0
اللقاء بين الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ووزير الخارجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لم يكن مستبعداً او مستغرباً، لكنه شكل حدثاً هاماً لكونه اتى قبل افطار بعبدا بليلة واحدة ليؤمن «الاخراج اللائق» للقاء بعبدا بين الرؤساء الثلاثة وخصوصا بين «حليفي الحليف» اللدودين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري ومعهما الرئيس «المطواع» سعد الحريري الذي حاول ان يوفق بين عون وبري في اكثر من مناسبة وآخرها قصة مرسوم «الجمعة» الاستثنائي لمجلس النواب.
 
ووفق مصدر بارز في حزب الله فإن اللقاء الذي تم بين السيد نصرالله والوزير باسيل ليل الاربعاء- الخميس هو حصيلة وترجمة لسلسلة لقاءات عقدها حزب الله مع باسيل، حيث كلف السيد نصرالله متابعة الملف الانتخابي كلاً من معاونه السياسي الحاج حسين الخليل ومسؤول التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا، كما أتى ترجمة لاتصال نصرالله بباسيل لقائه الخليل وصفا منذ اسبوعين علما ان تواصل صفا مع باسيل لم يتوقف وبوتيرة كثيفة في الايام الماضية والتي سبقت «إنفجار» ازمة المرسوم بين الرئيسين بري وعون واصرار الاول على ان دعوة مجلس النواب الى الانعقاد في 5 حزيران الجاري دستورية وهي خاضعة للدستور وتفسيرات المشرع الفرنسي ولسيادة مجلس النواب على نفسه.
 
وفي حين صمت حزب الله كثيراً وطوال الاشهر الثلاثة الماضية عن اداء باسيل «الاستفزازي» والنبرة الطائفية المتصاعدة والنفس الطائفي في طروحاته الانتخابية، لم يتورع اكثر من مرجع في 8 آذار عن الطلب من حزب الله التحدث مع حليفه «البرتقالي» و«ليروقها» قبل ان تفلت الامور وحدث ما كان يخشاه حزب الله وحلفاؤه اي انفجار العلاقة بين عين التينة وبعبدا وبين بري وباسيل على وجه الخصوص. 
 
ويؤكد المصدر ان الرئيس بري من جانبه التزم التهدئة مع عون والتي تعهد بها خلال لقائه الاخير بعون قبل جلسة الانتخاب الرئاسية الشهيرة لعون وقال بري عند استقباله المرشح عون وقتها انه لن ينتخبه للرئاسة لكنه سيكون متعاوناً في العمل المؤسساتي وان سبب عدم الانتخاب ليس شخصيا انما هو التزام بترشيح النائب سليمان فرنجية. وطيلة الفترة الماضية وبعد الانتخاب لم يسجل الا ثلاثة لقاءات بين بري وعون وخلال مناسبات بروتوكولية بينما حرص بري وفي كل اطلالاته الاعلامية وتصريحاته ان «يحيد» عون في حين لم يلتزم باسيل هذه التهدئة واراد تصفية الحساب «مبكراً» مع بري.
 
ويشير المصدر الى ان العلاقة المتوترة اخيرا بين عون وبري، حضرت في لقاء نصرالله وباسيل حيث تم استعراض المرحلة الماضية وضرورة تجاوز الماضي والاختلافات والانطلاق نحو المستقبل وانقاذ البلاد من فخ الفراغ او الوقوع في مطب الستين او تحاشيهما بالتمديد. فكل هذه الخيارات مرة ومكلفة على العهد وضرب لمصداقية عون وتعهداته. وخلص نصرالله في كلامه الى باسيل وفق المصدر الى ان اقرار القانون الجديد وفق النسبية الكاملة والدوائر الـ15 فيه تحصين للعهد وللاستقرار ويبقى اخراج الاتفاق عليه بعد توفر الاجماع بلا تعقيدات او فرض مطالب تعجيزية لتطييره.
 
وعن الحديث عن تعهدات معينة ولمرحلة مستقبلية وجرى الحديث عنها اخيراً، يؤكد المصدر ان اللقاء كان مفتوحا وطويلاً وكان صريحا وشفافا وتطرق الى كل القضايا المطروحة لكنه حتما لم يتطرق الى ما يروج له عن وعود رئاسية من حزب الله لباسيل وهذا اجتهاد متسرع وفي غير مكانه وزمانه فالرئاسة ممتلئة بالرئيس عون وهو لم ينه بعد السنة الاولى من عهده وما زال هناك 5 سنوات ونصف للحديث عن الرئاسة.
 
اما الكلام عن تعزيز التفاهم بين الحزب والتيار فهو نافلة القول في لقاءات السيد بالتيار، فالعلاقة التحالفية راسخة واستراتيجية ولم يعكرها اي تباين في قانون الانتخاب والاختلاف في وجهات النظر ليس سببا وجيها لوقوع الخلاف فكل منا يدلي برأيه ونبني كحلفاء على وجهات النظر المشتركة اي تصور مشترك لاي مرحلة او استحقاق.
 
وفي حين يرفض المصدر الخوض في «كيفية» اخراج صدور مرسوم الدورة الاستثنائية من القصر الجمهوري قبل ساعات من الافطار والخلوة الثلاثية وتأكيد اللقاء الثلاثي الاتفاق على القانون، يؤكد ان مجرد حصول لقاء نصرالله وباسيل وفي توقيت سبق بساعات افطار بعبدا فهذا يعني ان تطورات هامة فرضت توقيت اللقاء وان النتائج عنه ستكون كبيرة وعلى مستوى التحديات والمرحلة. وما حصل في بعبدا وافطار الخميس فيها سيترجم الاسبوع المقبل بتظهير لتفاصيل الاتفاق الانتخابي وبسلة متكاملة تتضمن كل الخطوات الاصلاحية والاجرائية ومدة التمديد التقني.

علي ضاوي - "الديار" - 4 حزيران 2017

إرسال تعليق

 
Top