشّفت الاحجام وفُصِل الغثّ عن السمين.
أراد باسيل في الاطلالتين إيضاح هذه الصورة تحديدا. لا وقت بعد اليوم لمناورات الخداع والتضليل، وخصوصا البروباغندا بنسخها الغبية.
من تسنى اللقاء به بين الاطلالتين، وجده صافي الذهن وعلى يقين بأن كلامه لا بد أن يسرّع الولادة الحكومية.
لماذا؟
هو رسم خطاً سميكاً أحمر بين المرحلتين سيسهم ايجاباً في تصفية النوايا .. والمناورات، بما يساعد رئيس الحكومة المكلف في الإنطلاق نحو خط النهاية، متحررا من الاغلال والاثقال التي حملها وحُمِّل بها على مدى الاشهر الفائتة.
من هذه الأثقال ما حمله سعد الحريري طوعا، ومنها ما فرضته عليه معادلات داخلية وخارجية، إختار ان يحملها كلها، رغبة منه في تسهيل التشكيل.
أصاب باسيل هدفه في المرتين. ظنّ الحريري او صُوِّر له أنه المستهدف منهما.
الحقيقة ان المستهدف الوحيد هو من ناور وضخّم حجمه وأفاد من البروباغندا ليصيغ ذاته ضحية جبران باسيل، رائد الإقصاء وسيّده!
المناوِر الاكبر هنا هو القوات اللبنانية. لذا كان باسيل واضحا وقاطعا في التصويب على إستراتيجيتها القائمة على إلتحاف ثوب الضحية (!)، وتكبير حجم المطالب كي تصل في نهايتها الى مطلب الوزراء الأربعة، بحيث يصير في قدرتها القول إنها ضحّت من أجل تسهيل التشكيل فتصير عرابة الولادة الحكومية. وهو ما فعلته، بدءا من مطالبتها بستة وزارات فخمسة، إنتهاء بالمطلب الحقيقي.
ما فعله باسيل هو أنه كشف للرأي العام هذه الحقيقة (غير) العرجاء، فإستجلب لنفسه ولقواعد التيار الوطني الحر، وخصوصاً رئيس الجمهورية، الغضب الكبير.
إتضح بنتيجة هذا الأمر، أن أعلنت القوات اللبنانية حقيقة موقفها من حصة الرئيس. هي أنكرت عليه هذا الحق (بيان فادي سعد الذي عاب على ميشال عون المطالبة بحصة رئاسية وهو الذي أنكرها سابقا على ميشال سليمان، في حين ان الحقيقة تكمن في ان عون طلب ادراجها في الدستور وتكريسها حقا رئاسيا لا عرفا ولا -والأهم- تسوّلا)، المكرّس أصلا في تفاهم معراب ووثيقته السياسية التي تطالب القوات مع كل طلعة ضو بإحترامها وإلتزام بنودها!
باح باسيل بالمثير لمن إلتقاهم بين الإطلالتين. إستفاض في تفسير ما قاله في المؤتمر الصحافي، من غير ان يحجب اشد استغرابه من اتهامه بعرقلة العهد!
أ-فنّد المعيار الماتيماتيكي المحض الذي وضعه (وزير لكل ٥ نواب)، حيث لا تذاكٍ ولا سلب حقوق. وهذه المعادلة الوحيدة القادرة على إنتاج حكومة سوية من ٣٠ وزيراً تحتوي كل القوى وتمثّلها تمثيلاً نسبياً عادلاً بلا غبن او تضخيم.
ب-شرح اهداف الحملة الممنهجة الذي يتعرض لها، داخليا واسرائيليا وخارجيا، إثر فضحه نوايا بنيامين نتانياهو ومراميه، وكشف الكثير من الوقائع مما لا يحتمل النشر نظرا الى دقة الموضوع وحساسيته وإرتداداته. شيء واحد قد يصلح للنشر: ثمة تقاطع محلي -اسرائيلي واضح المعالم.
ج-تحدث عن مضمون لقاءاته في الأمم المتحدة، وتحديدا مع دايفيد ساترفيلد. النتيجة مطمئنة نسبيا في ملف النازحين ومقلقة كثيرا مما هو آتٍ من ضغط داخلي وخارجي. اما مع الملك الاردني فمعبر نصيب كان له النصيب الاهم في اللقاء.
د-تناول الدعوات الى القمة العربية الاقتصادية في كانون الثاني المقبل، متوقفا تحديدا عند مسألة سوريا.
هـ-تطرق الى الرغبة الفرنسية التي وصلته في ان يكون حاضرا في لقاء القمة بين ميشال عون وايمانويل ماكرون. الامر الذي حرص على حصوله امس رغم زحمة مواعيده في الكويت فالأردن حيث اودع تباعا الامير والملك الدعوتين بإسم رئيس الجمهورية.
و- (قد تكون النقطة الأهم)رفض رفضا قاطعا اي غمز او لمز عن علاقته بسعد الحريري، لا قبل التفاهم ولا بعده، ولا خصوصا في مرحلة محنته في تشرين ٢٠١٧. يزداد حرصه على تمتين هذه العلاقة وتصليبها. لماذا؟ هذه قصة أخرى قائمة بحد ذاتها، تروى في وقتها!
أنطوان الأسمر - "اللواء" - 13 تشرين الأول 2018
إرسال تعليق