0
مع أن إمكان إدخال تعديلات على قانون الانتخاب أصبح من المحال ولا مجال لتعديل القانون، على رغم أن رئيس "التيار الوطني" الوزير جبران باسيل لا يزال يلح على هذه التعديلات، فإن العلاقة القائمة حالياً بين "القوات" وتيار "المستقبل" تنتظر لقاء القمة بين الدكتور سمير جعجع ورئيس الحكومة سعد الحريري، لعلهما يسرّعان إعادتها إلى طبيعتها في ضوء عدم توصل لجنة "المساعي الحميدة" التي تضم وزيري الثقافة غطاس خوري والإعلام ملحم رياشي إلى وضع ورقة عمل تتضمن أبرز نقاط الخلاف التي كانت وراء التوتر بين الطرفين منذ استقالة الحريري من الرياض في 4 تشرين الثاني الماضي وعودته عنها في بيروت بعد أن استجاب مجلس الوزراء لطلبه في إعادة تعويم سياسة النأي بالنفس التي تقوم على تحييد لبنان عن صراع المحاور وعدم التدخل في شؤون الدول العربية.

وريثما يحين الوقت لعقد قمة تمهد لإعادة الاعتبار للتحالف بين "المستقبل" و"القوات"، فإن مصادر مواكبة الاتصالات الجارية بينهما تؤكد أن الحريري يتهم "القوات" بالضلوع في المؤامرة التي كثر الحديث عنها منذ استقالة الحريري خلال وجوده في الرياض.

وتعتقد المصادر نفسها إن "التوتر الذي مضت عليه أسابيع عدة يكمن في أن "المستقبل" يأخذ على "القوات" إصراره على تحميله وزر كل ما يترتب في خصوص ما يحصل داخل الحكومة، وصولاً إلى الغمز من قناته بأنه يساير رئيس الجمهورية وفريقه الوزاري إلى اقصى الحدود، ما يدعو إلى الاعتقاد بأن "المستقبل" وحده كان وراء انتخابه، وهذا ما يلمسه الأخير كلما طرح السؤال على "القوات" حول ما يجري في البلد".

وترى المصادر هذه إن "المستقبل" و"القوات" محكومان بالتفاهم، على رغم أن الأول لا يخفي تحالفه الاستراتيجي مع عون ومن خلاله "التيار الوطني""، وتقول إنه "من السابق لأوانه التداول في التحالفات الانتخابية، لأن كل فريق يحتفظ لنفسه بما لديه من خصوصية، باعتبار أن لكل دائرة انتخابية خصوصيتها وأن التعاون الانتخابي سيحصل بالمفرق وليس بالجملة".

"الحياة" - 26 كانون الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top