0
يتحدث الوزير السابق بطرس حرب بلغة الواثق بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة لانه يعرف حقيقة و«جوهر» الناخب البتروني والشمالي، مشيراً الى ان المأزق والاحباط عند غيره رغم «نعمة» العهد وخدماته، جازماً بانه لو جرت الانتخابات النيابية على اساس الستين لكان الثنائي المسيحي خسر معركة البترون. مستغرباً كيف ان رئيس البلاد يزور البترون مدشناً المشاريع، ملوحاً بيديه بشعار «التيار الوطني الحر» بدلاً من علم لبنان.
 
ويرد النائب بطرس حرب على الوزير جبران باسيل بحدة لجهة حديثه ان القانون الحالي يحمي المسيحيين حتى 2053، فيقول «الكارثة الاكبر على المسيحيين» في لبنان هو جبران باسيل، وسئل، ماذا لو وصل باسيل الى رئاسة الجمهورية؟ فيؤكد ان ذلك سيكون يوم «جناز لبنان»، متسائلاً، اين انجازات العهد وباسيل؟ وهل يعقل ان يجتمع وزير خارجية لبنان بوزير خارجية سوريا دون علم الحكومة اللبنانية وموافقتها، فيما لبنان يلتزم بالنأي بالنفس، والرسالة لمن؟
 
ثم يسترسل النائب بطرس حرب بالحديث عن اوضاع البلاد ومشاكله وتحديداً في رد المجلس الدستوري لقانون الضرائب ويقول: «عدم وجود موازنة يعني عدم وجود دولة»، فالموازنة تسمح بالمراقبة للحكومة ومشاريعها، وحيا قرار المجلس الدستوري كونه ضمن المؤسسات والحياة السياسية، ويبقى «صمام امان للبلد»، لكن النائب حرب يعترف ان «المجلس الدستوري تجاوز مواد الطعن، ومارس عمله الدستوري، والقانون لم يعطه ذلك، علماً ان ممارسة المجلس الدستوري ليست مشجعة، نتيجة الالتباسات التي ترافق عمله جراء كيفية تعيين اعضائه العشرة، ويبدي حرب ملاحظات على القرار الدستوري الاخير لجهة «عدم فرض ضرائب الا بقانون الموازنة» وهذا امر مخالف دستورياً.
 
ويؤكد حرب ان ما حصل تحول الى مواجهات بين الرئاسات الثلاث، وليس لديه علم اذا كان قرار المجلس الدستوري بايعاز او بتشجيع، والرئيس نبيه بري غمز من قناة الرئيس ميشال عون، ولم يفهم اعتراض نواب التيار الوطني الحر على السلسلة لانهم أول من وقعوا القانون وبعضهم دافع عنه.
 
ويغمز النائب حرب من قناة التيار الوطني الحر وجبران باسيل دون ان يسميه بالقول «الحياة السياسية «مخربطة» وتحكمها التجاذبات» وامور البلد «معركجة» والخلاف بين عون وبري ابعد من «كيمياء» لان هناك طرف سياسي يتمادى باستغلال روح التفاهم والتسوية القائمة بين القوى السياسية لاغراضه وغاياته الخاصة في الكهرباء و«البيرومترية» والرئيس بري خائف جداً من هذا المسار، ومن بعض «حديثي النعمة» بالسياسة الذين يستخدمون هذا النظام لأغراضهم ويحاولون فرض رأيهم على الاخرين وسيؤدي ذلك الى انفجار سياسي، والبعض ايضاً يستغل هذه التسوية لاستباحة كل شيء وهذا ما أوصلنا الى «المهوار» واشار الى ان السلسلة ستدفع اول الشهر، هكذا قال حزب الله، «السلسلة ستدفع يعني ستدفع».
 
وتابع «المشكلة الاساسية» تكمن ايضاً في ان وزارة المال اوضحت موقفها من موضوع الكهرباء، «لا صرف للكهرباء الا بقانون في مجلس النواب»، فيما البعض مصر على تمرير كل الملفات بدون قانون ولا رقابة وممارسة الفساد، هكذا يتم التعاطي في ادارة شؤون البلد وهذا ما سيؤدي الى كارثة، والامور لا يمكن ان تستمر بهذه الطريقة.
 
وعن طرح البعض تعليق المادة 87 من الدستور، فيؤكد حرب ان هذا الطرح غير دستوري ومخالف، فما معنى تعليق العمل بمادة دستورية، يعني تعديل الدستور؟ وهناك اصول لاصدار قانون لتعديل الدستور، وآلية للتعديلات الدستورية، والتعديل لا يمكن بقانون عادي، وهناك مهل وقوانين، وهذا الطرح يعبر عن جهل بالدستور.
 
واشار الى ان النواب العشرة سيقدمون طعناً جديداً امام المجلس الدستوري اذا جرى اقرار الضرائب بنفس الاسلوب والطريقة، فنحن كنواب عشرة ضد الضرائب على الطبقات الفقيرة، ومع الضرائب على المصارف والاملاك البحرية، ويجب الاخذ بقرار المجلس الدستوري.
 
واعتبر ان «الهلع» جراء قانون المجلس الدستوري وتداعياته «مفتعل» وغير صحيح مطلقاً ويؤدي الى فقدان الثقة بالاوضاع المالية.
 
ودعا الى ادخال «المرتشين» و«الزعران» وتجار بواخر الكهرباء الى السجون، وكل ما يجري مرده لعدم وجود الرقابة، واشار الى ان حماية لبنان تكمن بالتزامه بدفع المستحقات المالية عليه، ولم يتخلف عن اي استحقاق جراء هندسات مالية وسندات خزينة، وهذا امر جيد للبلد، واذا تخلف عن سداد اي استحقاق مالي «يفرط» لبنان.
 
واكد حرب انه قاطع «الامل» من التطوير وقيام دولة حقيقية في ظل هذه الممارسات، «فوزير مكافحة الفساد اصبح وزير الفساد».
 
ووصف ما يجري في كردستان بالخطير جداً، وسيؤدي الى تقسيم المنطقة، واسرائيل المستفيد الوحيد، هناك اجواء جديدة وعمليات تطبيع للعلاقات العربية الاسرائيلية، وفلسطين غابت عن كل المشهد الاخير، وهذا ما تريده اسرائيل.
 
واشار الى ان ما يجري في لبنان من خلافات اخيرة، وتحديداً بين حزب الله وتيار المستقبل مرتبط باحداث المنطقة، وكذلك لقاء باسيل -المعلم والخلاف كبير جداً حول هذه المسألة، وسعد الحريري لا يستطيع ان يبلعها. والجمهور السني مستاء جداً، وحتى معالجة ملف النازحين السوريين لا تكون «افرادية» بل بتوافق كل القوى السياسية والحل ليس بقرار من وزير الخارجية.
 
واعترف حرب ان الحكومة «باقية» ولعبة المصالح اقوى من الازمة، وبالنهاية «سيتصالحون» وسيتم احتوائها، واعتقد ان الرئيس الحريري لن يترك السلطة حالياً الا اذا كان هناك قرار سوري - ايراني باخراجه.
 
وقال: «الحكومة الحالية تنقذ سياسة حزب الله، ولا احد يريد مخالفة قراراته».
 
واشار الى ان مواقف سعد الحريري يعبر عن ارباك وضعف واذا بقي هكذا فانه سيدخل الانتخابات بـ 34 نائباً وسيخرج بـ5 نواب، واذا اخطأ في حساباته المالية عليه ان لا يخطئ في حساباته السياسية.
 
واعتبر ان قانون الانتخابات «عجيب غريب» وهو من انتاج جبران باسيل، وختم: «الاخلاق السياسية التي طبعت الماضي انتهت امام قلة الاخلاق الذي يتعاطى بها جبران باسيل».
 
كلام حرب جاء امام وفد رابطة خريجي كلية الاعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي.

رضوان الذيب - "الديار" - 28 أيلول 2017

إرسال تعليق

 
Top