0
ليس في طرابلس حتى الآن ما يوحي بان الانتخابات النيابية الفرعية ستجري لملء المقعدين الشاغرين الارثوذكسي باستقالة النائب روبير فاضل منذ اكثر من سنة،والعلوي بوفاة النائب بدر ونوس منذ حوالي الستة اشهر.

كل القيادات والتيارات السياسية في طرابلس تنظر الى هذا الاستحقاق بعين الاهتمام الممزوج بالحذر والترقب ذلك لان هذا الاستحقاق يقترب من المهلة الدستورية وعلى مسافة تبعد حوالي الثمانية اشهر من الانتخابات النيابية العامة المقررة في ايار العام 2018.

فالرئيس نجيب ميقاتي اعلنها صراحة قائلا : «نحن لها وماكينته الانتخابية في الاساس حاضرة وجاهزة لان مرشحه للمقعد الارثوذكسي الوزير نقولا نحاس ثابت ولا يمكن المساومة عليه، لقناعة متولدة عند الرئيس ميقاتي ان نحاس احد اركان فريقه السياسي الثابت رغم اقتراحات عدة وصلته بان الوزير نحاس غير مقيم في مدينته التي ينتمي اليها ابا عن جد ورغم ان عائلة نحاس من العائلات الارثوذكسية الطرابلسية المعروفة، وقد رد الرئيس ميقاتي عمليا على ناصحيه بتنظيم فريقه للقاءات تعرف بنحاس وتسوقه لدى الطرابلسيين..

اما مرشح الرئيس ميقاتي العلوي فلا يزال قيد المداولات بعد ان اطلق اكثر من اشارة نحو الرئيس الحريري للتوافق متاصفة ضمن لائحة تضم خيار الرئيس الحريري العلوي المتمثل بنجل النائب الراحل بدر ونوس بسام ونوس،والمقعد الارثوذكسي للوزير نحاس.
غير ان الرئيس الحريري -حسب مقربين منه- غير متحمس اساسا لخوض معركة فرعية في طرابلس غير مضمونة النتائج بعد تبلغه اكثر من دراسة احصائية طرابلسية لم تشجعه على خوض غمار المعركة الفرعية،رغم تحالفه الوثيق مع النائب محمد الصفدي الذي يرغب بترشيح سيدة ناشطة في المعترك الاجتماعي والمدني وعضوة سابقة في المجلس البلدي السيدة ليلى شحود تيشوري مما يحرج الرئيس الحريري الذي وعد نجل النائب الراحل بدر ونوس بان يكون خلفا لوالده،هذا من ناحية ومن ناحية اخرى بروز مرشح توافقي عن المقعد الارثوذكسي له اكثر من تجربة انتخابية في طرابلس هو عضو المنطقة الاقتصادية الحرة في طرابلس انطوان حبيب المقرب من الرئيس الحريري ومن النائب الصفدي ومن التيار الوطني الحر.

فالرئيس الحريري يقف امام هذه الخيارات مربكا حيث لا يستطيع اتخاذ القرار وحيدا دون حلفه مع الصفدي ولم يتجاوب مع اشارات الرئيس ميقاتي ووضع تياره في طرابلس لا يشجعه على الانفراد في القرار ويخشى انكشاف حجم تياره طرابلسيا مما ينعكس سلبا على معركته في ايار المقبل.

من جهته اللواء ريفي اكد جهوزيته لخوض المعركة الفرعية كما استحقاق ايار العام المقبل وابدى في اكثر من مناسبة حرصه على اجراء الاستحقاق الفرعي ويعقد اجتماعات لكوادره تحضيرا للاستحقاق وكأنه حتمي بغض النظر عما اذا كانت ستجري الانتخابات او لن تجري، ويبدو ان لريفي مصلحة في اجراء هذا الاستحقاق الذي سيكون بروفه للانتخابات العامة المقبل وجس نبض للشارع الطرابلسي واجرى اكثر من لقاء مع مرشحين عن المقعد الارثوذكسي والمقعد العلوي بعد دراسات مستفيضة عن السجل الشخصي لكل من المرشحين من حيث الواقع الشعبي المؤثر لكل مرشح والملاءة المالية لهم نظرا لحاجة المعركة الى تغطية مالية لا يستهان بها.

حتى الآن لا يمكن التكهن حول الانتخابات الفرعية بالرغم من اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق جهوزية الوزارة لها لكنه تجنب لغاية الآن تشكيل الهيئة الناخبة وجرى مؤخرا التداول باسماء الهيئة حيث طلبت الملفات الشخصية لكل منهم حيث يعتقد ان المهلة لتشكيل الهيئة ودعوة الناخبين قد تصدر في 17 أب الجاري على ان يحدد موعد الانتخابات في 25 ايلول والا سوف تلغى الانتخابات خاصة وان معظم الفرقاء باتوا على قناعة ان لاحاجة لاجراء هذه الانتخابات التي من شأنها ان تكشف حجم القوى السياسية كما ان الانتخابات العامة باتت على مسافة ثمانية اشهر، واكثر الذين يميلون الى الغائها الرئيس الحريري فيما رئيس الجمهورية يحرص على اجرائها في موعدها كونها اول استحقاق في عهده ويضع العهد في امتحان دستوري يحرص الرئيس عون على مصداقيته.

اما المزاج الشعبي في طرابلس فمتفاوت بين من هو متحمس لهذه المعركة وهم من الفئات الشعبية التي تعتبر ان الاستحقاق مجرد موسم يستفيدون منه خدماتيا او ماليا ومنهم من لا يعنيه الاستحقاق لانه مقتصر على مقعدين ارثوذكسي وعلوي ولذلك لا يعنيهم الامر وشريحة اخرى في الوسط العلوي كما الارثوذكسي يرون الاستحقاق فرصة اختبار للاحجام.

المفاتيح الانتخابية تترقب الاستحقاق الفرعي بحذر وكل مفتاح ينتظر اشارة زعيمه السياسي وبانتظار اطلاق الماكينات الانتخابية حيث ماكينة تيار العزم جاهزة واللواء ريفي بدأ عقد اجتماعات لكوادر تياره بينما التيار الازرق لا يزال مكتبه على حاله من الاسترخاء و يكشف احد اهم النشطاء في المعارك الانتخابية ان المعركة الانتخابية في طرابلس معركة نفوذ بين القوى السياسية بحيث ان كل قوة تسعى لان تكون في المركز الاول اما بالنسبة للعمل الميداني فيقول الناشط ان المهم هو توفير السيولة المادية وان بغياب الخدمات الانمائية والمشاريع عن مدينة طرابلس فان هم الناخبين في الاحياء الشعبية هو الاستفادة في الموسم الانتخابي من صرف الاموال ومن يفتح حنفيته اكثر سيكسب اصواتا اكثر لان الناخب في الاحياء الشعبية يعتقد ان المرشح حين يصل الى مبتغاه ينسى قواعده الشعببة ويصبح اللقاء به معجزة فلذلك كثيرون يتداولون ان الانتخابات فرصة نستفيد منها لان كائن من كان فائزا فلن يغيد بشيء والتجربة اكبر برهان حيث نواب المدينة اداروا الظهر لقواعدهم الشعبية وما عاد اللقاء بهم سهلا..

واعربت مفاتيح انتخابية عدة عن خشيتها من برودة الاقبال على الانتخاب ويسود اعتقاد ان نسبة الاقبال قد لا تتعدى الـ 15بالمئة من الناخبين لان الانظار تتجه الى الانتخابات العامة في ايار المقبل وان اشهر قليلة غير محرزة للنزول الى صناديق الاقتراع.

المفاتيح الانتخابية في احياء طرابلس لا زالوا حتى الآن في حالة ترقب فاحمد الحماد من منطقة جبل محسن ناشط من خلال جمعيته (روح الشباب) يرى انه في كل المعارك الانتخابية السابقة كان فيها الصوت العلوي غائب وغير مؤثر سوى الا كونه رافعة لمستوى اصوات القوى السياسية لذلك لم تهتم هذه القوى بجبل محسن ولم تعرها الاهتمام لكن في الانتخابات المقبلة وطبعا ليست الفرعية الصوت العلوي بات صوتا له وزنه وسيغير الكثير وسيكون له حيثية شعبية بداية بالصوت التفضيلي ومن ثم رفع نسبة اللائحة التي يشاركون فيها كابناء جبل محسن لذلك على كافة القوى النزول الى الارض والعمل على تلبية مطالب ابناء جبل محسن من توظيف حرم منه شباب جبل محسن ومشاريع انمائية تحتاجها جبل محسن واهملها نواب المدينة.

اما المزاج العام الشعبي في الميناء في الانتخابات الفرعية فبرأي السيد جان (ناشط اجتماعي ) ان عدد الناخبين الارثوذكس الأكبر يتمركز في مدينة الميناء. يقول أن المزاج العام في الميناء يتجه إلى ضرورة أن يكون المرشح لهذا المقعد من الميناء، بعد غياب مضى عليه اكثر من اربعين عام لم تمثل فيه الميناء بنائب بينما الظرف الحالي بات مناسبا لهذا الاختيار الميناوي لضمان مشاركة الناخبين الارثوذكس في المدينة.

وباعتقاد السيد جان ان الميناء زاخرة بالوجوه الارثوذكسية الفاعلة والمؤثرة في الحياة العامة، وأن الظرف مناسب لعودة المقعد الارثوذكسي إلى الميناء بعد أن ملأه لسنوات طويلة النائب المرحوم فؤاد البرط قبل أن يذهب المقعد إلى طرابلس مع النائب سليم حبيب ثم إلى النائب المرحوم موريس فاضل فابنه النائب روبير الذي قدم استقالته.

ويقول ان تغيّر الواقع الاجتماعي في الميناء افرز عائلات كبيرة العدد، فيها الطبيب والمحامي والاستاذ الجامعي والمهندس والمصرفي ما يجعل مروحة توافر شخصيات ارثوذكسية متوافرة، ما يدعو القيادات السياسية وأهل الشأن العام إلى التعاون مع إحدى هذه الشخصيات، سواء على الصعيد السياسي أو العائلي لتمثيل الميناء. طبعا هذا مزاج عام لا يلغي الواقع السياسي الذي قد يستقرّ على شخصيات من خارج الميناء.

اما رئيس نقابة البقالة والمواد الغذائية في طرابلس الشيخ بسام المصري وهو احد الناشطين في منطقة ابي سمراء وطرابلس عامة برايه ان معظم المواطنين يميلون الى التغيير سواء في الانتخابات الفرعية او الانتخابات العامة المقبلة وقد ضاق صدر المواطنين بالوجوه التقليدية التي تتكرر في كل انتخابات في طرابلس وبرأيه ان التغيير في المدينة حاصل لا محالة لانها مدينة تحتاج الى وجوه شابة وفاعلة ورهان الشيخ المصري على الصوت الطرابلسي الفتي ولذلك ستكون المعركة شديدة في مواجهة الشخصيات السياسية التقليدية.

الحاج محمود صاحب محل في الاسواق الداخلية يقول النواب الحاليين اصبحوا بضاعة كاسدة ونحن نريد ممثلين فعليين لطرابلس ينهضون باحيائهم الشعبية الفقيرة، لا نريد ممثلين علينا بل نريد من يمثلنا وييخرج من صفوفنا صفوف الفقراء والمعترين، يأكل من اكلنا ويشرب شربنا ويجالسنا ويحس بمتاعبنا وبالامينا ونحن ضد كل هذه الطبقة السياسية الفاسدة.

دموع الأسمر - "الديار" - 6 آب 2017

إرسال تعليق

 
Top