بَرز خلال اليومين الماضيَين كلامٌ عن تشكيك وفدٍ فرنسي زار لبنان بقدرةِ طائرات "سوبر توكانو" التي اشتراها الجيش اللبناني من ضِمن الإمكانات المتوافرة، مشيراً إلى أنّها "لا تصلح لشيء إلّا للصيد". لكنّ المفارقة أنّ أيّ وفدٍ فرنسي أو ضابط فرنسي لم يَزر أيَّ قاعدةٍ جوّية لبنانية ولم يطّلع على أيّ موضوع يتعلق بطائرات لبنانية، سواء أكانت فرنسية الصنع أو غيرها، فهل يحاول البعض إيصالَ رسالة معيّنة لليرزة، وما هدفُها؟
في هذا السياق، يكشف مصدر مطّلع على الملف، لـ"الجمهورية"، وللمرّة الأولى، خفايا المفاوضات التي جرت قبل شراء طائرات "سوبر توكانو" من الولايات المتحدة الاميركية، فيوضح إنّ "السعوديين يوم قدّموا هبة الـ550 مليون دولار المخصّصة للجيش اللبناني من ضِمن "مكرمة" المليار دولار، وضعوا أولويةً للدول التي يجب أن تُصرَف الأموال لشراء السلاح منها، من بينها الولايات المتحدة "التي حازت على الحصّة الأكبر"، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا وروسيا، وكان اللافت أنّ إسمَ فرنسا لم يدرَج في اللائحة لسببٍ بسيط، على اعتبار أنّ فرنسا استفادت من منحة الـ3 مليارات دولار الأولى التي أوقفَتها الرياض لاحقاً.
وبما أنّ لبنان كان في حاجة للتسلّح والحصول على طائرات مخصّصة للإسناد البرّي وتقديم الدعم الجوّي للقوى البرّية والمساهمة في المعارك التي كان منتظر حصولها والتحدّيات الإرهابية التي كانت تواجهه، وقعَ الخيار على طائرات "سوبر توكانو" بعد دراسة طويلة، واختيرَت وفقاً لمعايير عدة:
أوّلها، أنّ هذه الطائرات تلاءمت مع المبلغ المتوافر ونوعية السلاح المراد.
ثانياً، أنّ مدارج المطارات اللبنانية في رياق والقليعات قديمة وتحتاج إلى ترميم كما أنّها غير جاهزة لاستخدام بعض أنواع الطائرات ومنها "ألفا جيت" (القديمة التصنيع والتي تحتاج إلى إعادة ترميم)، من هنا يبقى مدرَج واحد موجود في قاعدة حامات بطول 1800 متر وبالتالي تستطيع "سوبر توكانو" الهبوط فيه.
ونفى المصدر أنّ لبنان اشترى طائرات "سوبر توكانو" غير صالحة للاستخدام، ونسف صفقة شراءِ طائرات الـ"ألفا جيت" الفرنسية، فهذه الأخيرة كانت ستحتاج إلى ترميم، في وقت أنّ الـ"سوبر توكانو" رغم قِدم تصميمِها إلّا أنّها جديدة ولم تُستخدم من قبل، إذ صُنعت خصيصاً للبنان، والأهمّ أنّ لبنان لو اشترى من فرنسا لكانت الصفقة توقّفت، خاتماً بأنّ دعم الجيشِ لا يكون بالكلام فقط بل من خلال إصدارِ قانون يخصّص نسبة مئوية معيّنة من الناتج المحلي الإجمالي لاستثماره في مجالي الدفاع والأمن.
وتشير أوساط مطّلعة إلى أنّ تصريح أيّ أجنبي لا يعني أبداً أنّه على حقّ. بالمقارنة العملانية ببن طائرة الألفا جيت والسوبر توكانو، فإنّ هذه الأخيرة تمتلك قدراتٍ وتقنيات حديثة جداً لا تمتلكها الأولى، فضلاً عن أنّ السوبر توكانو التي صُنعت وسُلّمت إلى لبنان هي الوحيدة والأولى عالمياً المجهّزة بإمكانية رمي صواريخ ٧٠ ملم موجّهة بالليزر.
بمَ تتميّز هذه الطائرات؟
في المواصفات الفنّية تُعتبَر طائرة "السوبر توكانو" المعروفة أيضاً باسمِ "اي.ام.بي 314"، أو "ALX" و "A-29"، وهي طائرة مخصّصة للإسناد الجوّي في العمليات البرّية، سريعة الحركة مجهّزة بمحكّ توربيني، ذات مروحة واحدة في مقدّمتها، تُنتجها شركة برازيلية، بوصفِها طائرةَ هجوم خفيفة، بحسب تعريف الشركة، تتمتّع باستقلالية في العمل، تُستخدم في مكافحة حركات التمرّد والمنظمات الإرهابية.
صُمِّمت الـ "A-29" بمقعد أو مقعدين، وتبلغ سرعتها 593 كيلومتراً في الساعة، ومدى تحليقِها 4820 كيلومتراً، كما بإمكانها الهبوط على مدارج قصيرة تفتقر إلى البنى التحتية اللازمة.
إلى ذلك، زُوِّدت "التوكانو" بنظام الملاحة "أفيونيكس" فضلاً عن أجهزةٍ إلكترونية متطوّرة تساعدها في تأدية مهامِّها، بمساعدة عددٍ مِن المستشعرات التي تؤهّلها للحرب الحديثة، سُلّحت بمدفع رشاش من عيار 12.7 ملم، وحاضنِ مدفع رشّاش عيار 20 ملم عند بطنِها، وكذلك قواعد إطلاق صواريخ من عيار 70 ملم، فضلاً عن إمكانية تجهيزها بقنابل ذكية وصواريخ "هيلفاير" و"سايدويندر" جو- جو، رغم أنّها ليست طائرة اعتراضية.
وبحسب مصادر مطّلعة على تفاصيل الاتفاق الأميركي - اللبناني، فإنّ الطائرات اللبنانية جُهّزت وسُلّحت في قاعدة "مودي" التابعة لسلاح الجو الأميركي في ولاية جورجيا من بين 18 طائرة، حصّة لبنان منها ستة، فيما الـ 12 الأخرى ستُسلّم لأفغانستان، وقد تسلّمَ منها لبنان طائرتين ذات مقاعد مزدوجة، على أن يستلم 4 أخرى مع حلول شهر أيار.
وكشَفت المصادر أنّ تمويل صفقة الطائرات سيتمّ مِن المليارات الثلاثة التي سبقَ للملكة العربية السعودية أن تبرّعت بها لتسليح الجيش اللبناني، والتي صرف منها حوالي 20 في المئة، قبل أن يقرّر الأميركيون إكمالَ المساعدة العسكرية للجيش بعد توقّفِ الهبة.
وتابعَت المصادر أنّ فريقاً لبنانياً من التقنيين والعسكريين والمهندسين أجرى تقويماً ودراسةً معمَّقة قبل اختيار الطائرات، استناداً إلى المهمّات المطلوبة والإمكانات المتوافرة، وتمَّ على هذا الأساس اختيار أنظمةِ التسليح، فجُهّزت بكاميرا حرارية مزوَّدة بموجّه ليزر لتوجيه الصواريخ والقنابل الذكية من طراز "APKWS"، بالإضافة إلى أنظمة الكشف عن إطلاق الصواريخ من نوع 60V2- AN/AAR وموزّعات مضادة من نوع 47- AN/ALE، بناءً لطلب لبنان، ووضع software خاص بهذا الأمر لتكون المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام هذه التقنية على هذا النوع من الطائرات.
في هذا السياق، يكشف مصدر مطّلع على الملف، لـ"الجمهورية"، وللمرّة الأولى، خفايا المفاوضات التي جرت قبل شراء طائرات "سوبر توكانو" من الولايات المتحدة الاميركية، فيوضح إنّ "السعوديين يوم قدّموا هبة الـ550 مليون دولار المخصّصة للجيش اللبناني من ضِمن "مكرمة" المليار دولار، وضعوا أولويةً للدول التي يجب أن تُصرَف الأموال لشراء السلاح منها، من بينها الولايات المتحدة "التي حازت على الحصّة الأكبر"، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا وروسيا، وكان اللافت أنّ إسمَ فرنسا لم يدرَج في اللائحة لسببٍ بسيط، على اعتبار أنّ فرنسا استفادت من منحة الـ3 مليارات دولار الأولى التي أوقفَتها الرياض لاحقاً.
وبما أنّ لبنان كان في حاجة للتسلّح والحصول على طائرات مخصّصة للإسناد البرّي وتقديم الدعم الجوّي للقوى البرّية والمساهمة في المعارك التي كان منتظر حصولها والتحدّيات الإرهابية التي كانت تواجهه، وقعَ الخيار على طائرات "سوبر توكانو" بعد دراسة طويلة، واختيرَت وفقاً لمعايير عدة:
أوّلها، أنّ هذه الطائرات تلاءمت مع المبلغ المتوافر ونوعية السلاح المراد.
ثانياً، أنّ مدارج المطارات اللبنانية في رياق والقليعات قديمة وتحتاج إلى ترميم كما أنّها غير جاهزة لاستخدام بعض أنواع الطائرات ومنها "ألفا جيت" (القديمة التصنيع والتي تحتاج إلى إعادة ترميم)، من هنا يبقى مدرَج واحد موجود في قاعدة حامات بطول 1800 متر وبالتالي تستطيع "سوبر توكانو" الهبوط فيه.
ونفى المصدر أنّ لبنان اشترى طائرات "سوبر توكانو" غير صالحة للاستخدام، ونسف صفقة شراءِ طائرات الـ"ألفا جيت" الفرنسية، فهذه الأخيرة كانت ستحتاج إلى ترميم، في وقت أنّ الـ"سوبر توكانو" رغم قِدم تصميمِها إلّا أنّها جديدة ولم تُستخدم من قبل، إذ صُنعت خصيصاً للبنان، والأهمّ أنّ لبنان لو اشترى من فرنسا لكانت الصفقة توقّفت، خاتماً بأنّ دعم الجيشِ لا يكون بالكلام فقط بل من خلال إصدارِ قانون يخصّص نسبة مئوية معيّنة من الناتج المحلي الإجمالي لاستثماره في مجالي الدفاع والأمن.
وتشير أوساط مطّلعة إلى أنّ تصريح أيّ أجنبي لا يعني أبداً أنّه على حقّ. بالمقارنة العملانية ببن طائرة الألفا جيت والسوبر توكانو، فإنّ هذه الأخيرة تمتلك قدراتٍ وتقنيات حديثة جداً لا تمتلكها الأولى، فضلاً عن أنّ السوبر توكانو التي صُنعت وسُلّمت إلى لبنان هي الوحيدة والأولى عالمياً المجهّزة بإمكانية رمي صواريخ ٧٠ ملم موجّهة بالليزر.
بمَ تتميّز هذه الطائرات؟
في المواصفات الفنّية تُعتبَر طائرة "السوبر توكانو" المعروفة أيضاً باسمِ "اي.ام.بي 314"، أو "ALX" و "A-29"، وهي طائرة مخصّصة للإسناد الجوّي في العمليات البرّية، سريعة الحركة مجهّزة بمحكّ توربيني، ذات مروحة واحدة في مقدّمتها، تُنتجها شركة برازيلية، بوصفِها طائرةَ هجوم خفيفة، بحسب تعريف الشركة، تتمتّع باستقلالية في العمل، تُستخدم في مكافحة حركات التمرّد والمنظمات الإرهابية.
صُمِّمت الـ "A-29" بمقعد أو مقعدين، وتبلغ سرعتها 593 كيلومتراً في الساعة، ومدى تحليقِها 4820 كيلومتراً، كما بإمكانها الهبوط على مدارج قصيرة تفتقر إلى البنى التحتية اللازمة.
إلى ذلك، زُوِّدت "التوكانو" بنظام الملاحة "أفيونيكس" فضلاً عن أجهزةٍ إلكترونية متطوّرة تساعدها في تأدية مهامِّها، بمساعدة عددٍ مِن المستشعرات التي تؤهّلها للحرب الحديثة، سُلّحت بمدفع رشاش من عيار 12.7 ملم، وحاضنِ مدفع رشّاش عيار 20 ملم عند بطنِها، وكذلك قواعد إطلاق صواريخ من عيار 70 ملم، فضلاً عن إمكانية تجهيزها بقنابل ذكية وصواريخ "هيلفاير" و"سايدويندر" جو- جو، رغم أنّها ليست طائرة اعتراضية.
وبحسب مصادر مطّلعة على تفاصيل الاتفاق الأميركي - اللبناني، فإنّ الطائرات اللبنانية جُهّزت وسُلّحت في قاعدة "مودي" التابعة لسلاح الجو الأميركي في ولاية جورجيا من بين 18 طائرة، حصّة لبنان منها ستة، فيما الـ 12 الأخرى ستُسلّم لأفغانستان، وقد تسلّمَ منها لبنان طائرتين ذات مقاعد مزدوجة، على أن يستلم 4 أخرى مع حلول شهر أيار.
وكشَفت المصادر أنّ تمويل صفقة الطائرات سيتمّ مِن المليارات الثلاثة التي سبقَ للملكة العربية السعودية أن تبرّعت بها لتسليح الجيش اللبناني، والتي صرف منها حوالي 20 في المئة، قبل أن يقرّر الأميركيون إكمالَ المساعدة العسكرية للجيش بعد توقّفِ الهبة.
وتابعَت المصادر أنّ فريقاً لبنانياً من التقنيين والعسكريين والمهندسين أجرى تقويماً ودراسةً معمَّقة قبل اختيار الطائرات، استناداً إلى المهمّات المطلوبة والإمكانات المتوافرة، وتمَّ على هذا الأساس اختيار أنظمةِ التسليح، فجُهّزت بكاميرا حرارية مزوَّدة بموجّه ليزر لتوجيه الصواريخ والقنابل الذكية من طراز "APKWS"، بالإضافة إلى أنظمة الكشف عن إطلاق الصواريخ من نوع 60V2- AN/AAR وموزّعات مضادة من نوع 47- AN/ALE، بناءً لطلب لبنان، ووضع software خاص بهذا الأمر لتكون المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام هذه التقنية على هذا النوع من الطائرات.
ربى منذر - "الجمهورية" - 8 شباط 2018
إرسال تعليق