0
فيما تحذر بكركي من اللعب على حافة الهاوية بما خص قانون الانتخاب وانعكاس الخلافات على الوضع العام في البلاد خصوصاً ان المنطقة مقبلة على استحقاقات مفصلية في تاريخها الحديث لا تخفي مصادر الصرح البطريركي وضع يدها على قلبها جراء التباينات المستجدة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وهي التي بالكاد عملت جاهدة على جمع كلمة المسيحيين جميعاً وليس هذين الحزبين فقط، وتقول المصادر ان الامور او وجهات النظر المتباعدة بين الفريقين وان لم تلامس فحوى ورقة النوايا الا ان بعض التوضيحات التي صدرت عن كل من النائب آلان عون بهذا الشأن الذي اوضح بكل صراحة «ان القوات تشن حملة على وزير الطاقة سيزار أبي خليل مشدداً على ان بعض التعابير خاطئة حيث وضع حزب القوات نفسه في قلب الحملة التي تشن على التيار وهذا لا يخدم العلاقة بل يضربها»، في المقابل ومع تجمع وزراء القوات في مؤتمر صحافي واحد واعلان الوزير غسان حاصباني ان هناك رائحة فساد من البواخر الكهربائية، وهذا يعني بمجمله وعطفاً على ما سبق من تباين في الانتخابات البلدية السابقة يصب بمجمله في اطار الصورة الواضحة عن الاختلاف الذي وضعه الوزير ملحم رياشي في خانة «لا يفسد في الود قضية»، فيما ترى اوساط سياسية مراقبة لحركة الحزبين منذ ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية تراجعاً في مستوى الالتقاء ليس من ناحية النظرة الى سلاح حزب الله المختلف اساساً عليه بل وصلت الخلافات الى حد التراشق الكلامي الذي تطغى عليه النعومة فيما المضامين لا تتوفر فيها هذه الصفة بالذات، ولا تستطيع هذه الاوساط تحديد المرامي الكامنة وراء هذا التباعد سوى خدمة من راهن في الاساس على عدم توافر الجدية في ورقة النوايا وان صلاحية خدمتها يمكن ان تنتهي على مفترقات عدة مع ان مصادر الطرفين تخفف من الوزنات الاعلامية الزائدة التي وقعت بينهما وتضعها في خانة الاختلاف في وجهات النظر وان القوات اللبنانية تعتبر ان عهد العماد ميشال عون هو عهدها والوزراء هم وزراءه لكن في موضوع البواخر الكهربائية بالذات هناك رؤية متناقضة مع وزير الطاقة وهذا لا يعني خلافاً مع التيار الوطني الحر بل هناك قضايا كثيرة ومتعددة نحن واياهم في الخندق نفسه، ولكن مصادر التيار الوطني لديها عتب على القوات اللبنانية خصوصاً وان القضايا التي أثيرت كان من الممكن مناقشتها ضمن القنوات الخاصة ودون هذا الضجيج الاعلامي الكبير مع العلم ان مسائل اكبر تمت معالجتها وايضاحها على «الخفيف» ودون ضجيج لا نعرف لماذا تم اعتماده، وتقرأ هذه الاوساط ما بين سطور الانتقاد القواتي للتيار بشكل علني بأن الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل يتقرب شيئاً فشيئاً نحو التيار الوطني الحر وبشكل لافت دفع رئيس الحكومة الى حد القول: «ليتنا انتخبنا العماد عون رئيساً في العام 2008» وهناك من ينقل عن الرئيس ميشال عون ان الحريري هو بمثابة ابني»، وربما يكون هذا التقارب المستقبلي - العوني احدث نقزة لدى القوات خصوصاً على ابواب الانتخابات النيابية، لكن في المقابل لا يرى مصدر قواتي مصداقية في هذه المعادلة ذلك ان العلاقة بين الحريري والقوات استراتيجية وكل ما يقال في امكانية حصول السوء فيها مجرد امنيات لدى الآخرين، وعندما يتم سؤال هذا المصدر عن «معاقبة» وزراء القوات بالامتناع عن اقرار بنود تتعلق بوزاراتهم بسبب اعتراضهم على اداء المستقبل والتيار يجيب بالتالي: لقد دخلنا الحكومة لنعمل وفق الشفافية التي نعتمدها ولا نعلق على تجميد بند من هنا او هناك وبالتالي لا علاقة لهذا الموضوع بمسألة البواخر وكل ما نبتغيه هو ان لا ينظر الينا البعض نظرة عدم تقدير، وهل ذهبتم الى التلاقي في بعض النواحي مع حزب الله من هذا المنطلق؟ لا أبداً ان البعض تلاقى معنا دون ان نتحدث معه واجتمعنا على مسائل واعترضنا عليها وهذا كل ما في الامر حتى ان عدم رد رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع على كل كلام يصدر عن السيد حسن نصرالله لم يكن مبرمجاً لأجل كسب الود انما اينما توجد مصلحة عامة ووطنية جامعة نكون نحن.
 
الى اين من هنا في العلاقة المتأرجحة بعيداً عن التوتر بين القوات والتيار؟ وهل هي بحاجة الى كنعان ورياشي من جديد؟
 
الاوساط السياسية تعتبر ان الخلاف قائم دون شك بين الحزبين ووصل صداه الى وسائل التواصل الاجتماعي وبعض التعابير الغير موزونة ولكن دون ادنى شك ان الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان لا غنى عنهما كحراس لورقة النوايا.

عيسى بو عيسى - "الديار" - 13 أيار 2017

إرسال تعليق

 
Top