0
استفزّ ردّ فعل الإدارة الأميركية على الهجوم الكيمياوي في سوريا أعضاء في الكونغرس من جمهوريين وديمقراطيين، ودعوا الإدارة لاتخاذ مواقف حازمة.

وجاء أول ردّ فعل على هجوم خان شيخون ومقتل العشرات من الرئيس الأميركي حيث قال إنه "لا يمكن للعالم المتحضّر تجاهل" هذا الهجوم. ثم اعتبر في بيان "أن تصرفات بشار الأسد الشريرة هي نتيجة لضعف الإدارة الأميركية السابقة وترددها"، وختم بالقول إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الحلفاء حول العالم في شجب هذا الهجوم الذي لا يمكن التسامح معه.

وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحافي إن الرئيس ترمب يتشاور مع فريقه للأمن القومي، لكنه لن يكشف عن الخطوات التي يتخذها.

وألقى بيان وزير الخارجية الأميركية بعض الضوء على توجهات الإدارة الأميركية، حيث قال ريكس تيلرسون إن من يدعم الأسد ويدافع عنه "بمن فيهم روسيا وإيران لا يجب أن تكون لديه تخيلات حول نواياه"، وأضاف "أن من يستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه لا يحترم الإنسان ويجب أن يحاسب".

وكان مسؤول في وزارة الخارجية يتحدث في هذا الوقت إلى الصحافيين ليشدّد على أن الولايات المتحدة تعتبر أن روسيا وإيران هما الضامنان لتصرفات الأسد، وأن تكرار الأسد لهذه التصرفات يعني أمراً من اثنين، هما إما أنهما غير قادرين كضامنين للأسد أن يفرضا عليه تصرفاته، أو أن الدولتين لا تريدان فعل ذلك ولا تريدان من الأسد الوفاء بالتزاماته. 
 
غضب في الكونغرس

في هذا الوقت طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي دونالد ترامب بمواقف حازمة، وقال السيناتور طوم كوتون إن "الرئيس ترمب هو الرئيس.. وليس الرئيس أوباما"، وأشار بوضوح إلى أن المطلوب هو أن يترك بشار الأسد السلطة، وأوضح أن خروج الأسد ربما لا يحدث غداً أو الأسبوع المقبل"، وأضاف السيناتور الجمهوري أن داعش هو الخطر المحدق بالولايات المتحدة"، لكنهم لن يكونوا في أمان ما دام محور الأسد إيران وروسيا مسؤول عن سوريا".

واستعرض السيناتور جون ماكين في بيان له تصريح وزير الخارجية الأميركي عندما قال إن مصير الأسد يقرّره السوريون، وأشار إلى المجازر والهجمات التي ارتكبها الأسد بمعاونة روسيا وإيران، واعتبر قول الإدارة الأميركية "إن الشعب السوري سيقرر مصير الأسد أو مستقبل بلادهم في هذه الظروف هو مجرد تخيلات عبثية"، وتابع أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب"، تضفي الشرعية على تصرفات مجرم الحرب هذا في دمشق". 
 
"جريمة حرب"

في جهة الديمقراطيين، اعتبر السيناتور تيم كاين أن ما حدث هو جريمة حرب، ويجب محاكمة بشار الأسد أمام محكمة لاهاي، ودعا إلى ضرورة إقامة منطقة آمنة تحظى بحماية عسكرية على أن يتحمّل أي طرف تبعات التدخل فيها لو فعل.

من اللافت أن السيناتور تيم كاين كان مرشحاً إلى جانب هيلاري كلنتون لمنصب نائب الرئيس الأميركي، وأبدى حذره من أن الإدارة الحالية برئاسة ترامب تبدو قريبة من روسيا وتتردّد في دعوة موسكو لمحاسبة رجلها في دمشق، واعتبر تيم كاين أن الأسد فعل كل ما فعله فقط، لأنه مدعوم من روسيا وإيران.

أما كبير أعضاء لجنة الشؤون الخارجية الديمقراطي بن كاردين، فاعتبر أن المقصود مما فعله نظام الأسد مقصود، وهدفه إخضاع الإدارة الجديدة للتجربة ومحاولة لفهم جزمها"، ودعا إلى محاسبة الأسد لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. 
 
تيلرسون

تبدو الإدارة أيضاً في طريقها إلى مواجهة أولى تحدياتها الخارجية، واعتبر وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن المطلوب هو التوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي في سوريا، على أن يقدّم رعاة الأطراف المسلحة نتائج وتطبيق وقف إطلاق النار.

كما أشار تيلرسون إلى أن واشنطن تدعو روسيا وإيران لاستعمال نفوذهما على النظام السوري وضمان عدم تكرار هجوم مماثل لهجوم خان شيخون. 

"العربية" - 6 نيسان 2017

إرسال تعليق

 
Top