تستخدم إحدى ألعاب المعارك الحربية عبارة "UnderConstruction" في إحدى مراحلها مع بداية اللعبة. هذا هو وضع حزب "الكتائب" منذ ٦ أيار الأخير حتى اليوم. لم يتغيَّر شيء بعد ذلك اليوم. عدا عودة القيادي العسكري السابق نزار نجاريان، "نازو"، فإنّ شيئاً جدياً لم يتبدَّل لا في بكفيا ولا في الصيفي.
صعد النائب سامي الجميّل، مع نائبه سليم الصائغ ومستشاره العام فؤاد أبو ناضر، إلى بعبدا وأبدوا نوايا ما بعد الإنتخابات بـ"إعطاء فرصة جديدة لعهد الرئيس ميشال عون". وبعد ذلك، لم يُعرَف إن كان الحزب قد "تعهّد" مع العهد أو بقيَ معارضاً بأسلوب آخر، في حين يَغيب إسم "الكتائب" عن تناتش الحقائب الوزاريّة وتأليف الحكومة المتعثّر. ساد صمتُ التفكير وإعادة الحسابات أروقة البيت المركزي، فالكلام مع باقي القوى السياسية، وفي طليعتها المسيحية، بحاجة إلى نوع آخر من الكلام.
أبو ناضر كان عاد إلى الضوء كتائبياً قبل الإنتخابات النيابية، وهو الآن في رحلة أخرى من تاريخه لاستعادة النجومية في السياسة بعدما انتهى زمن العسكر. من حيث هو، يتأنّى في إعادة نسج العلاقات السياسية لـ"الكتائب" مع أبعد الخصوم إلى أقرب الحلفاء بينما يمرّ الوقت بسرعة والظروف قد تتبدّل بوتيرة أسرع ممّا سبق.
مسيحياً، لدى سمير جعجع ١٥ نائباً ومنظومة حزبية وإعلامية مُنظَّمة تنظيم الجيوش وهو يسير نحو الأمام عدداً وعتاداً، ولدى جبران باسيل تكتل من ٢٩ نائباً مع وجود سلطوي ورؤية مستقبلية لا ينخفض علوّها عن بعبدا ويحضّر لها "عدّة الشغل". أمّا سليمان فرنجية فلا يرتكز على عدد النواب في كتلة "المردة" للبناء عليه مُستقبلاً في مواجهة العهد الحالي.
أمّا سامي الجميّل فينتظر مولوده الجديد في هذه الأيام. يستعيد المعنويات المطلوبة ويُعيد ترتيب البيت الداخلي لإضافة ما يجب إضافته وإزاحة ما يجب إزاحته. في الوقت الذي أحدث فيه نديم الجميّل خطوة استثنائية بالوقوف وجهاً لوجه في إهدن أمام شهداء عائلة فرنجية فالغداء على طاولة رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، ما يُنذر بأنّ نجل بشير الجميّل سيكون من رصيده وضع النقاط على حروف التكتيك السياسي الجديد للحزب.
وفي إطار الورشة الحاصلة داخل الغرف الكتائبية، علم موقع mtv أنّ تعيينات حزبية ستصدر تباعاً حتى نهاية العام الحالي على أن تشمل مراكز قيادية في الحزب.
الأمين العام الجديد للحزب "نازو"، الذي يُدير الورشة الحزبية القائمة، يُشير إلى أنّ "نتائج العمل الذي نقوم به ستظهر تباعاً على مستوى المناطق والأقاليم"، وعلى طريقته فإنّ "الهدف الآن هو لمّ شمل الحزبيين الذين ابتعدوا وصولاً إلى تمشيط الإدارة والماكينة الحزبية، الأمر الذي يُعتبَر طويل الأمد لتحقيقه".
أمّا عند الكلام على الصعيد السياسي، فيحرص على القول إنّ "روحيّة المواجهة ليست موجودة لدينا تجاه أحد، خصوصاً تجاه حزب "القوات" ورئيسه سمير جعجع، ويدنا ممدودة لمَن نتوافق معه على المواضيع الوطنية الرئيسة".
"النتائج ستظهر تباعاً" في الفضاء الكتائبي إذاً... فبأيّ حلّة سيعود الحزب إلى الضوء عشيّة ذكرى استشهاد الوزير بيار الجميّل؟
ريكاردو الشدياق - موقع mtv -
15 أيلول 2018
إرسال تعليق