0
ودعت بلدة حلتا والجسم الاعلامي في لبنان الرئيس السابق لـ"نادي الصحافة" ومستشار النائب بطرس حرب والمدير المسؤول في جريدة "الديار" الزميل يوسف الحويك في مأتم مهيب، اقيم في باحة منزله في بلدة حلتا ومنحه وزير الاعلام ملحم الرياشي ميدالية وزارة الاعلام المذهبة.

ترأس صلاة الجناز راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خير الله ممثلا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعاونه فيها حشد من الكهنة والرهبان.

حضر الصلاة، وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، النائب سامر سعادة ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، نافذ قواص ممثلا الرئيس تمام سلام، فارس الجميل ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، مارك بخعازي ممثلا وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، النائب بطرس حرب وعقيلته مارلين، وفد من حزب "القوات اللبنانية" برئاسة النائب انطوان زهرا ممثلا الدكتور سمير جعجع، وضمَّ: رئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور، مديرة المكتب الاعلامي لرئيس القوات أنطوانيت جعجع، مرشح الحزب في البترون الدكتور فادي سعد، منسق القوات في البترون عصام خوري وحشد من مسؤولي المراكز وأبناء منطقة البترون، المهندس جوزف نجم ممثلا رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، اميل العلية ممثلا رئيس حزب الاحرار النائب دوري شمعون، عضو المجلس الدستوري الدكتور انطوان مسرة، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد الركن ريمون ناصيف، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان المقدم يوسف كوسى، نقيب المحررين الياس عون، مستشار وزير الإعلام ملحم الرياشي أندره قصاص، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، الوزير السابق سجعان قزي، رئيس نادي الصحافة بسام ابو زيد، على رأس وفد من النادي، وفد من جريدة "الديار" برئاسة حنا ايوب، قائمقام البترون روجيه طوبيا، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العميد جهاد حويك، رئيس اقليم البترون الكتائبي أرز فدعوس، رئيس مجلس إدارة المؤسسة "اللبنانية للارسال انترناسيونال" بيار ضاهر، الدكتور فؤاد أبو ناضر، رئيس مجلس الأعمال اللبناني - العماني شادي مسعد وحشد من الاعلاميين من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات السياسية والامنية والقضائية.

الرقيم
وتلا القيم الأبرشي الخوري بيار صعب الرقيم البطريركي، وجاء فيه: "البركة الرسولية تشمل ابناءنا وبناتنا الاعزاء: داود وشقيقيه وشقيقاته، اشقاء المرحوم يوسف حنا الحويك وعائلاتهم وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.

آلمتنا جدا كما آلمتكم وفاة العزيز يوسف المفاجئة والمبكرة، وهو في الثامنة والخمسين من العمر، وهذا مصاب أليم وخسارة كبيرة حلا بكم وشملا الوزير السابق النائب الشيخ بطرس حرب ونقابة المحررين ونادي الصحافة وأسرة "الديار". كلهم بالأسى الشديد تلقوا الخبر المر، وعبروا بالكتابة عبر الوسائل الاعلامية وتقنياتها عن الخسارة الكبرى، مشيدين بشخصيته ومزاياه العديدة، ونحن حين تلقينا الخبر المفجع، بادرنا الى الصلاة لراحة نفسه ولعزاء قلوبكم.

المرحوم يوسف ابن حلتا العزيزة، ولد في بيت وأسرة كريمين، وتربى مع أشقائه وشقيقاته على أصول الدين والأخلاق والانفتاح، وعلى تقاليد البلدة والعائلة اللتين أعطتا خادم الله البطريرك الكبير الياس بطرس الحويك، أبا لبنان الكبير.

أدرك المرحوم يوسف هذا التراث وهذا الإرث، فانكب على العلم، وتعلم أصول الصحافة في كلية الاعلام التابعة للجامعة اللبنانية، وتخرج مجازا فيها، وراح يمارسها بأخلاقية رفيعة في خدمة الكلمة، ملتزما تكوين رأي عام موضوعي وسليم، فاختاره النائب والوزير الشيخ بطرس حرب مستشارا إعلاميا على مدى عشرين سنة، وكذلك فعلت نقابات ومؤسسات. ودأب يوميا على المراسلة الصحافية الصوتية والنصية، حتى جعلت منه ذا حضور محبب ودائم في أوساط الصحافة والاذاعة. فقد راسل ميدانيا إذاعة "لبنان الحر" أثناء الحرب، متحديا كل المخاطر، وأعد برامج برلمانية حاور فيها نوابا من مختلف الاتجاهات، وراسل جريدة "الديار" وأصبح مديرا مسؤولا فيها، ثم أسس نادي الصحافة وأسندت اليه رئاسته وأمانة سره. بفضل كل ذلك انتخب عضوا في كل من نقابة الصحافة ونقابة المحررين. أجل، رحيله خسارة كبيرة وألم عميق للجميع.

وما يؤسف عليه جدا هو طيب معشره، ولطافة حضوره، ووجهه البشوش ونبله وتواضعه وابتسامته، وجدية التزامه وكبر محبته لبلدته حلتا، فتعلق بها وبأهلها وبعائلته. وكان فخورا باستكمال بناء بيته الجميل فيها، قرب البيت الوالدي، استعدادا لعقد زواج وتكوين عائلة، كما كان يتمنى الجميع وينتظر.

وناضل في مطلع شبابه مدافعا عن لبنان وأرضه في صفوف المقاومة اللبنانية، ولاسيما في وحدات المغاوير. وحمل القضية منتميا الى حزب الكتائب اللبنانية، ثم الى القوات اللبنانية، وهمه واحد، خدمة لبنان وإعلاء شأنه.

يوسف الذي تجلى بعلمه وصفاته وغنى النفس والقلب، توقف قلبه فجأة ليلة عيد التجلي، مثل المرحوم والده منذ عشر سنوات، كي ينعم برؤية المسيح في مجده، وينال من رحمة الله ثواب الخادم المثابر على العمل الصالح، وقد لبى دعوة الرب يسوع: فليضئ نوركم أمام الناس، ليروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات (متى 5:16).

وعلى هذا الأمل، وإكراما لدفنته، وأعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران منير خيرالله، مطران أبرشية البترون السامي الاحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.
تغمد الله الفقيد الغالي بوافر الرحمة، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.
عن كرسينا في الديمان، في السابع من شهر آب سنة 2017".

ذبيان
وقال ذبيان في كلمته: "كلفني وشرفني الاستاذ شارل ايوب، رئيس التحرير العام لجريدة "الديار" ان القي باسمه، وباسم زملائي، كلمة في رحيل الصديق العزيز يوسف الحويك الذي فجعنا بموته المفاجىء.

وأضاف: "انه القدر، لقد كتبت في "الديار" امس، ان يوسف الحويك لم يكره وهذه ميزة الاشخاص الطيبين الذين تتقدم القيم عندهم على كل شأن اخر".

وتابع ذبيان: "يوسف الحويك وهو المدير المسؤول في "الديار"، تحمل الكثير من الدعاوى امام المحاكم، فكانت له مواقف جريئة، كما الجريدة التي مثلها، بسبب الحقيقة التي رفعها الاستاذ شارل ايوب شعارا لها، وبسببها كانت الجريدة الاكثر حضورا امام القضاء، الذي نريده دائما عادلا وينطق باسم الشعب اللبناني، وبعيدا عن السياسة التي توظفه لخدمتها وللاسف".

وختم: "في يوم رحيلك المؤلم يا زميلي يوسف الذي كنت دائما باسم الثغر، دمث الاخلاق، نؤكد لك ان الديار ورئيس تحريرها واسرتها لن تنساك ابدا واتقدم بالتعازي من عائلته ومن الزملاء الاعلاميين باحر التعازي".

أبو زيد
وألقى رئيس نادي الصحافة الزميل بسام أبو زيد كلمة قال فيها: "أقف اليوم أمام نعشك مذهولا، لا أصدق يا أخي ورفيقي وصديقي وزميلي أنك رحلت إلى حيث اللاعودة. لا أصدق أن اللقاء لن يكون بعد اليوم هنا، لا أصدق أن صوتك لن يلقي السلام علي وعلى كل الزملاء والزميلات وعبارتك المعهودة، تقول: مرحبا يا ذوات معكن يوسف الحويك. غدرتنا يا أخي بالرحيل، تركتنا في عز عطائك وأحلامك، تركتنا ونحن لا ندري ماذا نفعل وكيف نستمر".

أضاف: "هنا في حلتا العاصمة، كما كنت تحب أن تسميها، بدأت كل أحلامك، حلمت مع والدك ووالدتك بمنزل صرفت سنوات وسنوات من عمرك وأنت تجهد في بنائه، وحققت الحلم، ولكنك كنت تحلم بأكثر من ذلك. كنت تحلم بعائلة تزين هذا المنزل، إلا أن للأسف حلمك هذا انكسر في وسط الطريق، فذهبت إلى العالم الآخر من هنا، من هذه الأرض التي أحببت، وعنها دافعت".

وتابع: "أما حلمك الثاني فكان نادي الصحافة. لقد حققته يا يوسف بجدارة وقوة وتصميم، ونقلته من مرتبة إلى أخرى، ودائما إلى الأمام. كان النادي بالنسبة إليك مولودك الاول والاخير، لم تخمل، لم تتعب، لم تسترح، لم تيأس، كنت لنا الحافز والمحفز، نجحت فنجحنا".

وأردف: "أخي يوسف أنت أسست النادي، وأنت نجحته، ونحن نجحنا معك، وأقول لك بكل صراحة، وأمام الجميع، أنا وكل الزملاء والزميلات لن نكون قادرين على تحقيق ما حققته، ولكن في المقابل لن نفرط أبدا بهذا الحلم وهذا النادي، مهما بلغت الصعوبات، ولن نتركك تموت مرتين وسنبقيه نادي الصحافة نادي يوسف الحويك، سنخلد اسمك في هذا النادي، وستكون أنت مثالا لكل الجيل الصحافي الطالع، الذي يتطلع إلى أن يسير على نهجك في بذل كل لحظة في سبيل حرية الرأي والتعبير".

وقال: "نعلن الخطوات الأولى هنا أمامك، وهي جائزة يوسف الحويك للصحافة، التي ستكون جائزة سنوية يقدمها النادي إلى من يبدع في عالم الصحافة، لا سيما من طلاب الجامعات. أخي يوسف، كنت أعرف أن الناس يحبونك، لكني أقول لك اليوم محبة الناس لا حدود لها، وسيظلون يحبونك".

أضاف: "أخي يوسف سأشتاق إليك. لقد تركت فراغا كبيرا، سأراك في كل مكان كنا نكون فيه معا، سأشتاق إليك وسأخبرك كما كنت أخبرك دائما عن كل شاردة وواردة. أخي يوسف خسارتي وخسارة الجميع كبيرة جدا، صلي لنا من فوق، فأنت قريب من يسوع والعذراء".

وختم: "أشكر الجميع وكل من عزى العائلة وعزانا وكل ما قالوه لإظهار محبتهم ليوسف. كما أشكر مجلس أمناء نادي الصحافة، وأقول له نحن وإياك يدا في يد لنكمل مسيرة يوسف الحويك".

بو عاصي
ثم تلا الزميل أبو زيد برقية تعزية من وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، جاء فيها: "نتقدم منكم بأحر التعازي بفقدان صاحب الكلمة الحرة الصحافي يوسف الحويك الذي لطالما كان صوتا حرا وقلما مقاوما في سبيل لبنان وكرامة الإنسان، آملين من الله أن يتغمده برحمته وأن يمدكم بالصبر والسلوان".

نقيب المحررين
وكانت كلمة لنقيب المحررين عدد فيها مزايا الراحل وقال: "ان فقدانه خسارة للجسم الصحافي". وتوجه الى النائب بطرس حرب بالتعزية مقدرا "حجم الحزن الذي يعتريه على فقدان رفيق وقف الى جانبه في كل الاوقات، وكان مثالا للوفاء والمحبة والتضحية ودماثة الاخلاق".

الرياشي
وقال الرياشي: "يوسف الصديق، يوسف الصديق، يوسف الشجاعة، يوسف القيم، الأخلاق، الدماثة، الحضور المميز في كل يوم، في كل لحظة، في كل مهاتفة، يوسف الذي لم يجرح يوما إنسانا، يوسف الذي كان يقبل الآخر كيفما كان هذا الآخر، يوسف الذي عرف الجائع فأطعمه، العطشان فسقاه، والسجين فزاره، والمريض فعاده، يوسف من السماء وإلى السماء يعود، يوسف تاج تدحرج عن جبين الصحافة، لي الشرف اليوم أن أقف بينكم لأضع على نعشه الميدالية المذهبة للصحافة من وزارة الاعلام".

حرب
والقى حرب كلمة باسمه وباسم العائلة قال فيها:"ما أصعبها ساعة علي أنا الذي كنت على موعد معك، لأقف إلى جانبك سعيدا أشبينا لعرسك الموعود، أن أقف اليوم حزينا أمام نعشك راثيا إياك. وما من مهمة أشقى علي، أكثر من أن أستطيع، ببضعة أسطر، التعبير عما في قلبي وعقلي تجاهك، والحؤول دون غصة الفؤاد التي أبكمتني بعد إعلان وفاتك فحالت دون قدرتي على الرد على الاتصالات للاطمئنان إلى حالتك، لأتمكن من رثائك أمام محبيك وقادريك وعارفيك وجمهورك وعائلتك المفجوعة بفقدانك. فبقدر ما يؤلمني فقدانك يا يوسف، فبالقدر عينه يعزيني ما شهدته وأشهده، إذ لم أر شخصا معزيا بخسارتك إلا والدموع تملأ عينيه".

اضاف: "فنحن هنا اليوم، ليس للمشاركة بعزاء، نحن هنا لأننا أهل المصاب، لأننا أهلك وأصدقاؤك ومحبوك، لأننا كلنا فجعنا بالمصاب بفقدك. بماذا أناديك، أخي، صديقي، مستشاري، رفيق السنوات الصعاب الملأى بالتحديات والمخاطر. لست أدري يا يوسف، لأن أيا من هذه الصفات لا تفيك حقك، ولا موقعك، فأنت كل هؤلاء معا. قد يظن البعض أنني فقدت مساعدا ومستشارا إعلاميا، والحقيقة إنني فقدت جزءا مني، من نمط حياتي، من خيرة أصدقائي، وفقدت رفيق نضالي الذي لم توقفه مخاطر، لم تردعه صعاب، ولم يوهنه مكسب مادي أو مركز معنوي. ففي الربع القرن الأخير من حياتنا، أي منذ خمس وعشرين سنة، لم تفارقني لحظة، ولم تأبه لخطورة التزامك بي وبمبادئي أو مرافقتي ومساعدتي في خوض المعارك، وكلها معارك العين والمخرز، حيث كنا العين ولم نرتدع. وإذا طلب إلي، بعد مساري الطويل معك، تشخيص الوفاء والإخلاص والصدق والالتزام، فليس ما يمكن بنظري أن يجسدها كلها إلا إسم يوسف الحويك".

وتابع: "لقد عشنا معا، بحيث أصبحت جزءا من حياتي اليومية ومن مشاريعي السياسية. ففي كل عرس كنت القرص، وفي كل معركة كنت رأس الحربة، وفي فرحنا كنت البسمة والعجقة، وفي مجالسنا كنت اللطيف الأليف الأديب. لقد وقع خبر سقوطك كالصاعقة علينا، علينا كعائلة، علينا كخط وطني نضالي، علينا كفريق عمل سياسي يعمل من أجل تحقيق مبادئ وأهداف وطنية ثابتة. لقد عملت إلى جانبي طويلا، ما سمح لي بمتابعة وتقييم مسارك، وأود أن أسجل لك أن طموحك المهني ميزك، فرفع مقامك بين أترابك وزملائك، لأنك رفضت تغييب صوت الأجيال الجديدة من الشابات والشباب الإعلاميين، فأنشأت، مع بعض من شاركك هذا الهم، نادي الصحافة، بغية جمع كلمة من لا كلمة لهم من زملائك، وبغية ضخ دم جديد قادر على مواكبة التطورات في عالم الإعلام الحديث، وعلى مواجهة التحديات الكبيرة التي طرحتها".

واردف: "الأهم في مسارك، أنك رفضت الاستئثار برئاسة النادي وقبول التجديد لك كرئيس للمرة الثالثة رغم إلحاح زملائك، أعضاؤه عليك، فخضت معركة إنتخاب خلف لك، دون أن تتخلى عن مسؤولياتك، تجاه ناديك، فقبلت بتولي المديرية التنفيذية فيه. وإذا ذكرت هذه الواقعة أمام نعشك، وبعد وفاتك فلتكريس نبل تصرفك وعمق ديمقراطيتك، وهي صفات تكاد تصبح نادرة في أيام القحط والبؤس التي نعيش. ويكفي أن ننظر اليوم إلى زملائك بين هذه الجموع الغفيرة التي تقاطبت من كل بقاع لبنان لوداعك، فقل ما نجد عينا من أعينهم خالية من دموع الحزن والأسى والتقدير".

وقال: "أيها الفقيد الغالي، أستمحيك عذرا لأنني عاجز عن إيفائك حقك في بضعة سطور، إلا أنني أسيء إليك إذا أهملت ذكر إنسانيتك وأخلاقك ووطنيتك. لقد كانت مسيرتك الشخصية والاجتماعية موضع إعجاب واحترام، لأنك استطعت جمع الكفاءة والجدارة والمركز المتقدم في مهنتك بالطيبة والبساطة والوداعة والعفوية. فلم يقعدك مركزك كرئيس لنادي الصحافة، وكإعلامي مرموق مثلا، من ممارسة هوايتك المفضلة كمصور تستل كاميرتك لتسجيل ما يطيب لك من أحداث ومناسبات، ما أكسبك محبة الناس. لقد عشت حياتك القصيرة بكامل طاقتك وحيويتك، لكنك لم تلحق ضررا بإنسان، ولم تتردد مرة في مديد العون إلى كل إنسان قصدك طالبا لخدمة أو مساعدة أو استشارة. لقد كنت مسيحيا حقيقيا ملتزما، فلم تجلس مرة إلى مائدة طعام، إلا ورسمت إشارة الصليب لتشكره الله على نعمه، ولم تكره يوما أحدا، بل كنت ممارسا لما أوصانا به السيد المسيح عندما قال: "أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم".

اضاف: "لقد كنت ناقدا إعلاميا، ولاذعا أحيانا لردع الشتامين، لكنك لم تعاد أحدا، ولم تكن ضغينة لأحد، كنت جميل المعشر، لطيف المجلس، صاحب نكتة أنيقة ذكية تؤنس الفؤاد، وصاحب ابتسامة رقيقة ترضي العباد. ووراء كل ذلك، إن لم يكن قبل كل ذلك، كنت لبنانيا صافيا مخلصا، ومواطنا ملتزما بوطنه ودولته وبالأسس التي قاما عليها. لم أشهد لك موقفا يعاكس التزامك وقناعاتك. كنت نقيضا للمرتزقة الذين يطبلون ويصفقون لمن يكرمهم ويشتري ضمائرهم. كنت حر الضمير نصير الحق. وقد يكون ذلك أهم ما جمعني بك وما جمعك بي. فوفاؤك وإخلاصك في مواكبتي ترجمة حقيقية لأخلاقيتك الرفيعة، التي لم تستطع مغريات الدنيا الكثيرة التي عرضت عليك من زعزعتها. فيا يوسف، يا عزيزي، بغيابك المفاجئ سقط مدماك كبير وأساسي من بنياننا، ولي الفخر أن إسمك التصق بإسمي ومواقفك بمواقفي، ورسائلك النصية والمسجلة بمساري، وأعلم أنك ستترك فراغا كبيرا لن يستطيع أحد غيرك أن يملأه. رحمات الله عليك يا رفيقي وصديقي، فمن هم مثلك، وإن غابوا عنا بالجسد، لا يموتون، لأن ذكراهم ستبقى خالدة في عقولنا ونفوسنا إلى الأبد".

وختم: "أتقدم، بإسم عائلة يوسف وبإسم آل الحويك وبإسم هذه الحشود الغفيرة، باسمي الشخصي بأسمى آيات الشكر لكل من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري اللذين أوفدا معالي وزير الإعلام الأستاذ ملحم رياشي لمشاركتنا في تشييع فقيدنا الغالي. كما أشكر صاحب الغبطة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي السامي الاحترام، وأشكر كل من شاركونا في تشييع فقيدنا داعيا الله أن يبعد عنهم أي مكروه".

8 آب 2017

إرسال تعليق

 
Top