في موازاة استمرار الترتيبات لإنهاء الوضع الشاذ في جرود عرسال ميدانياً وسياسياً، وطي صفحة جبهة «النصرة» في لبنان، وليس فقط في جروده الشرقية، تستعدّ الجرود الشمالية في القاع ورأس بعلبك لعملية تطهيرها من تنظيم «داعش» عبر عملية عسكرية ينفّذها الجيش اللبناني في الأيام القليلة المقبلة. وفي هذا الإطار، تحدّثت معلومات سياسية عن ان إجراءات الجيش التي تعود إلى ما قبل ثلاثة أشهر، وليس في الأسابيع الماضية فقط، قد أحكمت الحصار على كافة تحرّكات التنظيم الإرهابي، وحاصرت طرق إمداده من الجانب السوري، لا سيما بعد تطهير جرود عرسال من المسلّحين، وبدء تطبيق اتفاقات مع جبهة «النصرة» للإنسحاب باتجاه الداخل السوري، وتحديداً نحو إدلب في الساعات المقبلة.
ومن شأن اتفاق جرود عرسال أن يساهم في تسريع عملية الحسم في الجرود الشمالية، كما تقول المعلومات السياسية، والتي كشفت عن أن إرهابيي «داعش» باتوا في وضع يحتّم عليهم البحث سريعاً في الإستسلام بعدما باتوا وحيدين في الجرود، وعاجزين عن التواصل حتى مع خلاياهم النائمة في المناطق المجاورة، وذلك في ضوء الضربات الإستباقية التي نفّذها الجيش على مدى الأسابيع الماضية، وأدّت إلى إحباط أكثر من عملية اعتداء إرهابي في القرى الحدودية من عرسال إلى القاع مروراً بالفاكهة ورأس بعلبك.
والبارز على هذا الصعيد، تضيف المعلومات نفسها، أن الإتفاق بين «فتح الشام» والسلطات السورية و«حزب الله»، والذي أتى بعد مواجهة بين «فتح الشام» وتنظيم «داعش»، قد أدّى إلى إضعاف التنظيم الإرهابي الذي بات منفرداً في الجرود، وعاجزاً عن الصمود أمام هجوم الجيش اللبناني، الذي سيكون خاطفاً وحاسماً. وبالتالي، فإن استكمال عملية تطهير الجرود في عرسال ورأس بعلبك قد تقرّر، وأن القيادة العسكرية لم تحدّد ساعة الصفر للبدء بالهجوم، وإن كانت الإستعدادات الميدانية قد انطلقت منذ مدة، وتم تعزيز مواقع الجيش على طول الحدود الشمالية أولاً لصدّ أي خروقات أو عمليات تسلّل قد يلجأ إليها الإرهابيون للضغط على الجيش وتوتير المناخ، وثانياً لخوض المعركة ضد هذا التنظيم الإرهابي، والتي باتت حتمية في ضوء غياب أية مساعٍ أو مفاوضات محلية أو إقليمية لعقد صفقة مع «داعش».
وأكدت المعلومات السياسية المطّلعة، أن كل السيناريوهات المسبقة عن معركة جرود رأس بعلبك والقاع، لا تستند إلى أية معطيات فعلية، مشدّدة على أن المعركة مع تنظيم «داعش» تحدّدها الظروف الميدانية، وقدرة هذا التنظيم على تحمّل الضغط في كل المجالات، مع العلم أن «داعش» محاصر بشكل شبه كامل اليوم، لا سيما بعد عملية القضاء على جبهة «النصرة» بشكل نهائي، وعزل مخيّمات النازحين السوريين في المناطق الحدودية، وقطع أي إمكانية للتواصل مع الإرهابيين في الجرود على كل المستويات. لكن المعلومات السياسية نفسها، لم تهمل الإشارة إلى أن اقتراب موعد الحسم ضد تنظيم «داعش» يرفع من وتيرة الخطر الكبير من تحرّكات إرهابية قد يقوم بها سوريون في لبنان وينتمون للتنظيم، أو يتعاملون معه، خصوصاً بعدما تم اعتقال شبكة إرهابية يتواصل عناصرها مع «داعش» خلال الأسبوع الماضي.
هيام عيد - "الديار" - 31 تموز 2017
إرسال تعليق