يبدو أنّ الرحلاتِ الاستكشافية لم تنتهِ باكتشاف العالم الجديد الذي بات يحكم العالم، بل إنّ هناك رحلةَ بحثٍ جديدة عن آثارٍ للعونيين في لوائح تكتل «التغيير والإصلاح» في الدوائر عموماً، وفي دوائر جبل لبنان خصوصاً.
وتبدو هذه المهمّة أشبه بمَن يفتّش عن «إبرة في كومة قشّ»، فالقضية لا تتعلّق بمَن ناضل منذ التسعينات ضد الوجود السوري فقط، فهؤلاء المناضلون أصبحوا في غالبيتهم خارج تركيبة «ألتيار الوطني الحرّ»، لكنّ القصة بمَن انتسب الى «التيار» بعد عام 2005 على اعتبارِ أنّ الأحزاب والتيارات قادرة على إيصال مَن لديه طموح بتبوُّءِ منصبٍ سياسيّ وخدمةِ مشروعه.
وكلما إقترب موعد الإنتخابات النيابية في 6 أيار يكتشف مَن آمن بمبادئ «التيار الوطني الحرّ» وارتضى أن يطلَق عليه لقبُ عوني نسبةً الى الجنرال ميشال عون، مؤسس التيار، أنه لن ينتخب مَن يمثّله، بل تمّت الاستعاضةُ عن الكوادر الحزبية بمرشحين من أندية المال والأعمال والتقليد والعائلية.
لم يستوعب معظمُ العونيين حتى اللحظة تحالفَ «التيار الوطني الحرّ» التي دارت من أقسى اليمين الى أقسى اليسار، لكنهم في الوقت نفسه سينتخبون مرشحين ربما غيرَ مقتنعين بهم. فهذا الشحّ الكبير في المرشحين الحزبيين دفع بعض المنتسبين الى «التيار» بالتشكيك بمدى قوّة تيارهم.
وبالنظر الى دوائر جبل لبنان، فإنّ «التيار الوطني الحرّ» يخوض الانتخاباتِ بلوائحَ مكتملة، ففي دائرة كسروان- جبيل هناك فقط مرشحان لـ«التيار» هما النائب سيمون أبي رميا وروجيه عازار، بينما النائب وليد خوري والمرشح الشيعي ربيع عوّاد، والمرشحون نعمة افرام، منصور البون وزياد بارود ليسوا منتسبين الى «التيار»، وحتى العميد شامل روكز ليس حزبيّاً.
وما ينطبق على كسروان ينطبق على المتن، فهناك فقط مرشحان للتيار هما إدغار معلوف، وإبراهيم كنعان، فيما المرشحون الستة الآخرون ليسوا حزبيّين، ويطغى اللونُ «السوري القومي» على معظمهم.
وبالانتقال الى عاليه والشوف وبعبدا، فإنّ الترشيحات العونية الأساسية التي قد يحالفها الحظ هي للنواب آلان عون وحكمت ديب في بعبدا، سيزار أبي خليل في عاليه، فيما ترشيح الوزير السابق ماريو عون يُضرَب من الداخل وسط منافسته بضراوة من قبل شريكه في اللائحة المرشح عن المقعد الماروني في الشوف فريد البستاني.
أما زحلة التي أعطت عون بالتحالف مع الوزير الراحل الياس سكاف 6 نواب في انتخابات 2005، فإنّ مرشّح «التيار» سليم عون يواجه احتمالاتِ السقوط، خصوصاً أنّ شريكيه في اللائحة ميشال ضاهر وأسعد نكد يملكان قوة مالية ضخمة، ما يجعلهما قادرَين على التفوّق على مرشح «التيار».
وإذا كانت مشكلة ترشيحات العونيّين تغيب عن الشمال والجنوب، فإنها تحضر بقوة في بيروت الأولى التي تقتصر على المرشح نقولا الصحناوي الذي يواجه خطرَ الرسوب لأنّ المرشح في وجهه هو الوزير ميشال فرعون الذي يملك حيثية كبيرة في الأشرفية، فيما المرشحان مسعود الأشقر ونقولا الشماس لم يكونا يوماً مناضلين في صفوف «التيار»، في حين أنّ العوني السابق زياد عبس سيأخذ أصواتاً كثيرة من درب لائحة «التيار الوطني الحرّ».
وأمام هذه الوقائع، يبدو أنّ «التيار الوطني الحرّ» سيواجه مرحلة صعبة بعد الانتخابات النيابية، خصوصاً أنّ المفاخرة بإبرام مثل هكذا تحالف سياسي عريض مع قوى عدّة ليس إنتصاراً، لأنّ جميع مَن تحالفوا مع «التيار» تحالفوا معه على أساس أنه في السلطة والعهد معه، وهؤلاء أنفسُهم سيستديرون بعد نحو 4 سنوات ونصف ويتحالفون مع رئيس الجمهورية الجديد ومع التيار أو الحزب الذي يملك السلطة، ولن يسألوا عن «التيار الوطني الحرّ».
ينتظر الجميع كيف سيترجَم الإمتعاضُ العوني من التحالفات وتغييب المناضلين داخل صناديق الإقتراع في وقت يسأل الجميع أين العونيون في لوائح العونيين؟
وتبدو هذه المهمّة أشبه بمَن يفتّش عن «إبرة في كومة قشّ»، فالقضية لا تتعلّق بمَن ناضل منذ التسعينات ضد الوجود السوري فقط، فهؤلاء المناضلون أصبحوا في غالبيتهم خارج تركيبة «ألتيار الوطني الحرّ»، لكنّ القصة بمَن انتسب الى «التيار» بعد عام 2005 على اعتبارِ أنّ الأحزاب والتيارات قادرة على إيصال مَن لديه طموح بتبوُّءِ منصبٍ سياسيّ وخدمةِ مشروعه.
وكلما إقترب موعد الإنتخابات النيابية في 6 أيار يكتشف مَن آمن بمبادئ «التيار الوطني الحرّ» وارتضى أن يطلَق عليه لقبُ عوني نسبةً الى الجنرال ميشال عون، مؤسس التيار، أنه لن ينتخب مَن يمثّله، بل تمّت الاستعاضةُ عن الكوادر الحزبية بمرشحين من أندية المال والأعمال والتقليد والعائلية.
لم يستوعب معظمُ العونيين حتى اللحظة تحالفَ «التيار الوطني الحرّ» التي دارت من أقسى اليمين الى أقسى اليسار، لكنهم في الوقت نفسه سينتخبون مرشحين ربما غيرَ مقتنعين بهم. فهذا الشحّ الكبير في المرشحين الحزبيين دفع بعض المنتسبين الى «التيار» بالتشكيك بمدى قوّة تيارهم.
وبالنظر الى دوائر جبل لبنان، فإنّ «التيار الوطني الحرّ» يخوض الانتخاباتِ بلوائحَ مكتملة، ففي دائرة كسروان- جبيل هناك فقط مرشحان لـ«التيار» هما النائب سيمون أبي رميا وروجيه عازار، بينما النائب وليد خوري والمرشح الشيعي ربيع عوّاد، والمرشحون نعمة افرام، منصور البون وزياد بارود ليسوا منتسبين الى «التيار»، وحتى العميد شامل روكز ليس حزبيّاً.
وما ينطبق على كسروان ينطبق على المتن، فهناك فقط مرشحان للتيار هما إدغار معلوف، وإبراهيم كنعان، فيما المرشحون الستة الآخرون ليسوا حزبيّين، ويطغى اللونُ «السوري القومي» على معظمهم.
وبالانتقال الى عاليه والشوف وبعبدا، فإنّ الترشيحات العونية الأساسية التي قد يحالفها الحظ هي للنواب آلان عون وحكمت ديب في بعبدا، سيزار أبي خليل في عاليه، فيما ترشيح الوزير السابق ماريو عون يُضرَب من الداخل وسط منافسته بضراوة من قبل شريكه في اللائحة المرشح عن المقعد الماروني في الشوف فريد البستاني.
أما زحلة التي أعطت عون بالتحالف مع الوزير الراحل الياس سكاف 6 نواب في انتخابات 2005، فإنّ مرشّح «التيار» سليم عون يواجه احتمالاتِ السقوط، خصوصاً أنّ شريكيه في اللائحة ميشال ضاهر وأسعد نكد يملكان قوة مالية ضخمة، ما يجعلهما قادرَين على التفوّق على مرشح «التيار».
وإذا كانت مشكلة ترشيحات العونيّين تغيب عن الشمال والجنوب، فإنها تحضر بقوة في بيروت الأولى التي تقتصر على المرشح نقولا الصحناوي الذي يواجه خطرَ الرسوب لأنّ المرشح في وجهه هو الوزير ميشال فرعون الذي يملك حيثية كبيرة في الأشرفية، فيما المرشحان مسعود الأشقر ونقولا الشماس لم يكونا يوماً مناضلين في صفوف «التيار»، في حين أنّ العوني السابق زياد عبس سيأخذ أصواتاً كثيرة من درب لائحة «التيار الوطني الحرّ».
وأمام هذه الوقائع، يبدو أنّ «التيار الوطني الحرّ» سيواجه مرحلة صعبة بعد الانتخابات النيابية، خصوصاً أنّ المفاخرة بإبرام مثل هكذا تحالف سياسي عريض مع قوى عدّة ليس إنتصاراً، لأنّ جميع مَن تحالفوا مع «التيار» تحالفوا معه على أساس أنه في السلطة والعهد معه، وهؤلاء أنفسُهم سيستديرون بعد نحو 4 سنوات ونصف ويتحالفون مع رئيس الجمهورية الجديد ومع التيار أو الحزب الذي يملك السلطة، ولن يسألوا عن «التيار الوطني الحرّ».
ينتظر الجميع كيف سيترجَم الإمتعاضُ العوني من التحالفات وتغييب المناضلين داخل صناديق الإقتراع في وقت يسأل الجميع أين العونيون في لوائح العونيين؟
ألان سركيس - "الجمهورية" - 24 نيسان 2018
إرسال تعليق