0
عندما تتعقد الصورة، يخطو سمير جعجع بهدوء بين أروقة معراب الواسعة، ويفكّر. وعندما يخرج، تحلو لرئيس "القوات اللبنانية" المشاوير الليلية باتجاه "بيت الوسط". توصف جلساته مع سعد الحريري بالصداقة من باب "المونة" الموجودة بين الرجلين.
سارع جعجع إلى ملاقاة استقالة الحريري في مواقف متتابعة بدأت في احتفال قواتي ولم تنته في تغريدات عبر "تويتر". بالمقابل، حاول خصوم معراب الإيحاء أن أجواءها كانت بعيدة أو مستبعدة عن شبكة الأحداث والمعلومات منذ ما قبل سفر الحريري الخاطف إلى السعودية وصولا إلى ما بعده... عندما أتى إعلان "التريث" لـ"يصب الزيت على النار".

يبني "الحكيم" في علاقته مع "بيت الوسط" على أن الخصم مشترك ومن ضفة واحدة، أي أن مطبة بين الرجلين ليست نزهة. وهذا ما يستدعي منه الحذر عند كل مفترق. ففي حين حرص على مكانة خاصة للـ "سين - سين"، لعب الجمهور المقابل على الوتر الإعلامي والعاطفي الأصعب، بهدف تحصين التسوية والحفاظ على "غطاء" الحريري. ولا شك أنه سجل نقطة. 

في كافة الأحوال، تحسس حزب "القوات" خيارين: إما أن يستمر وزراؤه في الحكومة ويتابعون بتشدد مع الملفات المنتظرة فيبقون هدف التيارين "المايسترو"، وإما الخروج في الوقت المناسب إلى المعارضة. أما الخيار الثالث فهو من "شطارة" المفاجآت في معراب. 

"عزل، عازل، معزول به"، وعلى هذا النحو عاد "الجيش الإلكتروني" ليقول: "نحن هنا". إذ "جيش الحكيم" نجح في صناعة رأي عام في ظروف أقسى من الحالية، وهو لن يجلس مكتوف الأيدي متى حارب الآخرون بسلاحه. ولدى هذا "الجيش" باع طويل وخصوصاً مع أقرب الحلفاء، فهو يحفظ "خط رجعة" أحيانا ويذهب بعيدا في "المهمة" أحيانا أخرى، ويحوّل الشائعات إلى فكاهة على طريقة "أكيد الحكيم إلو يد بإنقلاب اليمن". 

ظروف الربح والخسارة صنعت رصيد "القوات" بعد خروج "قائده" من الإعتقال. فعادة يواجه الخصم نظيره بمكمن الضعف لديه، لكن خصوم سمير جعجع يشدونه من "يده القوية" التي سبق و"جيّرت" الأنظار إلى حيث تشاء، من خارج الحكومة فالحكومة... وصولا إلى رهاناته في المرحلة المقبلة.

معراب هي معراب، قد تتموضع في مكان لا يرضى عنه مستقلٌّ صديق أو حزبٌ حليف، وقد "تكوّع" باتجاهٍ غير مألوف في قاموسها... لكن عاماً مضى وآخر على بعد أيام، وفي جعبة "القوات" أوراق يتكفل بها عام ٢٠١٨!

ريكاردو الشدياق - موقع mtv - 
4 كانون الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top