0
لا تزال العلاقات المتوترة بين القوات والكتائب في عين الرصد السياسي، على وقع سجالات حادة بين المناصرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سارعت القيادتان إلى احتوائها في مراحل عديدة، وإن كانت فشلت في وضع حد نهائي لها. غير أن تقارب المواقف المبدئية من استقالة الرئيس سعد الحريري والنأي بالنفس (علما أن رئيس الكتائب النائب سامي الجميل كان قد ذهب إلى حد المطالبة بالحياد التام) بين الصيفي ومعراب دفع بعض المتفائلين إلى الحديث عن لقاء قريب بين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يؤسس لمرحلة جديدة من التواصل. غير أن الصيفي لا تزال على موقفها المعارض للتسوية، معتبرة أن هذا هو المعيار الوحيد لتوصيف العلاقات السياسية مع سائر الفرقاء، وإن كانت تبقي على شعرة معاوية مع القوات لتأمين ما تسميها "هدنة إعلامية"

وفي تعليق على احتمال حصول لقاء قريب بين الجميل وجعجع، أوضحت أوساط كتائبية لـ "المركزية" أن "على الأقل، في الظروف الراهنة وفي المدى المنظور، الأمر ليس واردا. غير أن ذلك لا ينفي أن خطوط التواصل بين الطرفين قائمة بالحد الذي يضمن "الهدنة الاعلامية"، وموقفنا السياسي معروف وقد أعلن عنه النائب سامي الجميل ويلتزمه حزب الكتائب: نحن في الموقع المعارض لهذه السلطة ولم نغيره يوما".

وفي ما يخص "طعن الرئيس سعد الحريري"، الذي ذهب العديد من التحليلات إلى اعتباره رسالة مباشرة إلى الكتائبيين الذين غردوا خارج سرب التسوية، ما تسبب بخلاف شاب علاقته مع المستقبل دفع رئيس الحكومة إلى رفض الاستماع إلى كلمة نائب المتن في البرلمان. اشارت أوساط الصيفي إلى أن "كل ما في الأمر أن في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، كان موقفنا واضحا لجهة رفض مرشح من 8 آذار أو يحمل أفكارها، وفي ذلك الحين، لم يكن الحريري رئيسا للحكومة".

على صعيد آخر، يستعد حزب الكتائب لما سماه حدثا سعيدا يتمثل في عودة قائد القوات اللبنانية سابقا فؤاد أبو ناضر (إبن شقيقة الرئيس أمين الجميل) إلى الكتائب بعد طول غياب، باحتفال يقام الخامسة عصر اليوم في البيت المركزي في الصيفي. وفي هذا الاطار، لفتت الأوساط إلى أن "أبو ناضر يعود إلى بيته. ونحن لا نقصد بذلك تمرير رسائل سياسية إلى أي فريق. ذلك أن الرجل كتائبي منذ زمن، علما أن النظام الداخلي للقوات اللبنانية يقتضي أن يعين المكتب السياسي الكتائبي قائد القوات اللبنانية. واليوم، هناك قيادة شبابية في الحزب، وأبو ناضر أيضا شاب كانت له نضالاته على مدى مراحل تاريخية كثيرة"، مشددة على أن الأخير "لم يعد إلى الكتائب، والتعبير الأدق هو أنه عاد إلى ممارسة النشاط الكتائبي من موقع المسؤولية، خصوصا أن بطاقته الكتائبية ما زالت صالحة، ولم يتم تعليق العمل بها يوما، ولم يختلف معهم على السياسة العامة".

وعما إذا كانت عودة أبو ناضر تمهيدا لترشيحه في الانتخابات النيابية المقبلة على لوائح الكتائب، اعتبرت الأوساط أن "من المبكر الكلام عن الانتخابات النيابية التي يبقى القرار في شأنها بين أيدي المكتب السياسي الكتائبي، بناء على آلية معينة، غير أن هذا لا ينفي أن في حال رغب أبو ناضر في الترشح إلى الانتخابات، ففي إمكانه تقديم ترشيحه إلى المكتب السياسي لإتخاذ القرار المناسب". 

"المركزية" - 13 كانون الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top