0
لا شك في ان التحضيرات للانتخابات النيابية على صعيد لبنان ككل بدأت من تحت الطاولة لدى بعض الاحزاب والتيارات السياسية، فيما البعض الاخر ينتظر صورة التحالفات ليبني على الشيء مقتضاه. ومن ضمن المناطق التي ستشهد المعارك الانتخابية تدخل عروس البقاع زحلة في قائمة اللائحة، بحيث انها لم تعِش يوماً بمنأى عن عواصف المعارك النيابية في ظل معلومات بأن التحضيرات الخفية قائمة على قدم وساق لكن احداً لا يعلن عنها.
 
ففي انتخابات العام 2009 اعطت زحلة اصواتها بكثرة لقوى 14 آذار فأوجدت سبعة نواب توزعوا بين احزاب هذه القوى، لكن اليوم وبعد كل السنوات وبفضل التحالفات السياسية التي جرت بدءاً باتفاق معراب، وبعد تقارب «التيار الوطني الحر» من تيار «المستقبل» بفعل ترشيح رئيسه سعد الحريري للعماد ميشال عون الى الرئاسة، ووصول الاول الى رئاسة الحكومة تبدلت المواقف وانقلبت الشعارات، وبالتالي لم يعد لقوى 14 آذار أي وجود على الساحة السياسية بفعل تفريق عشاقها، والمرحلة اليوم باتت لتحالفات غريبة عجيبة لا تخطر على بال احد. 
 
الى ذلك تشير مصادر سياسية متابعة للملف الانتخابي في زحلة الى ان المعركة الانتخابية ستكون ضارية في عاصمة الكثلكة، بسبب دخول قوى عديدة على الخط، وبالتالي فالكل ينتظر الكل ليعلن موقفه، لافتة الى ان الصورة النهائية لن تتظّهر في العلن بل بعد اشهر، ورأت أن ليس بالضرورة ان يكون هنالك تحالف عوني - قواتي، خصوصاً ان وضع الحزبين اليوم ليس على ما يرام من ناحية العلاقة السياسية، وما جرى خلال ذكرى مصالحة الجبل يوم الاحد خير دليل على ذلك، في انتظار ما ستؤول اليه الاوضاع الانتخابية. معتبرة أن بعض النواب الحاليين لن يكونوا مرشحين من جديد، لان هنالك اسماء جديدة ستدخل اللائحة خصوصاً على الصعيد القواتي، ولم تستبعد المصادر المذكورة وجود «طلعات ونزلات» انتخابية خلال المعركة وبالتالي تحالف الاضداد، ومن ضمن ذلك دخول رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف على خط الخصوم، لان المقاعد النيابية تفرض دائماً تقديم تنازلات كما قالت المصادر المذكورة.
 
ولفتت المصادر الى ان التركيبة النيابية في المنطقة تضّم مقعدين للكاثوليك، مقعد للموارنة، مقعد للروم الأرثوذكس، مقعد للأرمن الأرثوذكس، مقعد شيعي وآخر سنّي، وسألت عن كيفية تعامل حزب الله وحركة امل مع تحالف حليفهما التيار العوني مع القوات اللبنانية؟، وعن إمكانية تكرار التجربة البلدية عبـر تحالف الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر؟.
 
وتابعت المصادر المذكورة بأن لائحة «التيار» باتت مؤكدة وهي تضّم النائب السابق سليم عون عن المقعد الماروني، وميشال ضاهر عن المقعد الكاثوليكي والوزير السابق غابي ليون عن المقعد الأرثوذوكسي، مع عملها المتواصل لجذب الصوت الشيعي في المنطقة، اما القوات اللبنانية فلم تعلن بعد وإن كانت هنالك اسماء يتم التداول بها لكن ليس في الاطار الرسمي، لكنها تسعى منذ الان الى جذب الصوت السنّي، كما ان حزب الكتائب ما زال يدرس التحالفات وبالتالي فالوقت مبكر لإعلان ذلك كما نقلت مصادره، وعلى صعيد «الكتلة الشعبية» فإن ميريام سكاف تستند الى آل سكاف والعائلات الزحلاوية لكنها بالطبع بحاجة الى تحالفات قد تكون فجائية ولا يتوقعها احد، خصوصاً ان اجتماعاتها مع الاحزاب بدأت منذ اشهر لكن بعيداً عن الاضواء عبر موفدين عن رؤساء الاحزاب، في ظل معلومات أن النائب نقولا فتوش سيكون على رأس لائحة مع ان حظوظها صعبة جداً، مع الاشارة الى انه صديق للتيار العوني وقد تحمل الايام الاخيرة مفاجأة حياله.
 
وختمت المصادر عينها بأن معركة زحلة لا تشبه غيرها لانها ستحمل صدمات وبالتالي ستفرز نتائج ايضاً لا يتوقعها احد، لان الزحليين سئموا الاحزاب السياسية ويريدون عودة زحلة الى عائلاتها.

صونيا رزق - "الديار" - 11 آب 2017

إرسال تعليق

 
Top