0
لا تعتقد اوساط سياسية مسيحية بارزة في تحالف 8 آذار ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من النوع الذي يعطي كلمة ويخل بها او من الشخصيات التي تلتزم ولا تفي.
وتشير الاوساط الى ان معلوماتنا ان الرئيس عون لم يتعهد للقوى الداخلية في لبنان وخصوصاً تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري بأن يقطع علاقته مع حزب الله او أن يسير بلبنان عكس العلاقة الطبيعية مع سوريا وايران في مقابل الحفاظ على علاقات ندية مع الدول العربية والخليجية. وتلفت الاوساط الى ان «غض النظر» عن تجاوزات الحريري وفريقه السياسي من قطع الحساب الى غياب الموازنات ووجود شبهات في فساد وهدر وتمرير بعض التعيينات مسألة «تحدث» خلال التسويات التي تنفذ والتسوية الرئاسية الاخيرة سمحت بتمرير بعض «الحصص» للقوى السياسي كما درجت العادة اللبنانية مع التأكيد على اننا لن نقبل تبرئة ساحة الرئيس فؤاد السنيورة وكل من تورط ماليا منذ العام 1992 وحتى اليوم. 
 
اما في السياسة الخارجية وعلاقة لبنان مع سوريا وايران والدول الخليجية والعربية، فمن الطبيعي ان يلتزم عون المصلحة الوطنية وان يحترم خطاب القسم والبيان الوزاري. فليس عون من يقبل فرض التزامات عليه او يقبل إملاءات سعودية او من اي جهة اتت مقابل انتخابه.
 
وتوضح الاوساط ان لقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم امر طبيعي وسيادي ويخدم مصلحة لبنان ويتلاءم مع خطاب القسم والبيان الوزاري فالنأي بالنفس يسقط عندما يصبح مستقبل لبنان واستقراره في خطر امام قنبلة بشرية حجمها ثلاثة ملايين سوري يجب إعادتهم بشكل آمن الى المناطق السورية التي تحررها الدولة السورية تباعاً من التكفيريين والارهابيين.
 
وتقول الاوساط: فكما بدأ الرئيس عون السنة الاولى من عهده بزيارة السعودية يختمها بزيارة ايران وهنا «لب الموضوع»، اذا تكشف الاوساط ان هناك معلومات وصلتنا عن تخوف اميركي وسعودي من زيارة عون الى طهران وان توقيت الزيارة الى ايران يأتي في ظل سعي عون وباسيل بالتشارك مع حزب الله الى التطبيع مع نظام الرئيس بشار الاسد وجر لبنان حسب ما يسمونه الى حضن المحور الايراني- السوري.
 
وهذا الامر يرى فيه عون والحلفاء في تحالف 8 آذار انه مس بالسيادة الوطنية اللبنانية وان عون لا يقبل املاءات من احد وليس موظفا عند احد.
 
وعن الزيارتين المتزامنتين لكل من رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى الرياض امس، تؤكد الاوساط ان تزامنهما وتوقيتهما يأتي في «لحظة اشتباك» سياسي بين 8 و14 آذار وبين الفريق السيادي الحقيقي والذي يمثله عون وبين الفريق الذي يتبع المحور الاميركي- السعودي، وخصوصا انه يتخذ من لقاء باسيل- المعلم منصة للتصويب على عون وباسيل، والقوات والكتائب متضامنان مع المستقبل في هذه الحملة والثلاثة يصرون على رفض ما يسمى التطبيع مع سوريا ارضاء للرغبة السعودية بذلك. وتشير الاوساط الى ان الزيارتين تأخذان «طابع الاستدعاء» لإعطاء تعليمات جديدة ومختلفة عن مرحلة التهدئة التي فرضتها التسوية الرئاسية ويبدو ان هناك توجهاً سعودياً واميركياً جديداً بفتح المواجهة مع حزب الله على مصراعيها في الحكومة وفي الداخل عبر «نبش قبور موتى» 14 آذار ولتوتير الاجواء اعلاميا وسياسيا ومحاصرة عون ومنع العهد من تحقيق اي انجاز. ولا مشكلة ان يبقى لبنان بعيداً من علاقة متوازنة وندية مع ايران وسوريا على غرار العلاقات مع الخليج التي تريدها السعودية تبعية وعمياء لها وهذا ما لا «يمشي» مع عون وكل سيادي حر ومقاوم في لبنان.
 
وفي حين تؤكد الاوساط ان لا معلومات جدية لدينا عن نية سعودية- حريرية لتطيير الحكومة وبالتالي الانتخابات النيابية المقبلة في ايار، تشير الى اننا نتحضر لأسوأ الاحتمالات ونعتقد ان مرحلة الضغط السياسي بدأت وهي طبعا لن تأتي بنتيجة وعكس سياق الانتصارات والتسويات التي تفرض نفسها في المنطقة فعلى مرور العقود الثلاثة لم نرضخ واليوم لن نرضخ.

علي ضاوي - "الديار" - 28 أيلول 2017

إرسال تعليق

 
Top