0
كان في حياته رجلاً صلباً، لا يحب الكلام. ورغم أنه كان أذكى طالب في اللاهوت، لم يترك كلمة واحدة مكتوبة بخط يده، ولا صورةً توثّق ملامحه، سوى تلك التي ظهر بها بعد مضي 52 سنة على وفاته سنة 1950. يقول الأب لويس مطر لـ"النهار" إن عدد الأعاجيب التي حققها القديس شربل وصل حتى اليوم الى 26 ألفا، لم يميز خلالها بين مواطنٍ وآخر على اختلاف عرقهم ودينهم ومذهبهم. وفي عيده، نتذكّر مع مطر 3 عجائب في حياة شربل أوصلته الى المحبسة، استناداً الى مرجعين: كتاب "شربل انسان سكران بالله" للأب بولس ضاهر، وكتاب "بركة عن قبر قديس" لمنصور عوّاد.

ما هي هذه الأعاجيب؟

شيخ بيت الخازن

كان شاب من بيت الخازن مريضاً يحتضر في فراشه. واذ أعطى شيخ من بيت الخازن أمراً للخيال بضرورة حضور شربل الى كسروان، لبى الأخير أمر الطاعة. وعندما بلغ مشارف القرية، قال للخيال: "رايحين نصلّيلو، عطاك عمرو". وحين وصل الخيال الى الحي الذي يقطنه المريض، فوجئ بأصوات النحيب والصراخ، وعلم أنه مات في الساعة نفسها التي أخطره فيها شربل بالنبأ، فأطلع الحاضرين على ما قاله. وفي اليوم التالي، قصد خوري اهمج شربل وسأله كيف علم أن الشاب توفي في تلك الساعة، فأجابه: "رحت من هون، رجعت من هونيك".

السارق والأفاعي

قدم سارقٌ الى الدير بعدما استغل انشغال شربل في تعمير الحجارة في الجلول، وإذ به يسرق كلّ ما صادف أمامه من تحفٍ وذهبٍ وفضة، بعدما عبأها في كيس من جنفيص. وعندما خرج من الدير فوجئ بوجود أفعيين تترصدانه، فبدأ بالصراخ. هرع العمال وبرفقتهم شربل الى المكان، ليجدوا السارق خائفاً ينتابه القلق. فخاطب شربل الأفعى الأولى: "اذهبي يا مباركة من هنا". وعاد ليخاطب الثانية: "اذهبي يا مباركة من هنا". فذهبت كلّ واحدة في اتجاه، وذهل السارق مما حصل، بعدما توجه اليه شربل بالقول: "لا تجعلوا الأفاعي أفضل منكم". ومن يومها تاب السارق وأعاد مسروقاته وخاف ربّه، ولم يكرّر فعلته.

سراج الزيت

إنها الأعجوبة التي شرعت الطريق أمام شربل لدخول المحبسة. يحكى أن موسم الزيت كان قد شحّ، واذ برئيس الدير يطلب تقنين استخدام سراج الزيت للمحافظة على ما بقي منه. قرّر شربل استبدال الزيت بالمياه، وبدأ بالصلاة بعدما أشعل فتيل السراج المعبأ بالمياه، واذ به ينير الغرفة. ذهل الحضور بنجاح العملية، واذ برئيس الدير يقترب من الطاولة، وينزع الفتيل ليتذوّق ما اذا كان المكوّن مياهاً أم زيتاً. وبعدما تأكد من المحتوى، طلب من شربل أن يباركه. 

مجد بو مجاهد - "النهار" - 
9 أيار 2017

إرسال تعليق

 
Top