"البيان - التسوية" الذي صدر عن مجلس الوزراء يعني بشكل مباشر أمرين: الاول أن "أزمة الاستقالة" انتهت والفترة غير الطبيعية بين ٤ تشرين الثاني و٤ كانون الأول كأنها لم تكن. والثاني أن هدنة سياسية قد أرسيت وسقفها الزمني هو الانتخابات المقبلة.. ولكن إذا كانت أزمة الاستقالة قد انتهت، فإن الأزمة لم تنته وما زالت قائمة. فالاستقالة هي نتاج أزمة إقليمية الأبعاد وتفصيل صغير فيها. والأزمة يمكن أن تعود في أي وقت وبأشكال جديدة. النتيجة الأساسية في كل ما حصل أن الرئيس سعد الحريري عاد الى "وضعه الطبيعي" ويعود الى السراي الحكومي متجاوزا أصعب "محنة سياسية" مر بها حتى الآن ووضعت مصيره ومستقبله على المحك. ولكن هل عاد الحريري أقوى أم أضعف مما كان عليه؟! ثمة نظريتان وإجابتان:
٭ الأولى تقول إن الحريري عاد أقوى مما كان وتصح معه مقولة إن "الضربة التي لا تميت تقوي"، فقد حقق الحريري في خلال هذه الأزمة ثلاثة إنجازات أساسية: الأول على المستوى الدولي بأن أثبت أنه يتمتع بتغطية وحماية دولية ـ عربية، وأن لديه شبكة علاقات دولية لا تتوافر لدى أي من المسؤولين وأركان الحكم في لبنان وتمتد من الولايات المتحدة الى روسيا وفرنسا، وصولا الى مصر وتركيا.
ـ الثاني على المستوى السياسي بعدما ثبت وتأكد أنه لا بديل عن سعد الحريري في رئاسة الحكومة، أقله في هذه المرحلة، وأنه ضرورة وحاجة للاستقرار بكل أوجهه السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذا ما يعطيه امتيازا ويتيح له الحصول على تقديمات وتنازلات من شركائه في التسوية والحكم.
ـ الثالث على المستوى الشعبي بعدما استعاد الحريري في شهر ما كان خسره في سنة بعد انخراطه في التسوية الرئاسية مع العماد عون وفي حكومة شراكة مع حزب الله، وبعدما كانت شعبية الحريري في مسار انحدار وبلغت أدنى مستوياتها عشية "الاستقالة"، فإنها عادت الى مسار صعود عشية الانتخابات التي لم يعد يتهيبها، لا بل بات يتحينها ويستعجلها لقطف ثمار الوضع الشعبي المتجدد و"تسييله" في صناديق الاقتراع قبل فوات الأوان.
٭ الثانية تعتبر أن الحريري يعود ضعيفا وليس قويا. صحيح أنه سجل تقدما سياسيا وشعبيا وبات في وضع أفضل، لكنه مازال الحلقة الأضعف في الحكم. وظواهر الامور لا تعكس "عمقها" الحقيقي وهشاشة الوضع، وأي تغيير جوهري لم يحدث، والرئيس سعد الحريري يشكو من عدة ثغرات ونقاط ضعف منها:
ـ الحريري "مدين" بعودته وبقائه في المعادلة الى الرئيس ميشال عون وحزب الله. وهذا وحده كاف لأن تكون علاقته معهما أفضل ومن موقع تحالف مع الأول وشراكة مع الثاني. وإذا كان عون والحزب أظهرا تفهما لظروفه واحتضانا له واستعدادا لتلبية شرطه للعودة، فإن هذه المرونة تقف عند حدود معينة ولا يقبل الطرفان أن يمارس الحريري بحجة أوضاعه "الابتزاز السياسي" ليحصل على كل ما يريد.
ـ الحالة الشعبية المتحلقة حول الحريري هي نتاج تعاطف وتضامن معه نتيجة ما واجهه من أوضاع ضاغطة ومهينة. ولكن هذه الحالة ظرفية ويمكن أن تتبدد إذا لم ترفدها أسباب وعوامل سياسية داعمة، وخصوصا في سياسات ومواقف الحريري للمرحلة المقبلة. يضاف الى ذلك أن الحريري محاصر، بعدما حسم الوضع داخل تيار المستقبل الذي صار "عائلة الحريري"، بوضع سياسي مبعثر ومشتت داخل الطائفة السنية وداخل جبهة الحلفاء (١٤ آذار سابقاً). ففي الطائفة أقام علاقة وطيدة مع المفتي ورجال الدين، ولكنه مازال يقاطع القيادات السياسية، وفي معسكر الحلفاء، الحريري يفتقد لأول مرة "الحليف المسيحي".
٭ الأولى تقول إن الحريري عاد أقوى مما كان وتصح معه مقولة إن "الضربة التي لا تميت تقوي"، فقد حقق الحريري في خلال هذه الأزمة ثلاثة إنجازات أساسية: الأول على المستوى الدولي بأن أثبت أنه يتمتع بتغطية وحماية دولية ـ عربية، وأن لديه شبكة علاقات دولية لا تتوافر لدى أي من المسؤولين وأركان الحكم في لبنان وتمتد من الولايات المتحدة الى روسيا وفرنسا، وصولا الى مصر وتركيا.
ـ الثاني على المستوى السياسي بعدما ثبت وتأكد أنه لا بديل عن سعد الحريري في رئاسة الحكومة، أقله في هذه المرحلة، وأنه ضرورة وحاجة للاستقرار بكل أوجهه السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذا ما يعطيه امتيازا ويتيح له الحصول على تقديمات وتنازلات من شركائه في التسوية والحكم.
ـ الثالث على المستوى الشعبي بعدما استعاد الحريري في شهر ما كان خسره في سنة بعد انخراطه في التسوية الرئاسية مع العماد عون وفي حكومة شراكة مع حزب الله، وبعدما كانت شعبية الحريري في مسار انحدار وبلغت أدنى مستوياتها عشية "الاستقالة"، فإنها عادت الى مسار صعود عشية الانتخابات التي لم يعد يتهيبها، لا بل بات يتحينها ويستعجلها لقطف ثمار الوضع الشعبي المتجدد و"تسييله" في صناديق الاقتراع قبل فوات الأوان.
٭ الثانية تعتبر أن الحريري يعود ضعيفا وليس قويا. صحيح أنه سجل تقدما سياسيا وشعبيا وبات في وضع أفضل، لكنه مازال الحلقة الأضعف في الحكم. وظواهر الامور لا تعكس "عمقها" الحقيقي وهشاشة الوضع، وأي تغيير جوهري لم يحدث، والرئيس سعد الحريري يشكو من عدة ثغرات ونقاط ضعف منها:
ـ الحريري "مدين" بعودته وبقائه في المعادلة الى الرئيس ميشال عون وحزب الله. وهذا وحده كاف لأن تكون علاقته معهما أفضل ومن موقع تحالف مع الأول وشراكة مع الثاني. وإذا كان عون والحزب أظهرا تفهما لظروفه واحتضانا له واستعدادا لتلبية شرطه للعودة، فإن هذه المرونة تقف عند حدود معينة ولا يقبل الطرفان أن يمارس الحريري بحجة أوضاعه "الابتزاز السياسي" ليحصل على كل ما يريد.
ـ الحالة الشعبية المتحلقة حول الحريري هي نتاج تعاطف وتضامن معه نتيجة ما واجهه من أوضاع ضاغطة ومهينة. ولكن هذه الحالة ظرفية ويمكن أن تتبدد إذا لم ترفدها أسباب وعوامل سياسية داعمة، وخصوصا في سياسات ومواقف الحريري للمرحلة المقبلة. يضاف الى ذلك أن الحريري محاصر، بعدما حسم الوضع داخل تيار المستقبل الذي صار "عائلة الحريري"، بوضع سياسي مبعثر ومشتت داخل الطائفة السنية وداخل جبهة الحلفاء (١٤ آذار سابقاً). ففي الطائفة أقام علاقة وطيدة مع المفتي ورجال الدين، ولكنه مازال يقاطع القيادات السياسية، وفي معسكر الحلفاء، الحريري يفتقد لأول مرة "الحليف المسيحي".
"الأنباء الكويتية" - 7 كانون الأول 2017
إرسال تعليق