0
صبر فؤاد أبو ناضر على "المحنة" طويلاً. هو معروف بطول باله وهدوئه في أيام كهذه كما على جبهة مشتعلة. لا تجد خصوماً لفؤاد بمعنى الخصومة، رغم أنه مارس القيادة في مرحلة لا يُحسَد عليها وخرج منها كما دخل، أقله في عيون رفاقه. كثيرون لم يفهموه ما حال دون حصول ما يتمنى مرات عدة، فهو لم ينتزع شيئاً بالقوة وفضّل حكمة الإنتظار. لا يتمايز عن أنسبائه آل الجميّل في التوجه السياسي، ولم يتمسك بمكانة له في "الكتائب" أو خارجها.


بقي إسمه لصيقا بسنوات قاتل فيها وقاد وتعرض للإستهداف، ولم يغط على ذلك لقب آخر حتى الــ ٢٠١٧. أما الــ ٢٠١٨ فقد يكون "عام الحظ" بالنسبة لأبو ناضر وقد لا يكون، وفي الحالتين لم يعد يغرد وحيدا بل عاد من الباب العالي إلى الصيفي في لحظة إنتخابية بإمتياز. وبينما وجد حزب "الكتائب" نفسه بين مطرقة الخلاف الحاد مع رئيس الحكومة سعد الحريري وسندان وحدة الحال مع "القوات"، يأتي قائد "القوات اللبنانية" السابق -المرحب به في أكثر من مكان وخصوصاً في عيون معراب- ليحرّك المياه الراكدة على أبواب الإستحقاقات. 
 
وبين القائد السابق والقائد الحالي، ينظر سمير جعجع إلى أبو ناضر بعين أخرى. فالرجل وقف إلى جانب ستريدا في صورة قداس بكركي الشهير متجاوزاً أكثر من "حاجز"، ولم يعزل نفسه لاحقاً عن معراب في أي مناسبة. بينما اسمه ليس ثقيلاً "على قلب" التيار الوطني الحر حيث في ذمته كلام طيّب يعود إلى سنوات "عونية" خلت. 
 
لم يشغل نيابةً أو وزارةً في السابق، لكنه حالة تجمع بين حزبين وربما أكثر، وبرأي البعض، أنه "يشد العصب ويفتح شبابيك الصيفي على القواتيين وغيرهم... لما يحمل من إيجابية ومرونة". توقيت هذه العودة يُبقي على تساؤل: مَن بحاجة إلى الآخر الآن، "الكتائب" أم فؤاد؟ أو أن الحاجات اختلطت فولّدت ضرورة؟

ريكاردو الشدياق - موقع mtv - 
15 كانون الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top