يعيش لبنان على وقع التطورات العربية، بشكل عام وعلى وقع التطورات الفلسطينية بشكل خاص، فالاجهزة الامنية ومختلف المؤسسات العسكرية يقظة تماماً في هذه المرحلة الحساسة،اذ وفق المعطيات التي يتحدث عنها امنيون، ان الاحتياط من اوجب الواجبات في هذه المرحلة، التي قد تجد فيها حكومة تل ابيب نفسها محرجة بتطورات الساحة الداخلية الفلسطينية، ما يحملها على ارتكاب حماقات امنية على الحدود مع لبنان، فهي، اذ تل ابيب اوقفت كل اعمالها للوجستية على الحدود مع لبنان.
بالطبع لا امور محددة بالاجواء، وفق المصادر، لكن الاحتياط والحذر واجب، وكل المنطقة بحالة غليان، اضافة الى ان العدو الاسرائيلي يكثف من غاراته داخل الاراضي السورية وفي مناطق عدة، مستخدماً الاجواء اللبنانية، ما يحتم الحذر والانتباه الى امكانية استغلاله المرحلة الصعبة، حيث الحشد الشعبي العراقي، بات يسيطر بالكامل على الجانب الحدودي مع سوريا، كما ان خط المقاومة بات مفتوحاً تماماً امام محورها، وهذا يفسر واحدة من تكثييف الاستهداف الاسرائيلي لمناطق ونقاط محددة داخل سوريا.
المسألة الامنية الثانية، التي لا تغيب عن اعين الامنيين في لبنان، ما يتعلق بالحذر من عمليات اغتيال امنية في لبنان، وهذا امر محتمل في ساحة ما تزال مختلف صنوف اجهزة الامن اللبنانية، تلقي القبض بشكل شبه يومي على اشخاص ومجموعات منتمية للنصرة وداعش، او قاتلت في صفوف هؤلاء،اما في سوريا او ضدّ الجيش اللبناني على الاراضي اللبنانية، وهم باتوا بالمئات موقوفون بتهم ارهابية مختلفة، وكلهم في السجون اللبنانية.
المصادر تشير الى المظلة الامنية الدولية ـ الاميركية والفرنسية، التي ينعم بها لبنان، بدعم من المجموعة الاوروبية والدولية، لكن مع هذه المظلة لا احد يضمن الخيارات الاسرائيلية، التي بينها في اي لحظة شن العدوان على لبنان، مع استبعاده حالياً في هذه المرحلة، لكن الحدث الفلسطيني، باتت تعلم اسرائيل،انه تحوّل من يوم الجمعة اول من امس الى انتفاضة شعبية، ليس مقدراً لها الوقت المحدد.
المراجعات الدولية والديبلوماسية، تؤكد للمسؤولين اللبنانيين سياسيين وامنيين، ان الامور الاسرائيلية مضبوطة باتجاه لبنان، وان الغارات الاسرائيلية المتكررة في سوريا لاسباب سورية، تتعلق بالتسوية في سوريا وبالامن الاسرائيلي، في الجبهة الجنوبية، وهذا ما يجري البحث فيه دولياً وعلى المستوى الاقليمي، وليس للموضوع اي علاقة بالتصعيد في وجه حزب الله في لبنان، او ضدّ لبنان بشكل عام.
تؤكد المصادر الديبلوماسية الفرنسية والاميركية للبنانيين، ان لا خوف في الافق من اي حرب واسعة. لذلك على اللبنانيين الانتباه الى الاستقرار الداخلي بما فيه الامن الاستباقي، وهي السياسة الناجعة لاجهزة الامن اللبنانية، التي باتت محور حديث اوروبي وغربي، لما حققته من تبادل معلومات هامة في المنطقة، واستفادت منه بعض الاجهزة الدولية.
هذا الكلام المطمئن لبنانياً، لا يعني لدى المعنيين السكون له، بل ان المعنيين في لبنان يأخذون كل المعطيات بجدية امنية ويتابعون العمل الحثيث، في مرحلة حساسة تتطلب يقظة امنية كاملة، خصوصاً، بعد القطوع الذي مرّ على لبنان، وقد كان «قطوعاً سياسياً وامنياً بامتياز» تجاوزه اللبنايون بالوحدة الوطنية، وهي المطلوبة اليوم اكثر من ذي قبل.
خصوصاً ان التحذيرات الامنية، من عمليات ارهابية ما تزال متداولة، في منطقة يتربص فيها هذا العدو ليضرب ضربته. من هنا ان الجميع في لبنان يأخذ احتياطاته الامنية الجدية، خصوصاً بعد كشف عملين للعدو الاسرائيلي في بيروت وصيدا، وهما في المعتقد الامني، قد لا يكونا مفردين، بل من ضمن مجموعات امنية تعمل على الساحة اللبنانية، لوجستياً وامنياً والتحقيقات تتركز على هذه الامور، ويبدو ان فيها نتائتج، بدليل الصمت على العميل الاول، فيما بعد الضجة الاعلامية حصلت على العميل الثاني، وهو الممثل زياد عيتاني.
مهما يكن من امر، تؤكد مصادر وزارية بارزة، ان الوحدة الوطنية ودعم الجيش والاجهزة الامنية، قوة للجميع، مع ضرورة الانتباه الى بعض الصامتين الذين تورطوا، بمشاريع اثناء غياب الرئيس سعد الحريري. وبات الحريري يملك معطيات ومعلومات وافية ومؤكدة عن مشاريع البعض اسياسية منها والامنية...
ياسر الحريري - "الديار" - 10 كانون الأول 2017
إرسال تعليق