قبل بضعة أشهر تلقّى مكتب دولة الرئيس ميشال المر فاتورةً من إحدى المستشفيات المجاورة لمكتبه في مبنى العمارة بقيمة بضعة آلاف من الدولارات، وعندما سأل معاونيه عمّا ترتّبت هذه الفاتورة، أجابوه بأنّ امرأةً دخلت إلى المستشفى وتلقّت علاجاً وطلبَت "إرسالَ الفاتورة إلى مكتب دولة الرئيس ميشال المر". وعلى الفور طلبَ أبو الياس دفعَ قيمةِ هذه الفاتورة للمستشفى، من دون أن يسأل عن اسمِ السيّدة التي تلقّت العلاج.
هذه واحدة من آلاف خصال أبو الياس وفضائله تجاه المتنيين وغيرهم من اللبنانيين، يعطي من دون أن يسأل، ويخدم من دون انتظار مقابل، وهذه هي سيرتُه مع المتنيين الذين يحبّهم ويحبّونه منذ عشرات السنين. ولأنه بهذه الخصال الآسِرة والتي تجعله ملتصقاً اكثر فأكثر بقاعدته الشعبية، يحاول خصومه اليوم شطبَه من المعادلة بطرقٍ ملتوية بغية إفقادِ المتن قامةً تحفظ استقرارَه والتآخي بين ابنائه، حِفظها للاستقرار والتآخي بين جميع اللبنانيين، فضلاً عن دعوته الدائمة الى الاعتدال والحوار في التعاطي مع القضايا الوطنية.
السابع من أيار سيكون يوماً آخر، حيث يحصد فيه الافرقاء السياسيون ما فعلت ايديهم، وفي ذلك النهار ستبيضُّ وجوه وتسودّ اخرى، والمرجّح انّ النتائج لن تكون سارّةً لأكثر من فريق، خصوصاً الافرقاء الذين ستضمُر احجامهم بفعل النظام الانتخابي النسبي الذي على رغم احتيالهم عليه سينال منهم تقليصاً لعدد المقاعد النيابية التي سيفوزون بها.
أوّل الضامرين سيكون اولئك الذين ظنّوا انّهم بتفخيخهم قانونَ الانتخاب لتحويله قانوناً اكثرياً مقنّعاً عبر اعتماد بدعتَي "الصوت التفضيلي" و"الحواصل الانتخابية" انّهم سيَهزمون الآخرين حيث أرادوا من هاتين البدعتين، إذا جاز التعبير، إقصاء الآخرين والاستحواز على غالبية المقاعد النيابية ضِمن الصف الواحد وداخل الطوائف وحتى الاحزاب، فضلاً عن القيادات السياسية المشهود لها استقلاليتها واعتدالها.
ومن المنتظر، في رأي المتابعين للإستحقاق النيابي، ان يفاجَأ اصحاب هاتين البدعتين بأنّ ما خططوا له لن يحصلوا عليه، وأنّ محاولاتهم لإلغاء الآخر قد فشلت لأنّ هذا الآخر عصيّ عليهم لتجذّرِه في الارض التي حاربوه عليها كونه ملتصقاً بها وبأهلها منذ عشرات السنين ولن يغيّر فيها لا مال ولا بنون من حديثي النعمة في العمل السياسي وفي تعاطي الشأن العام الذين لا يفهمون انّ السلطة هي مشاركة وليست استئثارا وإلغاءً للآخر، خصوصاً اذا كان هذا الآخر هو الاصل وليس الفصل، وهو الراسخ في الوجدان الشعبي واللصيق بالبنية الاجتماعية للبلاد منذ دخلَ المعترك السياسي.
وهذا الواقع ينطبق على دولة النائب ميشال المر وكلّ مَن يشبهه ممّن تعاطوا الشأن العام والتصقوا دوماً بقضايا الناس في المتن ولبنان عموماً، إذ يواجه ابو الياس اليوم محازبين حديثي النعمة في السياسة، بل طارئين على العمل السياسي فاتَهم أنه كان قد بدأ حملته الانتخابية من حيث انتهت الانتخابات عام 2009، لأن الانتخابات بالنسبة اليه كرَجل دولة هي صلاة يومية يؤديها مع الناس الذين اعطوه وكالتهم لتمثيلهم في الندوة النيابية وسَنّ التشريعات التي تخدم مصالحهم والقضايا الوطنية، ولذلك لا تخلو مكاتبه يومياً في العمارة وغيرها، وكذلك منازله، من المتنيين واللبنانيين طالبي الخدمة والمساعدة، ولا يعود ايّ منهم الى حيث اتى خائباً.
فالمر يعرف المتن بأهله وكلّ مدنه وقراه عن ظهرِ قلب، فلا يستقبل متنياً الّا ويبادره بأبوّة الى الاطمئنان عن عائلته فرداً فرداً، ويسأله عن اوضاعهم واعمالهم. بل انّ له في بقية المناطق من المؤيدين ما يوازي أهلَ المتن إن لم يكن اكثر، لأنّ تعاطيه الشأنَ العام وتولّيه النيابة والوزارة تِلو الوزارة على مدى اكثر من خمسين عاماً جعله يلتصق باللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم وشرائحهم السياسية.
ولذلك، يجد خصومُ ابو الياس فيه جبلاً ينبغي إزاحته حتى يعيثوا في المتن وغيره فساداً سياسيا وتزويراً لإرادة الناس، ولذلك يحاولون ان يَكمنوا له لإبعاده عن مؤيديه ومحبّيه، معتمدين اساليبَ البلطجية حيناً والترهيب والترغيب احياناً، مستخدِمين بعض غِيلان المال الفارغين من كلّ شيء إلّا من المال، بل انّ بعض خصوم ابو الياس يدركون انّهم لن يقووا عليه مهما صرَفوا من مال، ولكنّ طمعَهم بالمال دفعَهم الى استغلال بعض المليئين عبر إغرائهم بمقعد نيابي ربّما لن ينالوه، وذلك مقابل الحصول منهم على الملايين من الدولارات.
ولكن في السابع من ايار ستقع الواقعة عندما سيكتشف هؤلاء المموّلون الخديعة الكبرى وكيف انّ الصوت التفضيلي اطاحهم نتيجة استئثار رئيس اللائحة به لنفسِه، وإنّ الملايين من الدولارات التي أنفقوها قد ذهبت هباءً منثوراً، بل ربّما الى جيوب رئيس اللائحة علّها تفيده في استحقاقات لاحقة يَستعجل أوانَها من الآن، غيرَ مدركٍ أنّ كلّ ما يفعله ليس سوى نسيج في الهواء، على حد متابعين لمجريات الاستحقاق النيابي.
ولذا على مسافة اقلّ من اسبوعين من موعد الاستحقاق النيابي يتّجه المر الى ملاقاته ثابتَ الخطوات واثقاً بوفاء المتنيين وإخلاصهم للعهد القائم بينه وبينهم منذ عشرات السنين، على رغم محاولات الخصوم الدؤوبة للنيل من هذا العهد، فحربُ الإلغاء التي يشنّونها ضده باءت بالفشل. ولكن في دائرة المتن الشمالي، كما في كثير من الدوائر الانتخابية تستمر عمليات تزوير قانون الانتخابات على يد ممتهِني حروب الإلغاء ضد الآخرين، ولكنّ باب المفاجآت ينتظرهم، على حدّ قول متابعين للاستحقاق النيابي، لأنّ كل الذرائع والمبرّرات التي يعتمدها هؤلاء الإلغائيون والناكثون بالعهود في حروبهم، أقلّ ما يمكن ان يقال فيها انّها محاولات لتنفيذ اغتيالات سياسية لزعامات وبيوتات سياسية ترقى في بعض وجوهها الى مستوى الاغتيال الجسدي لهذه القيادات التي يرَون فيها حجر عثرة امام المشاريع المشبوهة التي يعتمدها هؤلاء سواء في السياسة او في الاقتصاد والمال والبيئة والطاقة وغيرها.
هذه واحدة من آلاف خصال أبو الياس وفضائله تجاه المتنيين وغيرهم من اللبنانيين، يعطي من دون أن يسأل، ويخدم من دون انتظار مقابل، وهذه هي سيرتُه مع المتنيين الذين يحبّهم ويحبّونه منذ عشرات السنين. ولأنه بهذه الخصال الآسِرة والتي تجعله ملتصقاً اكثر فأكثر بقاعدته الشعبية، يحاول خصومه اليوم شطبَه من المعادلة بطرقٍ ملتوية بغية إفقادِ المتن قامةً تحفظ استقرارَه والتآخي بين ابنائه، حِفظها للاستقرار والتآخي بين جميع اللبنانيين، فضلاً عن دعوته الدائمة الى الاعتدال والحوار في التعاطي مع القضايا الوطنية.
السابع من أيار سيكون يوماً آخر، حيث يحصد فيه الافرقاء السياسيون ما فعلت ايديهم، وفي ذلك النهار ستبيضُّ وجوه وتسودّ اخرى، والمرجّح انّ النتائج لن تكون سارّةً لأكثر من فريق، خصوصاً الافرقاء الذين ستضمُر احجامهم بفعل النظام الانتخابي النسبي الذي على رغم احتيالهم عليه سينال منهم تقليصاً لعدد المقاعد النيابية التي سيفوزون بها.
أوّل الضامرين سيكون اولئك الذين ظنّوا انّهم بتفخيخهم قانونَ الانتخاب لتحويله قانوناً اكثرياً مقنّعاً عبر اعتماد بدعتَي "الصوت التفضيلي" و"الحواصل الانتخابية" انّهم سيَهزمون الآخرين حيث أرادوا من هاتين البدعتين، إذا جاز التعبير، إقصاء الآخرين والاستحواز على غالبية المقاعد النيابية ضِمن الصف الواحد وداخل الطوائف وحتى الاحزاب، فضلاً عن القيادات السياسية المشهود لها استقلاليتها واعتدالها.
ومن المنتظر، في رأي المتابعين للإستحقاق النيابي، ان يفاجَأ اصحاب هاتين البدعتين بأنّ ما خططوا له لن يحصلوا عليه، وأنّ محاولاتهم لإلغاء الآخر قد فشلت لأنّ هذا الآخر عصيّ عليهم لتجذّرِه في الارض التي حاربوه عليها كونه ملتصقاً بها وبأهلها منذ عشرات السنين ولن يغيّر فيها لا مال ولا بنون من حديثي النعمة في العمل السياسي وفي تعاطي الشأن العام الذين لا يفهمون انّ السلطة هي مشاركة وليست استئثارا وإلغاءً للآخر، خصوصاً اذا كان هذا الآخر هو الاصل وليس الفصل، وهو الراسخ في الوجدان الشعبي واللصيق بالبنية الاجتماعية للبلاد منذ دخلَ المعترك السياسي.
وهذا الواقع ينطبق على دولة النائب ميشال المر وكلّ مَن يشبهه ممّن تعاطوا الشأن العام والتصقوا دوماً بقضايا الناس في المتن ولبنان عموماً، إذ يواجه ابو الياس اليوم محازبين حديثي النعمة في السياسة، بل طارئين على العمل السياسي فاتَهم أنه كان قد بدأ حملته الانتخابية من حيث انتهت الانتخابات عام 2009، لأن الانتخابات بالنسبة اليه كرَجل دولة هي صلاة يومية يؤديها مع الناس الذين اعطوه وكالتهم لتمثيلهم في الندوة النيابية وسَنّ التشريعات التي تخدم مصالحهم والقضايا الوطنية، ولذلك لا تخلو مكاتبه يومياً في العمارة وغيرها، وكذلك منازله، من المتنيين واللبنانيين طالبي الخدمة والمساعدة، ولا يعود ايّ منهم الى حيث اتى خائباً.
فالمر يعرف المتن بأهله وكلّ مدنه وقراه عن ظهرِ قلب، فلا يستقبل متنياً الّا ويبادره بأبوّة الى الاطمئنان عن عائلته فرداً فرداً، ويسأله عن اوضاعهم واعمالهم. بل انّ له في بقية المناطق من المؤيدين ما يوازي أهلَ المتن إن لم يكن اكثر، لأنّ تعاطيه الشأنَ العام وتولّيه النيابة والوزارة تِلو الوزارة على مدى اكثر من خمسين عاماً جعله يلتصق باللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم وشرائحهم السياسية.
ولذلك، يجد خصومُ ابو الياس فيه جبلاً ينبغي إزاحته حتى يعيثوا في المتن وغيره فساداً سياسيا وتزويراً لإرادة الناس، ولذلك يحاولون ان يَكمنوا له لإبعاده عن مؤيديه ومحبّيه، معتمدين اساليبَ البلطجية حيناً والترهيب والترغيب احياناً، مستخدِمين بعض غِيلان المال الفارغين من كلّ شيء إلّا من المال، بل انّ بعض خصوم ابو الياس يدركون انّهم لن يقووا عليه مهما صرَفوا من مال، ولكنّ طمعَهم بالمال دفعَهم الى استغلال بعض المليئين عبر إغرائهم بمقعد نيابي ربّما لن ينالوه، وذلك مقابل الحصول منهم على الملايين من الدولارات.
ولكن في السابع من ايار ستقع الواقعة عندما سيكتشف هؤلاء المموّلون الخديعة الكبرى وكيف انّ الصوت التفضيلي اطاحهم نتيجة استئثار رئيس اللائحة به لنفسِه، وإنّ الملايين من الدولارات التي أنفقوها قد ذهبت هباءً منثوراً، بل ربّما الى جيوب رئيس اللائحة علّها تفيده في استحقاقات لاحقة يَستعجل أوانَها من الآن، غيرَ مدركٍ أنّ كلّ ما يفعله ليس سوى نسيج في الهواء، على حد متابعين لمجريات الاستحقاق النيابي.
ولذا على مسافة اقلّ من اسبوعين من موعد الاستحقاق النيابي يتّجه المر الى ملاقاته ثابتَ الخطوات واثقاً بوفاء المتنيين وإخلاصهم للعهد القائم بينه وبينهم منذ عشرات السنين، على رغم محاولات الخصوم الدؤوبة للنيل من هذا العهد، فحربُ الإلغاء التي يشنّونها ضده باءت بالفشل. ولكن في دائرة المتن الشمالي، كما في كثير من الدوائر الانتخابية تستمر عمليات تزوير قانون الانتخابات على يد ممتهِني حروب الإلغاء ضد الآخرين، ولكنّ باب المفاجآت ينتظرهم، على حدّ قول متابعين للاستحقاق النيابي، لأنّ كل الذرائع والمبرّرات التي يعتمدها هؤلاء الإلغائيون والناكثون بالعهود في حروبهم، أقلّ ما يمكن ان يقال فيها انّها محاولات لتنفيذ اغتيالات سياسية لزعامات وبيوتات سياسية ترقى في بعض وجوهها الى مستوى الاغتيال الجسدي لهذه القيادات التي يرَون فيها حجر عثرة امام المشاريع المشبوهة التي يعتمدها هؤلاء سواء في السياسة او في الاقتصاد والمال والبيئة والطاقة وغيرها.
طارق ترشيشي - "الجمهورية" - 24 نيسان 2018
إرسال تعليق