0
في الوقت الذي تعتبر فيه معركة تحرير الموصل من «داعش» على يد القوات العراقية اوشكت على نهايتها وفق الوقائع الميدانية، وفي الوقت التي بدأت طلائع معركة تحرير الرقة بالبروز بعد نجاح «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي في تحرير كثير من البلدات في ريف عاصمة الخلافة المزعومة وصولاً الى مدينة الطبقة حيث سد الفرات الشهير الذي بات مهدداً بالانهيار بعد قصف غرفة التحكم بالسد وارتفاع منسوب مياهه عشرات الامتار واذا حصل وان انهار ستغمر مياهه الرقة ودير الزور ومنطقة البوكمال العراقية لتوقع اكبر كارثة انسانية في التاريخ الحديث، ثمة اسئلة كثيرة تسعى اوساط ضليعة في علم وعالم الامن لايجار اجوبة عنها ولو من باب الافتراض وفي طليعتها اين هي قيادات «داعش» وفي طليعتهم ابو بكر البغدادي الذي اعلن انه خليفة المسلمين وعلى الجميع مبايعته على السمع والطاقة.
 
واشارت الاوساط الى ان المخابرات العراقية تؤكد ان البغدادي محاصر في الموصل ويقود المعركة من غرفة عمليات اقيمت في انفاق تحت الارض في المدينة العراقية وانه اعطي اوامره للقيادات الميدانية بالتركيز على القتال التأخيري عبر المجموعات الاجنبية التي تقاتل في صفوف «داعش» ما يسمح لقيادات الصف الاول في الخروج من الموصل والتوجه الى الصحراء الملمين بجغرافيتها كون لجوءهم الى الرقة لا يشكل ضمانة لاعادة شد عصب التنظيم لان الرقة مهددة بخطرين، الخطر الاول يتمثل بقوات «مسد» العسكرية المدعومة من التحالف الدولي، والخطر الثاني يتجسد باحتمال انهيار سد الطبقة واغراق الجميع في مياهه، ووفق المعلومات العراقية ان اوامر البغدادي باللجوء الى الصحراء وخصوصاً البادية السورية تعني ان وجهة قيادات «داعش» وما تبقى من مجموعاتها تسعى للوصول الى جرود القلمون السوري في طريقها الى جرود عرسال حيث نجحت قيادات من الصف الاول في اقامة غرفة عمليات في احدى المغاور تنسق مع غرفة عمليات في مخيم «عين الحلوة».
 
بعد سقوط تدمر وقد اصطحبت القيادات المذكورة معها حقائب من المال وتعمل على تنظيم نقل المقاتلين عبر شبكة مهربين الى مناطق لبنانية جنوبية بهدف التسلل الى «عين الحلوة» للعمل على تحضير الارضية اللازمة لـ«داعش» للسيطرة على المخيم كون التكفيريين باتوا ينتشرون على رقعة توازي 60% من مساحته اضافة الى التواصل مع الخلايا الراقدة في مخيمات النزوح السوري في المناطق اللبنانية والتي يعتبرها البغدادي الاحتياط الاستراتيجي الطبيعي لتنظيمه كون غالبية النازحين من الداعمين للمعارضة السورية، وينقسمون بين متعاطفين مع «داعش» ومتعاطفين مع «جبهة النصرة» حيث تختصر الصورة بوضوح في صراعات التنظيمين في مخيمات النزوح في عرسال.
 
وتشير الاوساط الى ان لبنان وجهة «داعش» بعد سقوط الرقة وانه لم يغب اطلاقاً عن حسابات البغدادي ولا ينسى المتابعون لايقاع التنظيم التكفيري ان البغدادي في احد خطاباته عبر شريط مسجل وعد «بتحرير الاسلاميين من سجن رومية» كما انه حياً في الشريط نفسه قتيبة الصاطم الذي قام بعملية ارهابية في الضاحية الجنوبية عبر سيارة ملغومة، ولا تستبعد الاوساط ان يكون «داعش» قد خطط لاعلان خلافته بعد سقوط الزقة مخيم «عين الحلوة» وانه سيسعى وفق سيناريو معين تحريك منطقة الشمال اي طرابلس والضنية وعكار وانه اذا حصل اعلان «امارة اسلامية» في «عين الحلوة» سترتبط بسهولة بالشمال اللبناني عبر البحر كون حلم «داعش» كان ولا يزال ايجاد منفذ لديها على البحر، فهل ينجح التنظيم التكفيري في التعويض عن خسارته الموصل والرقة في لبنان ام ان الساحة المحلية ستكون آخر مقبرة له كون الاجهزة الامنية والجيش بالمرصاد خصوصاً ان الحدود اللبنانية - السورية شرقاً وشمالاً ممسوكة بالحد الاقصى الممكن اضافة الى ان القوات السورية وحلفاءها اقاموا سداً منيعاً بين ما يسمى بـ«سوريا المفيدة» والمناطق التي يسيطر عليها التكفيريون.

اسكندر شاهين - "الديار" - 7 نيسان 2017

إرسال تعليق

 
Top