يخرج صوت الموسيقى الكلاسيكيّة من مكتب وزير الخارجيّة جبران باسيل في وزارة الخارجيّة. مبنى الوزارة يشبه الجمهوريّة. تصدُّعات لا تلغي العراقة، وموسيقى جميلة لا تمنع الكلام في السياسة وتشعّباتها. طلب وزير العهد الأول منذ سنوات نقل الوزارة التي تتفرّع الى أبنية متجاورة وتكبّد الدولة بدلات إيجار سنويّة الى مبنى واحد، من دون أن يجد تجاوباً. حتى جبران باسيل، صدّق أو لا تصدّق، لا حول له ولا قوّة أحياناً.
يصغي باسيل، مبتسماً الى حدّ السخرية، الى التحليلات عمّا انتهت إليه معركة الجرود. لا صفقة يقول. ويؤكّد أنّ ما يفعله حزب الله خارج لبنان "ما خصّنا فيه". إلا أنّه يبدو واضحاً في تحفّظه على ما خلصت إليه المعركة من إخراج للمسلّحين. يقول: "لو عاد القرار لي، كنت مع خيار الاستمرار في المعركة".
يرفض رئيس التيّار الوطني الحر تحميل حزبه أيّ مسؤوليّة في الموافقة على هذا الإخراج لنهاية المعركة. يكرّر الإشادة بـ "العهد المختلف" وبقائد الجيش "المندفع"، إلا أنّه يرفض، في الوقت نفسه، تحميل الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل والعماد جان قهوجي المسؤوليّة عن المرحلة الماضية. يعلن أنّ القرار السياسي كان غائباً في تلك المرحلة بفعل الظروف الخارجيّة، ولا علاقة لهؤلاء بالأمر، ومن الأفضل للجميع طوي الصفحة. نسأل عن المسؤول، فيجيب أنّه معروف. نسأل إذا كان يحمّل رئيس الحكومة سعد الحريري المسؤوليّة عن تلك المرحلة، فيرفض التسمية ويبتسم.
يكثر باسيل من الابتسام. يتابع عبر الهاتف مسار التصويت على قرار التمديد لـ "اليونيفيل"، ويشير الى أنّه "كانت هناك محاولة لتعديل مهامها بمسعى إسرائيلي ولكن أوقفنا هذا الأمر"، مشدّداً على أنّه "يجب أن يكون لبنان مستنفراً دبلوماسيّاً لهذه الغاية".
وعن العلاقة مع سوريا، يلفت باسيل الى أنّها تسير بالحدّ الأدنى، مع مراعاة للانقسام الداخلي بين مؤيّد لسوريا ومعارض لها، جازماً بأنّ التنسيق قائم بين الدولتين حول الكثير من الأمور، وخصوصاً بين الجيشين، سائلاً: "هل يمكن أن تخاض معركة ضدّ عدوّ مشترك على حدود متداخلة من دون تنسيق؟".
"يقصف" باسيل، بعبارة واحدة عشرات التصريحات عن غياب التنسيق بين الجيشين.
ويشكو باسيل من غياب القرار السياسي حول الكثير من القضايا، أبرزها ملف النازحين. يكشف أنّ الحملة التي يقودها في هذا الملف هدأت منذ فترة بفعل عوامل طارئة. يغمز من قناة فريق لبناني يستخدم هذا الملف كورقة سياسيّة، فنسأله مجدّداً إذا كان يقصد الحريري، فيكرّر الابتسام ولا يسمّي.
ويضيف: "قيل في السابق إنّنا اتفقنا على كلّ شيء قبل الانتخابات الرئاسيّة، وهذا ليس صحيحاً بدليل أنّنا نختلف حول الكثير من الملفات، حتى مع الحلفاء".
أما في الشأن الانتخابي، فيؤكد باسيل أن لا تعديلات ستدخل على قانون الانتخاب الجديد، إلا أنّه يشير الى أنّه "في حال لن تُعتمد البطاقة الممغنطة وامكانيّة التصويت في مكان السكن، فإنّنا سنصرّ على اجراء الانتخابات فوراً والغاء مفاعيل التمديد للمجلس النيابي لأنّ حجّة التمديد كانت اعتماد هذه الإصلاحات".
ويبدو جازماً، في ملف الكهرباء، بأنّ الخطّة ستسلك طريقها الى التنفيذ، وما يحصل حاليّاً لن يجدي إلا بتأخيرها، مؤكداً عدم وجود نيّة لدى البعض بأن تصبح الكهرباء مُؤمَّنة دائماً، كاشفاً عن أنّ كثيرين شكّكوا بوجود منفعة شخصيّة له في هذا الملف لأنّ اللبنانيّين اعتادوا على مثل هذا السلوك لدى السياسيّين.
يختم باسيل حديثه الطويل "على الواقف"، بعيداً عن الكرسي التي جلس عليها العشرات من أسلافه ولم تتغيّر. يقول إنّه ليس راضياً عن نفسه، فالبلد يحتاج الى جهدٍ أكبر ويجب أن يعطي وقتاً أكثر للعمل. تبتسم مستشارته الإعلاميّة الزميلة ألين فرح وكأنّها تقول "بعد ناقصنا شغل أكتر".
يصغي باسيل، مبتسماً الى حدّ السخرية، الى التحليلات عمّا انتهت إليه معركة الجرود. لا صفقة يقول. ويؤكّد أنّ ما يفعله حزب الله خارج لبنان "ما خصّنا فيه". إلا أنّه يبدو واضحاً في تحفّظه على ما خلصت إليه المعركة من إخراج للمسلّحين. يقول: "لو عاد القرار لي، كنت مع خيار الاستمرار في المعركة".
يرفض رئيس التيّار الوطني الحر تحميل حزبه أيّ مسؤوليّة في الموافقة على هذا الإخراج لنهاية المعركة. يكرّر الإشادة بـ "العهد المختلف" وبقائد الجيش "المندفع"، إلا أنّه يرفض، في الوقت نفسه، تحميل الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل والعماد جان قهوجي المسؤوليّة عن المرحلة الماضية. يعلن أنّ القرار السياسي كان غائباً في تلك المرحلة بفعل الظروف الخارجيّة، ولا علاقة لهؤلاء بالأمر، ومن الأفضل للجميع طوي الصفحة. نسأل عن المسؤول، فيجيب أنّه معروف. نسأل إذا كان يحمّل رئيس الحكومة سعد الحريري المسؤوليّة عن تلك المرحلة، فيرفض التسمية ويبتسم.
يكثر باسيل من الابتسام. يتابع عبر الهاتف مسار التصويت على قرار التمديد لـ "اليونيفيل"، ويشير الى أنّه "كانت هناك محاولة لتعديل مهامها بمسعى إسرائيلي ولكن أوقفنا هذا الأمر"، مشدّداً على أنّه "يجب أن يكون لبنان مستنفراً دبلوماسيّاً لهذه الغاية".
وعن العلاقة مع سوريا، يلفت باسيل الى أنّها تسير بالحدّ الأدنى، مع مراعاة للانقسام الداخلي بين مؤيّد لسوريا ومعارض لها، جازماً بأنّ التنسيق قائم بين الدولتين حول الكثير من الأمور، وخصوصاً بين الجيشين، سائلاً: "هل يمكن أن تخاض معركة ضدّ عدوّ مشترك على حدود متداخلة من دون تنسيق؟".
"يقصف" باسيل، بعبارة واحدة عشرات التصريحات عن غياب التنسيق بين الجيشين.
ويشكو باسيل من غياب القرار السياسي حول الكثير من القضايا، أبرزها ملف النازحين. يكشف أنّ الحملة التي يقودها في هذا الملف هدأت منذ فترة بفعل عوامل طارئة. يغمز من قناة فريق لبناني يستخدم هذا الملف كورقة سياسيّة، فنسأله مجدّداً إذا كان يقصد الحريري، فيكرّر الابتسام ولا يسمّي.
ويضيف: "قيل في السابق إنّنا اتفقنا على كلّ شيء قبل الانتخابات الرئاسيّة، وهذا ليس صحيحاً بدليل أنّنا نختلف حول الكثير من الملفات، حتى مع الحلفاء".
أما في الشأن الانتخابي، فيؤكد باسيل أن لا تعديلات ستدخل على قانون الانتخاب الجديد، إلا أنّه يشير الى أنّه "في حال لن تُعتمد البطاقة الممغنطة وامكانيّة التصويت في مكان السكن، فإنّنا سنصرّ على اجراء الانتخابات فوراً والغاء مفاعيل التمديد للمجلس النيابي لأنّ حجّة التمديد كانت اعتماد هذه الإصلاحات".
ويبدو جازماً، في ملف الكهرباء، بأنّ الخطّة ستسلك طريقها الى التنفيذ، وما يحصل حاليّاً لن يجدي إلا بتأخيرها، مؤكداً عدم وجود نيّة لدى البعض بأن تصبح الكهرباء مُؤمَّنة دائماً، كاشفاً عن أنّ كثيرين شكّكوا بوجود منفعة شخصيّة له في هذا الملف لأنّ اللبنانيّين اعتادوا على مثل هذا السلوك لدى السياسيّين.
يختم باسيل حديثه الطويل "على الواقف"، بعيداً عن الكرسي التي جلس عليها العشرات من أسلافه ولم تتغيّر. يقول إنّه ليس راضياً عن نفسه، فالبلد يحتاج الى جهدٍ أكبر ويجب أن يعطي وقتاً أكثر للعمل. تبتسم مستشارته الإعلاميّة الزميلة ألين فرح وكأنّها تقول "بعد ناقصنا شغل أكتر".
MTV
داني حداد - 31 اب 2017
إرسال تعليق