اختار النائب وليد جنبلاط خوضَ الانتخابات النيابية على طريقته، محاوِلاً، بالمقدار الممكن تجنّبَ الانزلاق الى الصخب الذي يطبع سلوكَ أطرافٍ كثر، وتفادي المظاهر الاستعراضية التي تواكب في العادة مثل هذه المناسبات.
يعتبر جنبلاط أنّ القانون الانتخابي الجديد يفرض تكتيكاتٍ تختلف عن تلك التي كان يتمّ اعتمادُها في حقبة القانون الأكثري، ولذلك فهو يكتفي في معظم الأحيان بمراقبة ما يفعله الآخرون من بعيد، حتى عندما يتمدّدون الى "ملعبه"، بل هو غالباً ما يقارب الواقعَ السائد بطريقة كاريكاتورية تتسرّب منها ابتساماتٌ ساخرة.
وبينما تزدحم المناطق اللبنانية هذه الأيام بالمهرجانات الانتخابية، المتعدّدة الأهواء والهويّات، ذهب جنبلاط في الاتّجاه المعاكس، وقرّر إلغاءَ مهرجانَين حزبيَّين في الجبل، مفضّلاً استبدالَهما بـ"جلساتِ تأمُّل" في تعقيداتِ القانون الجديد ومفاتيحِه، بغيةَ تحسينِ شروطِ تطبيقه على الأرض في لحظة الحقيقة، وبالتالي التخفيف من سيّئاتِه وأفخاخِه.
أما زيارةُ رئيس الحكومة سعد الحريري "التعبويّة" أمس الى إقليم الخروب في الشوف، من دون حضور جنبلاط الأب أو الإبن، فقد شكّلت مادةً دسمةً لـ"لطشات" رئيس "اللقاء الديموقراطي" المتخصّص في "فنّ النكتة السياسية".
وعندما سألت "الجمهورية" جنبلاط عن رأيه في جولة الحريري، أجاب مبتسماً: "من الواضح أن الرئيس سعد الحريري أراد ضمناً ان يذهب منفرداً الى اقليم الخروب، وبالتالي لم تكن توجد ضرورة لوجودنا الى جانبه هناك".
وأضاف: لقد دعاني أمس (أمس الأول) الى المشاركة في لقاءاتِ الإقليم، لكنني اعتذرتُ لأنني لمستُ أنّ مضمون الدعوة يحمل طابعاً فئوياً و"تفضيلياً"، يُستنتج منه أنّ الاحتفال هو لتيار "المستقبل" فقط، وكأنّ المطلوب أن نكون ملحَقين به أو ضيوفاً عليه، وهذا الأمر لا يمكن أن نقبلَ به".
ويلفت جنبلاط الانتباه الى أنّ "غرائبَ القانون الانتخابي العجيب لا تنحصر فقط في النزاع على الصوت التفضيلي في داخل الصف الواحد، بل تتعدّاه الى السلوكيات العامة للمرشحين، إذ حتى الحلفاء في اللائحة الواحدة، يختار كلٌ منهم الطريقة الفضلى لدعايته الانتخابية بمعزل عن شركائه في التحالف، وهذا ما يفعله الرئيس الحريري".
ويكشف جنبلاط عن أنه اتّخذ من جهته قراراً بإلغاء كل المهرجانات الانتخابية العائدة للحزب التقدّمي الاشتراكي في الجبل، "لأنني أعتقد أن ليس لها معنى أو جدوى في ظلّ القانون الجديد الذي يستوجب نمطاً آخر من التعاطي".
ويضيف: "لقد ألغيتُ المهرجانَ الذي كان مقرّراً في المختارة، وكذلك الأمر بالنسبة الى مهرجان عاليه.. هذه المهرجاناتُ لا تسبّب سوى الفوضى العبثية والحماسة الزائدة ما يشتّت الاهتمامَ والطاقات في اتّجاهاتٍ لا طائلَ منها، بينما أهمّ شيء الآن هو التعامل ببرودة أعصاب مع قواعد اللعبة التي فرضها القانون الانتخابي، وبالتالي التركيز في المدة الفاصلة عن استحقاق 6 أيار على تعلّم طريقة التصويت وتوزيع الصوت التفضيلي".
وتعليقاً على زيارة الحريري لحاصبيا واستقباله بحفاوة لدى حليف "المستقبل" في الدائرة الوزير طلال أرسلان، يقول جنبلاط: "في السياسة لا يستطيع المرءُ أن يتحالف مع كل الجهات في وقت واحد.. أنا اخترتُ التحالفَ مع تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والمستقلّين حيث يكون هناك وجودٌ مشترَك وبقيتُ منسجماً مع هذا المعيار في كل الأماكن المعني بها، أما التحالف مع أطراف متعارِضة فهو شأنُ رئيس تيار "المستقبل".
وعمّا إذا كان الافتراقُ الانتخابي عن أرسلان قد ولّد حساسية أو نفوراً بينهما على مستوى الساحة الدرزية، يجيب جنبلاط: "لكلٍّ منا خياراته وحساباته، ونحن كحزبٍ تقدّميٍّ اشتراكي لا يمكن أن نلتقيَ مع تحالفاتِ المير أرسلان، سواءٌ تلك اللبنانية أو الخارجية".
يعتبر جنبلاط أنّ القانون الانتخابي الجديد يفرض تكتيكاتٍ تختلف عن تلك التي كان يتمّ اعتمادُها في حقبة القانون الأكثري، ولذلك فهو يكتفي في معظم الأحيان بمراقبة ما يفعله الآخرون من بعيد، حتى عندما يتمدّدون الى "ملعبه"، بل هو غالباً ما يقارب الواقعَ السائد بطريقة كاريكاتورية تتسرّب منها ابتساماتٌ ساخرة.
وبينما تزدحم المناطق اللبنانية هذه الأيام بالمهرجانات الانتخابية، المتعدّدة الأهواء والهويّات، ذهب جنبلاط في الاتّجاه المعاكس، وقرّر إلغاءَ مهرجانَين حزبيَّين في الجبل، مفضّلاً استبدالَهما بـ"جلساتِ تأمُّل" في تعقيداتِ القانون الجديد ومفاتيحِه، بغيةَ تحسينِ شروطِ تطبيقه على الأرض في لحظة الحقيقة، وبالتالي التخفيف من سيّئاتِه وأفخاخِه.
أما زيارةُ رئيس الحكومة سعد الحريري "التعبويّة" أمس الى إقليم الخروب في الشوف، من دون حضور جنبلاط الأب أو الإبن، فقد شكّلت مادةً دسمةً لـ"لطشات" رئيس "اللقاء الديموقراطي" المتخصّص في "فنّ النكتة السياسية".
وعندما سألت "الجمهورية" جنبلاط عن رأيه في جولة الحريري، أجاب مبتسماً: "من الواضح أن الرئيس سعد الحريري أراد ضمناً ان يذهب منفرداً الى اقليم الخروب، وبالتالي لم تكن توجد ضرورة لوجودنا الى جانبه هناك".
وأضاف: لقد دعاني أمس (أمس الأول) الى المشاركة في لقاءاتِ الإقليم، لكنني اعتذرتُ لأنني لمستُ أنّ مضمون الدعوة يحمل طابعاً فئوياً و"تفضيلياً"، يُستنتج منه أنّ الاحتفال هو لتيار "المستقبل" فقط، وكأنّ المطلوب أن نكون ملحَقين به أو ضيوفاً عليه، وهذا الأمر لا يمكن أن نقبلَ به".
ويلفت جنبلاط الانتباه الى أنّ "غرائبَ القانون الانتخابي العجيب لا تنحصر فقط في النزاع على الصوت التفضيلي في داخل الصف الواحد، بل تتعدّاه الى السلوكيات العامة للمرشحين، إذ حتى الحلفاء في اللائحة الواحدة، يختار كلٌ منهم الطريقة الفضلى لدعايته الانتخابية بمعزل عن شركائه في التحالف، وهذا ما يفعله الرئيس الحريري".
ويكشف جنبلاط عن أنه اتّخذ من جهته قراراً بإلغاء كل المهرجانات الانتخابية العائدة للحزب التقدّمي الاشتراكي في الجبل، "لأنني أعتقد أن ليس لها معنى أو جدوى في ظلّ القانون الجديد الذي يستوجب نمطاً آخر من التعاطي".
ويضيف: "لقد ألغيتُ المهرجانَ الذي كان مقرّراً في المختارة، وكذلك الأمر بالنسبة الى مهرجان عاليه.. هذه المهرجاناتُ لا تسبّب سوى الفوضى العبثية والحماسة الزائدة ما يشتّت الاهتمامَ والطاقات في اتّجاهاتٍ لا طائلَ منها، بينما أهمّ شيء الآن هو التعامل ببرودة أعصاب مع قواعد اللعبة التي فرضها القانون الانتخابي، وبالتالي التركيز في المدة الفاصلة عن استحقاق 6 أيار على تعلّم طريقة التصويت وتوزيع الصوت التفضيلي".
وتعليقاً على زيارة الحريري لحاصبيا واستقباله بحفاوة لدى حليف "المستقبل" في الدائرة الوزير طلال أرسلان، يقول جنبلاط: "في السياسة لا يستطيع المرءُ أن يتحالف مع كل الجهات في وقت واحد.. أنا اخترتُ التحالفَ مع تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والمستقلّين حيث يكون هناك وجودٌ مشترَك وبقيتُ منسجماً مع هذا المعيار في كل الأماكن المعني بها، أما التحالف مع أطراف متعارِضة فهو شأنُ رئيس تيار "المستقبل".
وعمّا إذا كان الافتراقُ الانتخابي عن أرسلان قد ولّد حساسية أو نفوراً بينهما على مستوى الساحة الدرزية، يجيب جنبلاط: "لكلٍّ منا خياراته وحساباته، ونحن كحزبٍ تقدّميٍّ اشتراكي لا يمكن أن نلتقيَ مع تحالفاتِ المير أرسلان، سواءٌ تلك اللبنانية أو الخارجية".
عماد مرمل - "الجمهورية" - 20 نيسان 2018
إرسال تعليق