يؤلمني هذا الصمت الإعلامي المُريب تجاه قضية قمع حرية الإعلام وحرية الرأي وكمّ الأفواه... يؤلمني هذا التواطؤ مع الحدث كما لو أنه حدث عابر... بئس زمن يتساوى فيه الجلاّد والضحية، أما المواطن فشبه مستسلم يشرب نخب الإنكسارات تلوَ الأخرى كما لو أنها قدره ومصيره.
كيف لا نتحرك يداً بيد ليس فقط من أجل الدفاع عن حرية الإعلام بل من باب الوفاء لإعلامي لبناني يدعى مرسيل غانم، وافقت على أسلوبه أمّ لا "مش مهم" المهم أننا نتفق على أنه رمز مشرّف يُحتذى به في الإعلام اللبناني.
كيف لا نبادر وفاءه لقضية لبنان على مدى أكثر من عشرين عاماً بقي ينقل كلام الناس حتى أضحى صدى صوتهم. كيف ننسى محاربته الفساد وكشف المستور على المستوى الصحي والبيئي والإجتماعي والإقتصادي وحتى الفني والثقافي. كيف نتجاهل صرخاته معنا ضد الأخطاء الطبية ومحاولاته في جمع التبرعات للأطفال المرضى بالسرطان، وسعيه لإعادة المغتربين إلى لبنان وحثهم على الإستثمار في بلدهم. كيف لا نبادر الوفاء لمن سمع للشباب اللبناني على مدى ساعات طويلة من البث التلفزيوني. كيف لا نخجل من سكوتنا أمام من حمل راية الإعلام الحرّ على كاهله على مدى سنوات طويلة فكان مثال الإعلامي الموضوعي. نحن شعب "نسّى" للأسف!
أعلم أن محاولة النيل من سمعته عن سابق تصوّر وتصميم، وأعلم أنه "الحصرم في أعين كثر" لأنه لا يساوم ولا يصفّي حسابات خاصة على الهواء، وعلى مدى سنوات وبالرغم من صداقاته بقي على مسافة واحدة من جميع السياسيين، همّه الوحيد المواطن اللبناني، يتواطأ معنا بسخريته وقساوة تعابيره وقهقهاته التي تزلزل ضيوفه.
قبل ملاحقة مرسيل غانم لاحقوا شبح الموت الذي ينال من الشباب على الطرقات اللبنانية.
قبل ملاحقة مرسيل غانم لاحقوا عشرات جرائم الإغتصاب والقتل التي أصبحت متفشّية بشكل مخيف.
قبل ملاحقة مرسيل غانم لاحقوا ملوك الصفقات "على عينك يا تاجر"، لتدينوا فساد السلطة في مختلف المجالات.
كيف تحاضرون بالعفّة متجاهلين آلاف القضايا الملحّة التي تطرح مئات علامات الإستفهام؟ وأبرزها تلك التي أصابت الإعلام اللبناني على مرّ السنوات بخنجر في خاصرته، الضربات آلمته صحيح لكنها لم ولن تسكته...
هذه المرّة لن نسكت وسنحوّل قضية مرسيل غانم يوم محاكمته بتاريخ 18 كانون الأول إلى قضية رأي عام في مواجهة من وجدوا الوطن غالي الثمن فباعوه...
كيف لا نتحرك يداً بيد ليس فقط من أجل الدفاع عن حرية الإعلام بل من باب الوفاء لإعلامي لبناني يدعى مرسيل غانم، وافقت على أسلوبه أمّ لا "مش مهم" المهم أننا نتفق على أنه رمز مشرّف يُحتذى به في الإعلام اللبناني.
كيف لا نبادر وفاءه لقضية لبنان على مدى أكثر من عشرين عاماً بقي ينقل كلام الناس حتى أضحى صدى صوتهم. كيف ننسى محاربته الفساد وكشف المستور على المستوى الصحي والبيئي والإجتماعي والإقتصادي وحتى الفني والثقافي. كيف نتجاهل صرخاته معنا ضد الأخطاء الطبية ومحاولاته في جمع التبرعات للأطفال المرضى بالسرطان، وسعيه لإعادة المغتربين إلى لبنان وحثهم على الإستثمار في بلدهم. كيف لا نبادر الوفاء لمن سمع للشباب اللبناني على مدى ساعات طويلة من البث التلفزيوني. كيف لا نخجل من سكوتنا أمام من حمل راية الإعلام الحرّ على كاهله على مدى سنوات طويلة فكان مثال الإعلامي الموضوعي. نحن شعب "نسّى" للأسف!
أعلم أن محاولة النيل من سمعته عن سابق تصوّر وتصميم، وأعلم أنه "الحصرم في أعين كثر" لأنه لا يساوم ولا يصفّي حسابات خاصة على الهواء، وعلى مدى سنوات وبالرغم من صداقاته بقي على مسافة واحدة من جميع السياسيين، همّه الوحيد المواطن اللبناني، يتواطأ معنا بسخريته وقساوة تعابيره وقهقهاته التي تزلزل ضيوفه.
قبل ملاحقة مرسيل غانم لاحقوا شبح الموت الذي ينال من الشباب على الطرقات اللبنانية.
قبل ملاحقة مرسيل غانم لاحقوا عشرات جرائم الإغتصاب والقتل التي أصبحت متفشّية بشكل مخيف.
قبل ملاحقة مرسيل غانم لاحقوا ملوك الصفقات "على عينك يا تاجر"، لتدينوا فساد السلطة في مختلف المجالات.
كيف تحاضرون بالعفّة متجاهلين آلاف القضايا الملحّة التي تطرح مئات علامات الإستفهام؟ وأبرزها تلك التي أصابت الإعلام اللبناني على مرّ السنوات بخنجر في خاصرته، الضربات آلمته صحيح لكنها لم ولن تسكته...
هذه المرّة لن نسكت وسنحوّل قضية مرسيل غانم يوم محاكمته بتاريخ 18 كانون الأول إلى قضية رأي عام في مواجهة من وجدوا الوطن غالي الثمن فباعوه...
نسرين ظواهرة - موقع "الكتائب" - 7 كانون الأول 2017
إرسال تعليق