سقط مشروع جبران باسيل. بهذه العبارة تجيب شخصية سياسية نافذة على صلة بالعمل على سحب فتيل التفجير الذي القاه الوزير جبران باسيل، في المياه الراكدة. تعتبر الشخصية أن باسيل أخذ البلد إلى مكان لم يكن في الحسبان. وبكلامه الذي صدر بالطريقة التي صدر بها إلى العلن وبالصوت والصورة، غير قابل للتبديد أو الإزالة. فلو كان غير مصوّر لكان في الإمكان لفلفة الأمر باعتذار. الرئيس نبيه بري متمسك باعتذار باسيل بنفس الطريقة، أي على الملأ، ويتضامن معه حزب الله، الذي بحسب مصادر انهالت عليه الاتصالات من القصر الجمهوري والمقربين من باسيل للعمل على حلّ المشكلة. فكان الجواب بأن الحزب ينشد التهدئة ووقف التصعيد وحلّ الأمور، ولكن الحل يجب أن يكون بما يحفظ كرامة بري وموقعه، والالتزام من قبل باسيل بكل ما يطلبه رئيس مجلس النواب، أولاً الاعتذار، وفيما بعد البحث بالخطوات العملية.
ما تقصده الشخصية بسقوط مشروع باسيل، هو أن الرجل قضى على كل فرصه في رئاسة الجمهورية. وكلامه هذا حرّر حزب الله من التزام غير موجود أساساً، ولكن كان باسيل يسعى إلى ايجاده. فما قاله باسيل تسبب بشرخ كبير بينه وبين الطائفة الشيعية وبين مكونات أخرى في البلد. وهذا لا يمكن أن يمرّ وكأن شيئاً لم يكن. وتعتبر المصادر أنه حتى لو اعتذر باسيل، فإن الأمر سيذهب نحو الايجابية مرحلياً، ولكن هذا لا يعني أن باسيل سيبقى كما كان عليه. التحركات في الشارع، كانت رسالة لرئيس الجمهورية وباسيل بأن ما حصل يحتاج إلى معالجة فورية، تبدأ باعتذار باسيل ولا تنتهي بحلّ أزمة المرسوم، وإعادة وضع أسس للتعاطي. ارادت حركة أمل تكبير حجر التحركات، وصولاً إلى المقر العام للتيار الوطني الحر، في ميرنا الشالوحي، لتصل الرسالة فوراً ومباشرةً، وليبدأ العمل الجدّي على التراجع.
من يعرف باسيل، يقول إنه رجل غير ليّن، وليس من السهل عليه التراجع، بل هو ممن يتمسكون بما يطرحون إلى حين تحقيق ما يريدون. بالتالي، يستبعد هؤلاء الاعتذار، ويعتبرون أن الأمر قد يصل إلى حدّ تحرِك من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في اتجاه رئيس المجلس لتبريد الاجواء، عبر اتصال يجريه الأول بالثاني، لبحث كيفية تجاوز الأزمة، على أن يصدر باسيل موقفاً لا يتضمن اعتذاراً مباشراً، ولكن يعبّر فيه عن أن ما قيل لا يمثّل وجهة نظر التيار، وكان في لحظة عفوية وأمام الجمهور.
في موازاة ايصال الرسالة الأساسية عبر التحركات على الأرض، كانت الاتصالات السياسية تتفاعل. المركز كان في حارة حريك، حيث انهالت الاتصالات على مسؤولي حزب الله. ووفق المصادر فإن محور الاتصالات كان الوزير سليم جريصاتي، الذي عمل على احتواء الموضوع، إلا أن جواب الحزب بقي ثابتاً بشأن ضرورة الامتثال لما يريده بري. ولم يخف مسؤولو الحزب حجم امتعاضهم مما قاله باسيل ومن تصرفاته.
حال الامتعاض أيضاً كانت حاضرة في القصر الجمهوري، وفق ما تؤكد المصادر، وخصوصاً لدى استقبال الرئيس عون باسيل في لقائهما الصباحي، حيث توجه إليه بالقول: "شو عملت". وتلفت المصادر إلى أن عون لم يخف انزعاجه مما حصل، وعبّر عن ذلك خلال لقائه الرئيس سعد الحريري، الذي ابدى استعداده للعمل على مبادرة للخروج من الأزمة. وهذا ما حمله الوزير نهاد المشنوق إلى عين التينة، للتوصل إلى تهدئة الاجواء، وجوهره أن عون لم يمانع ايجاد الحلّ الذي يرضي بري. كما أنه يجب البحث في الخطوات العملية بعد الاعتذار، وفق المصادر.
لا يمكن للأزمة أن تنتهي بلا إقدام باسيل على خطوات جدّية لحل الأزمة. وهو قد تلقى تحذيرات من الجالية اللبنانية في ابيدجان بأنه إذا لم يتم العمل على معالجة الموضوع، فإن التظاهرات ستعم محيط السفارة وسيتم اقفال طريق الوصول إليها وقطع الطرق امام موكب باسيل. ما يعني أن التصعيد سيشمل الخارج كما الداخل. فالأمر ينتظر الاتصالات السياسية الجدية التي ستبدأ اليوم، بعد الرسائل القاسية التي وجّهت في الأمس. لكن الأكيد أن أموراً كثيرة ستتغيّر، إلا أن من يعتبر أن باسيل انتهى، يلاقيه معارضون لرأيه، معتبرين أن باسيل اقدم على انطلاقة جديدة في الشارع المسيحي تحديداً، لا سيما أنه ابن النهج الذي يحقق ما يريده بناء على الاقدام والتصعيد.
ما تقصده الشخصية بسقوط مشروع باسيل، هو أن الرجل قضى على كل فرصه في رئاسة الجمهورية. وكلامه هذا حرّر حزب الله من التزام غير موجود أساساً، ولكن كان باسيل يسعى إلى ايجاده. فما قاله باسيل تسبب بشرخ كبير بينه وبين الطائفة الشيعية وبين مكونات أخرى في البلد. وهذا لا يمكن أن يمرّ وكأن شيئاً لم يكن. وتعتبر المصادر أنه حتى لو اعتذر باسيل، فإن الأمر سيذهب نحو الايجابية مرحلياً، ولكن هذا لا يعني أن باسيل سيبقى كما كان عليه. التحركات في الشارع، كانت رسالة لرئيس الجمهورية وباسيل بأن ما حصل يحتاج إلى معالجة فورية، تبدأ باعتذار باسيل ولا تنتهي بحلّ أزمة المرسوم، وإعادة وضع أسس للتعاطي. ارادت حركة أمل تكبير حجر التحركات، وصولاً إلى المقر العام للتيار الوطني الحر، في ميرنا الشالوحي، لتصل الرسالة فوراً ومباشرةً، وليبدأ العمل الجدّي على التراجع.
من يعرف باسيل، يقول إنه رجل غير ليّن، وليس من السهل عليه التراجع، بل هو ممن يتمسكون بما يطرحون إلى حين تحقيق ما يريدون. بالتالي، يستبعد هؤلاء الاعتذار، ويعتبرون أن الأمر قد يصل إلى حدّ تحرِك من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في اتجاه رئيس المجلس لتبريد الاجواء، عبر اتصال يجريه الأول بالثاني، لبحث كيفية تجاوز الأزمة، على أن يصدر باسيل موقفاً لا يتضمن اعتذاراً مباشراً، ولكن يعبّر فيه عن أن ما قيل لا يمثّل وجهة نظر التيار، وكان في لحظة عفوية وأمام الجمهور.
في موازاة ايصال الرسالة الأساسية عبر التحركات على الأرض، كانت الاتصالات السياسية تتفاعل. المركز كان في حارة حريك، حيث انهالت الاتصالات على مسؤولي حزب الله. ووفق المصادر فإن محور الاتصالات كان الوزير سليم جريصاتي، الذي عمل على احتواء الموضوع، إلا أن جواب الحزب بقي ثابتاً بشأن ضرورة الامتثال لما يريده بري. ولم يخف مسؤولو الحزب حجم امتعاضهم مما قاله باسيل ومن تصرفاته.
حال الامتعاض أيضاً كانت حاضرة في القصر الجمهوري، وفق ما تؤكد المصادر، وخصوصاً لدى استقبال الرئيس عون باسيل في لقائهما الصباحي، حيث توجه إليه بالقول: "شو عملت". وتلفت المصادر إلى أن عون لم يخف انزعاجه مما حصل، وعبّر عن ذلك خلال لقائه الرئيس سعد الحريري، الذي ابدى استعداده للعمل على مبادرة للخروج من الأزمة. وهذا ما حمله الوزير نهاد المشنوق إلى عين التينة، للتوصل إلى تهدئة الاجواء، وجوهره أن عون لم يمانع ايجاد الحلّ الذي يرضي بري. كما أنه يجب البحث في الخطوات العملية بعد الاعتذار، وفق المصادر.
لا يمكن للأزمة أن تنتهي بلا إقدام باسيل على خطوات جدّية لحل الأزمة. وهو قد تلقى تحذيرات من الجالية اللبنانية في ابيدجان بأنه إذا لم يتم العمل على معالجة الموضوع، فإن التظاهرات ستعم محيط السفارة وسيتم اقفال طريق الوصول إليها وقطع الطرق امام موكب باسيل. ما يعني أن التصعيد سيشمل الخارج كما الداخل. فالأمر ينتظر الاتصالات السياسية الجدية التي ستبدأ اليوم، بعد الرسائل القاسية التي وجّهت في الأمس. لكن الأكيد أن أموراً كثيرة ستتغيّر، إلا أن من يعتبر أن باسيل انتهى، يلاقيه معارضون لرأيه، معتبرين أن باسيل اقدم على انطلاقة جديدة في الشارع المسيحي تحديداً، لا سيما أنه ابن النهج الذي يحقق ما يريده بناء على الاقدام والتصعيد.
منير الربيع - "المدن" - 30 كانون الثاني 2018
إرسال تعليق