0
مدّت التطورات التي حفل بها الاسبوع الماضي، أكان سياسيا أو "انمائيا"، التسويةَ الجديدة بجرعات دعم قوية ساهمت في شدّ عودها الطري وترسيخ أسسها أعمق في "التربة" اللبنانية. فمواقف رئيس الحكومة سعد الحريري الحاسمة في شأن ضرورة التقيد بالنأي بالنفس وقوله بحزم "إننا لا نحتاج الى متطوعين من الخارج للدفاع عن أرضنا"، ذهبت في هذا الاتجاه، تماما كما إقرار مجلس الوزراء رخصتين لاستكشاف وإنتاج النفط في البلوكين ٤ و9، في "إنجاز" نوعي أدخل لبنان نادي الدول النفطية، ما كان ليتحقق لولا عودة "التسوية" وترميمها.

وليكتمل المشهد، وقّع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين في لبنان والمنتشرين في 40 دولة، على ان يجري الاستحقاق في 6 ايار في الداخل وفي 22 و26 نيسان في الخارج، مرسلا إشارة واضحة الى قرار سياسي لا رجوع عنه يقضي بإجراء الاستحقاق النيابي في مواعيده الدستورية. والأرجح، الا يعلو في المرحلة المقبلة أي صوت فوق صوت الماكينات الانتخابية التي ستتحرك بوتيرة أسرع كلّما اقترب موعد الانتخابات التي ستستأثر بمعظم اهتمام الوسطين السياسي والشعبي.

وفي هذا الاطار، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" إن بعد تجاوز لبنان نهائيا مأزق استقالة الرئيس الحريري، وإنطلاق عجلات العهد مجددا بقوة وزخم، ستتفرّغ القوى السياسية، مع انتهاء عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، لترتيب أوراقها الانتخابية. وفي وقت تستبعد أي تعديل في القانون النسبي الذي تم إقراره، على رغم السهام التي وجّهت صوبه من السعودية أمس، وترجّح التخلي عن "الاصلاحات" التي لحظها كالبطاقة البيومترية والانتخاب في مكان السكن لا القيد، تشير المصادر الى ان الساحة السياسية ستشهد حركة اتصالات مكثفة في قابل الايام، ستفرز خريطة التحالفات الانتخابية المرتقبة.

وهنا، تقول المصادر ان إعلان الحريري أن "الانتخابات النيابية المقبلة ستكون بين خطين: من يريد الاستقرار والأمن والاقتصاد ومن يريد فقط الصراخ والمزايدة على سعد الحريري لتحصيل مكاسب بعيدة المنال"، يدل بوضوح الى أن تحالفات عابرة للخيارات السياسية وللاصطفاف التقليدي "8 و14 آذار"، ستطبع الاستحقاق المقبل.

واذ تشير الى ان العلاقة بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة والتي تعززت بعيد استقالة الاخير من الرياض، تجعل تحالفهما في الانتخابات أمرا شبه ثابت، تلفت المصادر الى ان الايام القليلة المقبلة ستكون مفصلية في تحديد مصير تحالف "المستقبل" و"القوات اللبنانية"، حيث من المرجّح وفق معلومات "المركزية" أن يجتمع الرئيس الحريري برئيس القوات سمير جعجع، الاسبوع المقبل، في لقاء سيساعد الى حد بعيد، في تظهير طبيعة العلاقة التي ستجمعهما في المرحلة المقبلة.

"المركزية" - 16 كانون الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top