أكثر من 4 أشهر وعملية تأليف الحكومة تدور في حلقة مفرغة، وسط تبادل الشروط والاتهامات وتقاذف كرة المسؤولية.
فجأة تتبدل الأجواء وتهدأ السجالات، تحل المرونة محل التشنج ويظهر الكل استعدادا لتقديم تسهيلات وتنازلات وتقديم تضحيات. «شو عدا ما بدا»؟! ولماذا حدث هذا التحول وفتحت الطريق أمام الحكومة؟! عندما يسأل الرئيس نبيه بري عن أسباب هذا التحول الإيجابي الذي طرأ على خط التأليف، يرد السبب الى الوضع الاقتصادي الصعب والحرج، والى استشعار الجميع هذا «الخطر المحدق بوضعنا واقتصادنا». ويقول بري إنه من الأساس لم يكن مقتنعا بوجود عقد خارجية معطلة للتأليف، بدليل أن العقد التي ظهرت منذ البداية هي نفسها ويجري العمل على تذليلها». رأي الرئيس بري ليس بالضرورة أن يكون هو الرأي السائد والمعتمد، وهناك جهات سياسية لا تغفل، لـ «الأنباء«، أهمية العامل الخارجي وتأثيره، وفي تقديرها أن هناك منها إشارات خارجية أساسية تقاطعت على تسهيل تأليف الحكومة سريعا:
1 ـ رغبة إيران في تسريع الحصول على تغطية لبنانية رسمية مع انطلاق الجيل الجديد من العقوبات الأميركية في 4 نوفمبر المقبل. وما تريده طهران وحلفاؤها هو فقط وجود الحكومة اللبنانية الفاعلة، برئاسة الحريري، لما يمثله من تغطية ورصيد عربيا ودوليا، في موازاة التغطية التي يوفرها رئيس الجمهورية ميشال عون.
2 ـ مخاوف الأوروبيين، والفرنسيين تحديدا، من تداعيات أي انهيار للاستقرار اللبناني، وخصوصا على المستويين السياسي والاقتصادي. فذلك يمكن أن يؤدي إلى تحويل لبنان الى بؤرة فوضى إضافية غير محسوبة في الشرق الأوسط، تنعكس فلتانا في الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين عبر المتوسط إلى أوروبا. وهو ما أبلغه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى نظيره اللبناني في يريفان أخيرا.
وهذه المخاوف الخارجية جاءت في الوقت المناسب لبنانيا، لأنها التقت مع مخاوف متزايدة من انهيار اقتصادي ومالي ونقدي من شأنه أن يخلط الأوراق جذريا على الساحة اللبنانية. كذلك تتزامن هذه المخاوف مع رغبة رئيس الجمهورية في تحقيق إنجاز في الملف الحكومي قبل 30 الجاري، ذكرى العامين على توليه مقاليد الحكم.
مرجع سياسي رفيع سئل عن سبب تأخير ولادة الحكومة ما دام حل العقد لم يكن بهذه الصعوبة؟ فأجاب: «انظروا الى العراق». ودعا الى ترقب المسار السياسي هناك لتلمس ولادة الحكومة في لبنان. وتوقع تزامنا بين ولادة الحكومتين في لبنان والعراق، علما أن بغداد أعلنت أن حكومتها ستعلن خلال 72 ساعة. وقلل المرجع من أهمية ما يتردد من أن ما يحصل في السعودية والعقوبات على حزب الله لهما علاقة بالإسراع في تأليف الحكومة.
فجأة تتبدل الأجواء وتهدأ السجالات، تحل المرونة محل التشنج ويظهر الكل استعدادا لتقديم تسهيلات وتنازلات وتقديم تضحيات. «شو عدا ما بدا»؟! ولماذا حدث هذا التحول وفتحت الطريق أمام الحكومة؟! عندما يسأل الرئيس نبيه بري عن أسباب هذا التحول الإيجابي الذي طرأ على خط التأليف، يرد السبب الى الوضع الاقتصادي الصعب والحرج، والى استشعار الجميع هذا «الخطر المحدق بوضعنا واقتصادنا». ويقول بري إنه من الأساس لم يكن مقتنعا بوجود عقد خارجية معطلة للتأليف، بدليل أن العقد التي ظهرت منذ البداية هي نفسها ويجري العمل على تذليلها». رأي الرئيس بري ليس بالضرورة أن يكون هو الرأي السائد والمعتمد، وهناك جهات سياسية لا تغفل، لـ «الأنباء«، أهمية العامل الخارجي وتأثيره، وفي تقديرها أن هناك منها إشارات خارجية أساسية تقاطعت على تسهيل تأليف الحكومة سريعا:
1 ـ رغبة إيران في تسريع الحصول على تغطية لبنانية رسمية مع انطلاق الجيل الجديد من العقوبات الأميركية في 4 نوفمبر المقبل. وما تريده طهران وحلفاؤها هو فقط وجود الحكومة اللبنانية الفاعلة، برئاسة الحريري، لما يمثله من تغطية ورصيد عربيا ودوليا، في موازاة التغطية التي يوفرها رئيس الجمهورية ميشال عون.
2 ـ مخاوف الأوروبيين، والفرنسيين تحديدا، من تداعيات أي انهيار للاستقرار اللبناني، وخصوصا على المستويين السياسي والاقتصادي. فذلك يمكن أن يؤدي إلى تحويل لبنان الى بؤرة فوضى إضافية غير محسوبة في الشرق الأوسط، تنعكس فلتانا في الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين عبر المتوسط إلى أوروبا. وهو ما أبلغه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى نظيره اللبناني في يريفان أخيرا.
وهذه المخاوف الخارجية جاءت في الوقت المناسب لبنانيا، لأنها التقت مع مخاوف متزايدة من انهيار اقتصادي ومالي ونقدي من شأنه أن يخلط الأوراق جذريا على الساحة اللبنانية. كذلك تتزامن هذه المخاوف مع رغبة رئيس الجمهورية في تحقيق إنجاز في الملف الحكومي قبل 30 الجاري، ذكرى العامين على توليه مقاليد الحكم.
مرجع سياسي رفيع سئل عن سبب تأخير ولادة الحكومة ما دام حل العقد لم يكن بهذه الصعوبة؟ فأجاب: «انظروا الى العراق». ودعا الى ترقب المسار السياسي هناك لتلمس ولادة الحكومة في لبنان. وتوقع تزامنا بين ولادة الحكومتين في لبنان والعراق، علما أن بغداد أعلنت أن حكومتها ستعلن خلال 72 ساعة. وقلل المرجع من أهمية ما يتردد من أن ما يحصل في السعودية والعقوبات على حزب الله لهما علاقة بالإسراع في تأليف الحكومة.
"الأنباء الكويتية" - 18 تشرين الأول 2018
إرسال تعليق