0
لم يعد الخلاف القائم بين التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية يتداول همساً أو محصوراً على مستوى الحكومة والوزراء أو على مستوى قيادات من الصّف الثاني. بلا شكّ، فجّرت أزمة الرئيس سعد الحريري وما سبقها وتلاها من مواقف العلاقة بين التيار والقوات، إلى الحدّ الذي خرج معه أول من أمس الوزير جبران باسيل راسماً معالمه، ما استدعى ردّاً من رئيس القوات سمير جعجع.

منذ عودة الحريري إلى لبنان، تحاول القوات حصر الحديث عن الخلاف مع التيار الوطني الحر أو تيّار المستقبل في خانة الشائعات التي تطلقها "ماكينة حزب الله الإعلامية". وفي كلّ مرّة، كانت القوات تنفي وجود تصدعات اضافية في العلاقة مع "الرابية"، حتى إنّها نفت، قبل أيام، ما نقلته "الأخبار" عن مصادر في التيار الوطني الحرّ، مشكّكةً في أن تكون هذه المعلومات مصدرها التيار الوطني الحر. إلّا أنّ إطلالة باسيل التلفزيونية وإعلانه انقلاب القوات على التفاهم و"هي مدعوة إلى المراجعة"، يقطعان الشّك باليقين بالنسبة إلى موقف التيار الوطني الحرّ حيال دور القوات في الأزمة الأخيرة، في الوقت الذي تكشف فيه مواقف بعض القيادات في تيّار المستقبل المدى الذي وصل إليه الشرخ بين جعجع والحريري، بعدما تبيّن للأخير دور القوات في تحريض السعودية عليه.

ما هي الشروط المطلوبة من معراب للعودة إلى علاقة "ورقة إعلان النوايا" مع التيار؟ "لا نعرف"، تقول مصادر القوات اللبنانية، مضيفةً أنه "حين ننتهي من حلّ الخلاف مع تيار المستقبل، نتفرغ للإشكال مع التيار".

وتقول مصادر نيابية قواتية إنّ الكلام عن "تخلينا عن التسوية غير صحيح. فالقوات تعتبر أنّها وضعت جهداً كبيراً من أجل أن تتحقق هذه التسوية والمصالحة، وهي معنية بها"، لذلك، "ليس من السهل على من هو مُقتنع بالتسوية أن يُفكر في ضربها"، إضافة إلى أنه "لا يوجد بديل من التسوية"، تقول مصادر القوات، شارحةً أنّ "واحدة من النتائج المهمة للتسوية أنها حصّنت لبنان في وجه ما يحصل حوله". 

"الأخبار" - 8 كانون الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top