يقول البعض في لبنان إن "تأخير تشكيل الحكومة كان بسبب انتظار قمة هلسنكي الأخيرة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين". وربط البعض الآخر استمرار تعقيدات التأليف بنتائج هذه القمة، بحيث أن هدفها كان محاصرة الدور الإيراني، كما يقول هؤلاء. فمؤيدو إيران في لبنان يعقّدون دور رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أو أن هذا الأخير يحاول الاستقواء بنتائج هذه القمة لتشذيب بعض امتدادات خط الممانعة لمصلحة المحور المناهض.
لا هذه التحليلات ولا تلك تملك مصداقية واقعية، وما تم تسريبه عن نتائج القمة في فنلندا، كما ما ذكرته وسائل الإعلام، لا يتخطى توزيع الأدوار في أكثر من منطقة في العالم، ومنها التفاهم على الأزمة السورية من خلال شرعنة الدور الروسي الذي يكفل استمرار هدنة العام 1974 في الجولان، كما ذكر الرئيس بوتين، مقابل استمرار النظام في سورية، ولكن تحت رقابة روسية ـ أميركية تركية مشددة، تقيد تحركاته ضد معارضية نوعا ما، وتضبط اندفاعته في المحيط الجنوبي والغربي، اي في لبنان والأردن، كي لا يقتص من الذين لم يؤيدوه في حربة المستمرة منذ 7 سنوات.
وبصرف النظر عن الواقعية في تناول نتائج قمة هلسنكي، يقول قيادي معارض لـ"التيار الوطني الحر": "إن مؤشرات الاستقواء على هذا "التيار" بدت واضحة في الآونة الأخيرة، ومما لا شك فيه أن هذا الاستقواء يستند الى التطورات التي حصلت في سوريا، لاسيما منها سيطرة النظام على الجنوب".
والمعلومات التي كشفها هذا القيادي المعارض تؤكد أن "اتصالات واسعة النطاق تجري منذ مدة طويلة بين قياديين محسوبين على "التيار" ـ بمن فيهم وزراء ـ وقيادات في الحكومة السورية". ورئيس الجمهورية اعترف في حديثه الأخير بأن لديه موفدين يقومون بالتنسيق مع السلطات السورية. وهو دعا الى "ضرورة إعادة التواصل مع السوريين لحل المشكلات العالقة".
وواضح من خلال المسار الذي تسير فيه أمور تشكيل الحكومة أن هناك استهدافاً لحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، وشكل من أشكال المحاصرة للرئيس المكلف، على خلفية رأي هؤلاء المناهض لإعادة التنسيق مع النظام السوري، وموقفهم المبدئي ضد التدخلات الخارجية ـ لا سيما السورية ـ في الشؤون الداخلية اللبنانية.
يقول الوزير جبران باسيل إنه "كان صامتا لأكثر من شهر، ولم يرد على الاتهامات التي تناولته خلال هذه الفترة". بينما يقول القيادي المعارض للتيار ذاته: "إن الوزير باسيل كان ينتظر التطورات الميدانية في سوريا، وما يمكن ان تسفر عنه قمة هلسنكي. وقد اطمأن الوزير باسيل الى نتائج هذه الأحداث، واستعاد هجومه القاسي على منافسيه، وقال علنا انه تخلى عن وثيقة التفاهم مع "القوات" ـ ويبدو أن هذا الأمر مطلوب منه سوريا ـ ودائما وفقاً لرأي القيادي المعارض. كما هاجم باسيل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، معلنا ان الحزب لم يحصل الا على 59% من أصوات الناخبين الدروز، بينما النتائج الرسمية التي أصدرتها وزارة الداخلية، تؤكد حصوله من غير أصدقائه الدروز على ما يزيد على 75% من هذه الأصوات.
ويتساءل القيادي المعارض ذاته: "لا ندري إذا كان من مصلحة لبنان ان يكون وزير الخارجية هو ذاته اليوم رئيس لـ"التيار الوطني الحر"، أم أنّ هذه المصادفة ستكون في غير صالحه؟".
لا هذه التحليلات ولا تلك تملك مصداقية واقعية، وما تم تسريبه عن نتائج القمة في فنلندا، كما ما ذكرته وسائل الإعلام، لا يتخطى توزيع الأدوار في أكثر من منطقة في العالم، ومنها التفاهم على الأزمة السورية من خلال شرعنة الدور الروسي الذي يكفل استمرار هدنة العام 1974 في الجولان، كما ذكر الرئيس بوتين، مقابل استمرار النظام في سورية، ولكن تحت رقابة روسية ـ أميركية تركية مشددة، تقيد تحركاته ضد معارضية نوعا ما، وتضبط اندفاعته في المحيط الجنوبي والغربي، اي في لبنان والأردن، كي لا يقتص من الذين لم يؤيدوه في حربة المستمرة منذ 7 سنوات.
وبصرف النظر عن الواقعية في تناول نتائج قمة هلسنكي، يقول قيادي معارض لـ"التيار الوطني الحر": "إن مؤشرات الاستقواء على هذا "التيار" بدت واضحة في الآونة الأخيرة، ومما لا شك فيه أن هذا الاستقواء يستند الى التطورات التي حصلت في سوريا، لاسيما منها سيطرة النظام على الجنوب".
والمعلومات التي كشفها هذا القيادي المعارض تؤكد أن "اتصالات واسعة النطاق تجري منذ مدة طويلة بين قياديين محسوبين على "التيار" ـ بمن فيهم وزراء ـ وقيادات في الحكومة السورية". ورئيس الجمهورية اعترف في حديثه الأخير بأن لديه موفدين يقومون بالتنسيق مع السلطات السورية. وهو دعا الى "ضرورة إعادة التواصل مع السوريين لحل المشكلات العالقة".
وواضح من خلال المسار الذي تسير فيه أمور تشكيل الحكومة أن هناك استهدافاً لحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، وشكل من أشكال المحاصرة للرئيس المكلف، على خلفية رأي هؤلاء المناهض لإعادة التنسيق مع النظام السوري، وموقفهم المبدئي ضد التدخلات الخارجية ـ لا سيما السورية ـ في الشؤون الداخلية اللبنانية.
يقول الوزير جبران باسيل إنه "كان صامتا لأكثر من شهر، ولم يرد على الاتهامات التي تناولته خلال هذه الفترة". بينما يقول القيادي المعارض للتيار ذاته: "إن الوزير باسيل كان ينتظر التطورات الميدانية في سوريا، وما يمكن ان تسفر عنه قمة هلسنكي. وقد اطمأن الوزير باسيل الى نتائج هذه الأحداث، واستعاد هجومه القاسي على منافسيه، وقال علنا انه تخلى عن وثيقة التفاهم مع "القوات" ـ ويبدو أن هذا الأمر مطلوب منه سوريا ـ ودائما وفقاً لرأي القيادي المعارض. كما هاجم باسيل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، معلنا ان الحزب لم يحصل الا على 59% من أصوات الناخبين الدروز، بينما النتائج الرسمية التي أصدرتها وزارة الداخلية، تؤكد حصوله من غير أصدقائه الدروز على ما يزيد على 75% من هذه الأصوات.
ويتساءل القيادي المعارض ذاته: "لا ندري إذا كان من مصلحة لبنان ان يكون وزير الخارجية هو ذاته اليوم رئيس لـ"التيار الوطني الحر"، أم أنّ هذه المصادفة ستكون في غير صالحه؟".
ناصر زيدان - "الأنباء الكويتية" - 25 تموز 2018
إرسال تعليق