أعلن الوزير السابق نقولا نحاس أنه سيخوض الانتخابات النيابية عن مقعد الروم الأرثوذكس في طرابلس، سواء الفرعية في حال إجرائها، أو الانتخابات العامة، مؤكدا أنه ينتمي الى مشروع سياسي يقوده الرئيس نجيب ميقاتي منذ العام 2002 يهدف الى العمل ضمن مضمار الوسطية والاعتدال، وهو مشروع متكامل على الصعد الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ورأى نحاس أن "لبنان يحتاج الى كتل نيابية جديدة، تضع حدا للانحدار الكبير الذي تسلكه الامور، لافتا الانتباه الى أنه لم يعد في البلد معارضة، بل إحتكار للقرارات بين المسؤولين بلا حسيب ولا رقيب، معربا عن تمنياته بالوصول الى دولة يحصل فيها المواطن على حقه من دون أي واسطة من أحد".
وفي لقاء جمعه مع الاعلاميين في طرابلس في مطعم الفيحاء، شدد نحاس في مداخلة ألقاها على أنه "جزء من مشروع سياسي إنقاذي، وجزء من مجموعة عندها قضية وهي قضية المواطن الذي يدفع ثمن الفساد والهدر والقرارات المعلبة"، لافتا الى أن "الانتخابات النيابية كفيلة باعطاء الأمل إذا ما أفرزت كتلا نيابية جديدة تحظى بثقة المواطنين وتعمل لمصلحتهم"، مشددا على ضرورة البقاء مع الناس والاستماع الى مشاكلهم.
وأشار نحاس الى أن "أبرز أزمات في طرابلس هي البطالة، داعيا الى تشكيل قوة ضاغطة على الدولة لانتزاع حقوق المدينة، وإقامة المشاريع الاستثمارية والاستفادة من المرافق القائمة لايجاد فرص العمل المطلوبة"، مؤكدا أننا "في طرابلس نحتاج خلال السنوات الثلاث المقبلة الى 30 ألف فرصة عمل من أجل النهوض، وإلا فان الأمور ستزداد سوءا".
ولفت نحاس الى أن "الرئيس ميقاتي كلف أكبر مكتب دراسات لوضع دراسة تحاكي كيفية النهوض بطرابلس، وهي تتضمن في بعض بنودها كيفية الاستفادة من تطوير مرفئها الذي جرى تمويل مشروع توسعته في حكومة الرئيس ميقاتي، وهو يشهد اليوم ورشة تطوير بما في ذلك مشروع تجديد إهراءات القمح، إضافة الى الاستفادة من الطابع الزراعي الذي تتميز به منطقة الشمال بتحويل طرابلس مكانا للتصنيع الغذائي، فضلا عن الاستفادة من الطاقة الحرفية الموجودة، وذلك من خلال إنشاء تعاونيات مهنية تجتمع في مكان واحد وتتضمن مدارس للتأهيل الحرفي، على أن تأخذ هذه التعاونيات على عاتقها تسويق الانتاج في الخارج، فضلا عن تبديل وظيفة معرض رشيد كرامي الدولي الذي لم يعتمد كمعرض حقيقي منذ إنشائه في ستينيات القرن الماضي، ما يتطلب دراسة وظيفة جديدة له أو إيجاد إدارة تخصصية له، مقترحا إنشاء مدينة رقيمة في جزء منه والاستفادة من أكبر كابل للانترنت يمر في طرابلس، لافتا الى أن كل تلك المشاريع من شأنها أن تخلق لطرابلس الاف فرص العمل وأن تساهم في نهوضها وتحسين الواقع الاجتماعي، مشددا على ضرورة التعاون مع الدولة على تأسيس مدارس تأهيل وتدريب، لكل من لا يملك شهادة تعليمية".
وأكد "أننا نفكر بطرابلس ونعمل لها منذ سنوات، واليوم جاء الوقت لكي ننشئ من خلال الانتخابات النيابية قوة ضغط أساسية لاجراء تعديل جذري في هيكلية المدينة الاقتصادية، والهدف الوحيد من ذلك هو مساعدة الناس على الخروج من كبوتها".
بعد ذلك رد نحاس على أسئلة الاعلاميين، فأشار الى أنه "طرابلسي إبن طرابلسي وأن جذور عائلته تمتد الى الى قرون خلت، وأنه لم يتخل يوما عن مدينته".
ورأى نحاس ردا على سؤال أن "شعار النأي بالنفس الذي طبقته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كان من أجل حماية لبنان، وقد نجح في ذلك".
وإنتقد نحاس إعتماد مبدأ الهجوم على طوائف أو مذاهب للحصول على بعض من الشعبية، مؤكدا أن "القوة تأتي من الناس ومن الانتخابات بعد إقتناعهم بالمشروع السياسي والاقتصادي لكل جهة"، مشددا على أن "الرئيس ميقاتي لديه هوس بمدينته طرابلس، وهو أكثر من حافظ على الوجود السني ضمن وحدة لبنان، لافتا الى أننا بوحدتنا فقط نكون أقوياء".
وختام نحاس مؤكدا أن "لا خطر على الوجود المسيحي في طرابلس"، مشيرا الى أن "الأوضاع الاقتصادية الصعبة هي التي تدفع المسلمين والمسيحيين الى مغادرة المدينة بحثا عن فرص أفضل للعيش".
12 آب 2017
إرسال تعليق