في آخر خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قبل أيام، وفي الفترة الواقعة بين معركتين ضد «النصرة» و«داعش»، كان من بين النقاط اللافتة فيه، ما يتعلق باستعداد حزب الله لتسليم الجيش اللبناني منطقة جرود عرسال.
في الواقع، جملة أسباب وعوامل تقف وراء قرار حزب الله الواضح والمسبق (متخذ قبل المعركة) بتسليم منطقة جرود عرسال الى الجيش اللبناني، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1 - السبب الذي أورده أمين عام حزب الله في كلامه، وهو تفادي أي احتكاكات وحساسيات مع أهالي عرسال وتوفير ظروف ومناخات ملائمة لعودتهم الى أعمالهم وأرزاقهم في الجرود... وهذا العامل يندرج في إطار استراتيجية ثابتة يتبعها حزب الله منذ تفجر الحرب في سوريا وذهابه الى القتال هناك، وأول بند فيها هو تفادي الفتنة السنية الشيعية في لبنان، ليس فقط لأن الحزب يريد أن «يحمي ظهره» من خلال جبهة داخلية مستقرة، وإنما لأن أي اقتتال داخلي في لبنان سيعرض كل مشروع حزب الله ومكاسبه للخطر، ولن يكون فيه رابح ومنتصر.
2 - تعزيز وترسيخ العلاقة مع الجيش اللبناني في إطار معادلة «جيش وشعب ومقاومة»، والحرب المشتركة ضد الإرهاب، وفعل كل ما يلزم لتأكيد «وحدة الحال» معه ولكسب ثقته... ومن بين أسباب الحرص الشديد الذي يبديه حزب الله على الجيش اللبناني والعلاقة معه، إدراكه أن هذه العلاقة هي في أساس معادلة الاستقرار الداخلي، وأن التركيز الرئيسي من جانب قوى إقليمية ودولية معادية لحزب الله ومتضررة من نفوذه وحجمه ودوره «الإقليمي» سيكون في مرحلة ما بعد سوريا على ضرب العلاقة بين الجيش والحزب والإيقاع بينهما كأقصر الطرق الى إشغاله وإرباكه وإضعافه.
3 - تلميع وتحسين صورة حزب الله «الخارجية» والرد عبر ذلك على عمليات ومشاريع التضييق والضغط الجارية ضد الحزب، إن من خلال تصنيفه تنظيما إرهابيا أو من خلال ملاحقته وفرض عقوبات ضده. وحزب الله من خلال سياسات وخطوات تظهره في موقع المحارب للإرهاب وفي موقع المبادر الى تسهيل عملية بسط الدولة سلطتها، والى تسليم الجيش اللبناني مواقع وأراض، إنما يرسل إشارات ورسائل الى المجتمع الدولي يريد من خلالها الحد ما أمكن من الإجراءات المتوقع اتخاذها ضده.
4 - قطع الطريق على أي احتمال أو توجه الى توسيع تطبيق القرار ١٧٠١ وعمل وانتشار القوات الدولية من الحدود الجنوبية مع إسرائيل الى الحدود الشرقية مع سوريا، بعدما ظهرت مطالبات داخلية (بيانات كتلة المستقبل) ومناخات أميركية تدعم وجود مثل هذا التوجه... فإذا كان انتشار حزب الله على الحدود السورية اللبنانية يعزز فرضية استقدام قوات دولية، فإن تسلم الجيش اللبناني لكل الحدود من شأنه أن يعطل مثل هذه الفرضية ويسحب ذريعة «تدويل» هذه الحدود، خاصة بعد ما بدا من قدرة للحزب على فرض إرادته على الدولة وسلما أو حربا ما ينفي الحاجة إلى مثل هذا الصدام.
5 - الحدود اللبنانية السورية والسلسلة الشرقية بعد انتهاء معارك الجرود تعود الى «وضع طبيعي»، بحيث يكفيها وجود الجيش اللبناني ولا يعود لتواجد حزب الله فيها من ضرورة وحاجة ويتيح له سحب وحدات مقاتلة يحتاجها في الحرب المستمرة في سورية، لاسيما في المعركة «الاستراتيجية» الدائرة عند الحدود السورية العراقية لإحكام الربط وفتح الحدود مع العراق بعدما حصل هذا الأمر من جهة الحدود مع لبنان.
في الواقع، جملة أسباب وعوامل تقف وراء قرار حزب الله الواضح والمسبق (متخذ قبل المعركة) بتسليم منطقة جرود عرسال الى الجيش اللبناني، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1 - السبب الذي أورده أمين عام حزب الله في كلامه، وهو تفادي أي احتكاكات وحساسيات مع أهالي عرسال وتوفير ظروف ومناخات ملائمة لعودتهم الى أعمالهم وأرزاقهم في الجرود... وهذا العامل يندرج في إطار استراتيجية ثابتة يتبعها حزب الله منذ تفجر الحرب في سوريا وذهابه الى القتال هناك، وأول بند فيها هو تفادي الفتنة السنية الشيعية في لبنان، ليس فقط لأن الحزب يريد أن «يحمي ظهره» من خلال جبهة داخلية مستقرة، وإنما لأن أي اقتتال داخلي في لبنان سيعرض كل مشروع حزب الله ومكاسبه للخطر، ولن يكون فيه رابح ومنتصر.
2 - تعزيز وترسيخ العلاقة مع الجيش اللبناني في إطار معادلة «جيش وشعب ومقاومة»، والحرب المشتركة ضد الإرهاب، وفعل كل ما يلزم لتأكيد «وحدة الحال» معه ولكسب ثقته... ومن بين أسباب الحرص الشديد الذي يبديه حزب الله على الجيش اللبناني والعلاقة معه، إدراكه أن هذه العلاقة هي في أساس معادلة الاستقرار الداخلي، وأن التركيز الرئيسي من جانب قوى إقليمية ودولية معادية لحزب الله ومتضررة من نفوذه وحجمه ودوره «الإقليمي» سيكون في مرحلة ما بعد سوريا على ضرب العلاقة بين الجيش والحزب والإيقاع بينهما كأقصر الطرق الى إشغاله وإرباكه وإضعافه.
3 - تلميع وتحسين صورة حزب الله «الخارجية» والرد عبر ذلك على عمليات ومشاريع التضييق والضغط الجارية ضد الحزب، إن من خلال تصنيفه تنظيما إرهابيا أو من خلال ملاحقته وفرض عقوبات ضده. وحزب الله من خلال سياسات وخطوات تظهره في موقع المحارب للإرهاب وفي موقع المبادر الى تسهيل عملية بسط الدولة سلطتها، والى تسليم الجيش اللبناني مواقع وأراض، إنما يرسل إشارات ورسائل الى المجتمع الدولي يريد من خلالها الحد ما أمكن من الإجراءات المتوقع اتخاذها ضده.
4 - قطع الطريق على أي احتمال أو توجه الى توسيع تطبيق القرار ١٧٠١ وعمل وانتشار القوات الدولية من الحدود الجنوبية مع إسرائيل الى الحدود الشرقية مع سوريا، بعدما ظهرت مطالبات داخلية (بيانات كتلة المستقبل) ومناخات أميركية تدعم وجود مثل هذا التوجه... فإذا كان انتشار حزب الله على الحدود السورية اللبنانية يعزز فرضية استقدام قوات دولية، فإن تسلم الجيش اللبناني لكل الحدود من شأنه أن يعطل مثل هذه الفرضية ويسحب ذريعة «تدويل» هذه الحدود، خاصة بعد ما بدا من قدرة للحزب على فرض إرادته على الدولة وسلما أو حربا ما ينفي الحاجة إلى مثل هذا الصدام.
5 - الحدود اللبنانية السورية والسلسلة الشرقية بعد انتهاء معارك الجرود تعود الى «وضع طبيعي»، بحيث يكفيها وجود الجيش اللبناني ولا يعود لتواجد حزب الله فيها من ضرورة وحاجة ويتيح له سحب وحدات مقاتلة يحتاجها في الحرب المستمرة في سورية، لاسيما في المعركة «الاستراتيجية» الدائرة عند الحدود السورية العراقية لإحكام الربط وفتح الحدود مع العراق بعدما حصل هذا الأمر من جهة الحدود مع لبنان.
"الأنباء الكويتية" - 10 آب 2017
إرسال تعليق