0
تؤكد مصادر رفيعة المستوى في تحالف 8 آذار ان هناك بعض اللبنانيين الذين لا يتعظون من الماضي ولا يقرأون في الحاضر ولا ينظرون الى المستقبل. وتلفت المصادر الى ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير ليس خطابا عاديا او مجرد إطلالة للاضاءة على ما يجري من احداث على حدود لبنان واطراف سلسلة لبنان الشرقية. فالسيد نصرالله وفي كل مرة يطل فيها متحدثاً في شأن محلي او اقليمي ودولي يهدف الى تقييم الاوضاع وابداء رأي وتصور قيادة الحزب وبعد تشاور واخذ ورد فيما بينها واحيانا يجري التداول بالمعطيات مع الحلفاء اذا اقتضت الضرورة ذلك. وهذا التشاور يكون عادة في الملفات الداخلية والحساسة منها كانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وقانون الانتخاب والتحالفات الانتخابية والتحالفات السياسية وغيرها من القضايا الاستراتيجية. ولا تخفي المصادر ان العلاقة مع سوريا وضرورة التنسيق بين لبنان وسوريا كدولتين جارتين وشقيقتين وعبر حكومة البلدين، كان مدار تشاور مستمر ومكثف بين حزب الله وحركة امل وتيار المردة والتيار الوطني الحر وباقي الحلفاء في 8 آذار. وخلصت هذه المشاورات الى ضرورة عودة العلاقات الحقيقية بين لبنان وسوريا كما يجب وكما ينص اتفاق الطائف فهناك سفارتان بين البلدين وهناك مجلس اعلى لبناني - سوري وهناك اكثر من 300 اتفاقية امنية وسياسية وقضائية وعسكرية واقتصادية وتجارية وسياحية فلا يمكننا القفز فوق كل ذلك لان كل من الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع تعهد لواشنطن والرياض بأن يكون رأس حربة مواجهة «التحالف السوري- الايراني- الحزب اللاوي». كما يكرر المقربون منهما في المجالس الخاصة. وتؤكد المصادر الرفيعة المستوى في 8 آذار ان التشاور بين اقطاب 8 آذار وحزب الله وحركة امل خلص الى ضرورة ان يلبي الوزراء الثلاثة حسين الحاج حسن وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس دعوة الحكومة السورية الى معرض دمشق الذي عاد بعد إنقطاع وكمؤشر على استعادة الدولة السورية لزمام الامور في سوريا. وتوضح المصادر ان اصرار حزب الله و8 آذار على بدء التنسيق الفعلي والكامل بين لبنان وسوريا وعبر الحكومة والوزارات وكل المؤسسات العامة بين البلدين يصب في مصلحة لبنان لان عكس ذلك يضر بمصلحته ويجعل العلاقة الطيبة بين البلدين في مأزق. فكيف يتسابق سياسيون وامنيون وعسكريون غربيون واوروبيون وخليجيون وعرب وافارقة الى الذهاب علنا وسرا الى سوريا والتنسيق معها امنيا وعسكريا واقتصاديا وكثيرا من هؤلاء كان يريد اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد و«تدمير سوريا على رأسه» كما تعهد دبلوماسي سعودي يوما امام ما يسمى المعارضة السورية في الخارج، ويبقى لبنان الوحيد الذي يرفض التنسيق مع سوريا ويصر بعض المشاركين في الحكومة على عدم الاعتراف بسوريا ونظامها وهما موجودان كامر واقع؟

وتشير المصادر الى ان المعلومات الواردة من الشام وعلى لسان كبار المسؤولين السوريين تؤكد ان ما كان قبل اذار 2011 وخلاله لم يعد موجودا اليوم ومعظم الذين كانوا يدعمون المؤامرة على سوريا فشلوا وخسروا ويعيدون اليوم حساباتهم وفي مقدمتهم الاميركيين الذين يبحثون جديا مع الروس مباشرة ومع الايرانيين بشكل غير مباشر مسألة التوصل الى حل سياسي في سوريا ينهي الازمة ويعيد إعمار ما تهدم. كما تحذو حذو اميركا كل من فرنسا والسعودية. وتلمح المصادر الى ان هناك تبدل «ما» في تعاطي السعودية مع ايران وفي تغير رأي وتوجه السعودية تجاه سوريا. وتشير الى وجود تقدم في الوساطة العراقية لجمع ايران والسعودية ولو لزم الامر بعض الوقت لانضاج المساعي.

وتستعيد المصادر اجزاءً من خطاب السيد نصرالله الاخير والذي شرح فيه الحاجة وضرورة التنسيق مع سوريا في ملف داعش وجرود رأس بعلبك والقاع وحتمية انهاء ملف العسكريين التسعة المختطفين لدى داعش. وخلاصة حديث نصرالله انه وجه رسائل نصح لمن يعنيهم الامر في الداخل اللبناني وللمشاركين في الحكومة فإما عودة الامور الى سياقها الطبيعي في العلاقة مع سوريا وفي ذلك مصلحة قومية ولبنانية وباهمية الانتصار المسجل في «الجردين» عرسال وراس بعلبك وإما امامنا مشكلة داخلية تكمن في إصرار فريق لبناني على التبعية للاميركيين والسعوديين وإغراق لبنان في هذا المحور ومعاداة سوريا. وهذا يعني ان لا حاجة بعد اليوم لحكومة شراكة ولا داع بعد اليوم لاستمرار الحكومة الحريرية الثانية لان العداء لسوريا تدمير للبنان وتهديد لاستقراره وتمييع لموقفه كرأس حربة في مشروع المقاومة والممانعة الذي ينتصر في المنطقة. 

علي ضاوي - "الديار" - 27 آب 2017

إرسال تعليق

 
Top