0
يبدو أنّ الانتخابات النيابية باتت في حكم المؤجّلة نظراً لصعوبة الاتفاق على قانون انتخاب جديد، وإصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عدم توقيع دعوة الهيئات الناخبة في ظل قانون «الستين». 
 
يتعطّش الشارع اللبناني لإجراء الانتخابات النيابية بعد الحرمان الذي طاوَله ومنعه من ممارسة حقّه الديموقراطي بسبب التمديد المتلاحق لمجلس النواب. لذلك، لا يحبّذ أحد فكرة التأجيل مرّة أخرى، بل باتت التحالفات حديث الناس ومدار اهتمامهم، خصوصاً أنّ انتخاب عون والمصالحات والتفاهمات التي شهدتها الساحة المسيحية غيّرت الخريطة الانتخابية وقلبتها رأساً على عقب.

وتُعتبر الأشرفية من أهمّ المناطق التي تتنافس فيها الأحزاب والقوى المسيحية، وتكتسب أهميتها نظراً لأنها الدائرة المسيحية في العاصمة وتمتاز بتنوّع مذهبي مسيحي، وتضمّ 5 مقاعد تتوزّع كالآتي: ماروني، أرثوذكسي، كاثوليكي، أرمن أرثوذكس، أرمن كاثوليك. وبالتالي، ستتأثر بتحالف «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ» بعد انضمام الوزير ميشال فرعون إليه.

وعلى رغم إعلان رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل، في عشاء «14 آذار» أمس الأول، رغبته في توسيع التفاهم المسيحي ليضمّ «الكتائب» و«المردة»، فلا شيء يلوح في الأفق حتى الساعة.

ويَسري حديث عن أنّ باسيل يُحاول ضمّ «الكتائب» الى التحالف وحفظ مقعدي النائبين سامي الجميّل ونديم الجميّل، في مقابل سحب ترشيح النائب سامر سعادة من البترون ودعم الكتائب له في هذا القضاء ليؤمّن فوزاً هادئاً. لكنّ «التيار» و»الكتائب» لم يؤكّدا هذه الأخبار حتى الساعة، بل إنّ سعادة يعلن استمراره في الترشّح، وقد أطلقَ ماكينته الانتخابية البترونية.

النائب نديم الجميّل، من جهته، يحظى بوضع خاص في الأشرفية، يعترف به الجميع، إذ إنّه أوّلاً نجل مؤسس «القوات اللبنانية» الرئيس الشهيد بشير الجميّل، وقريب من القواعد القواتية ثانياً. ويتحدّث البعض عن تشكيل لائحة إئتلافية في الأشرفية تضمّ فرعون و»القوات» و»التيار» و«الطاشناق»، إضافة الى نديم الجميّل إذا وافق، بغضّ النظر عن موقف الكتائب في بقية المناطق.

وفي هذا الإطار، يؤكّد الجميل لـ«الجمهوريّة» أنّه «ينتظر إقرار قانون الانتخاب ليبدأ الحديث عن التحالفات، فالإنتخابات ذاهبة نحو التأجيل، ومن المُبكر الحديث عن تحالفات او معركة إنتخابية على رغم جهوزيتنا لخوضها».

ويرفض الجميّل التشكيك في انتمائه السياسي أو في صداقاته، «فنحن و»القوات» في خندق واحد، خضنا انتخابات العام 2009 سوياً، ونتفق على العناوين الكبرى، واختلافنا على بعض المسائل التفصيلية لا يعني أننا أصبحنا على طرف نقيض».

وللذين يعتبرون أنّ الجميّل أصبح في غير ضفّة، يقول: «ما زلتُ أنا، باق حيث كنتُ سابقاً ولا أغيّر، وكل ما يُقال هو في غير مكانه. تربطني بـ«القوات» علاقة وطيدة، ولا خلاف جذرياً بين الكتائب و»القوّات»، وكل التحالفات واردة ولا شيء مغلقاً».

في المقابل، يحذّر الجميّل من مخطّط يقضي بعدم دعوة الهيئات الناخبة، يَليه الوصول الى الفراغ، وبعدها نذهب الى مؤتمر تأسيسي كما يريد «حزب الله». ويرى أنّ هذا الأمر غير بريء، مُبدياً تخوّفه من أجندة الحزب وحلفائه في هذا الصدد.

ليس سهلاً أن يتربّع أي شخص على مقعد الرئيس المؤسّس لحزب الكتائب الشيخ بيار الجميّل في الأشرفية، أو أن يكون أميناً على إرث بشير، لكنّ التفاصيل الإنتخابية تسقط عندما يصبح التنافس في الصناديق.

وحتى الساعة تُبدي «القوات» و«التيار الوطني الحرّ» كل إيجابية تجاه نديم الجميّل على رغم وَضع العين على المقعد الماروني في الأشرفية. وبما انّ المقاعد الأخرى باتت تحظى بطامحين، لم يقدّم الحليفان أيّ إسم ماروني جدّي ليحلّ مكان الجميّل، ممّا يعطي مؤشراً الى طريقة التعاطي معه، حتى لو لم يبصر قانون الانتخاب النور.

ومن هذا المنطلق، يطرح البعض علامات استفهام عمّا إذا كان نديم الجميّل سيشكّل صِلة وصل بين الكتائب من جهة و«القوات» و«التيار» من جهة أخرى، ما يؤثّر في المعادلات الانتخابية في بقية المناطق. فإمّا أن تنفجر العلاقة تحالفاً بين الأحزاب الثلاثة أو معارك انتخابية. 

ألان سركيس - "الجمهورية" - 16 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top